خاطرة ادبية
مرسل: الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 10:03 am
أيها الربيع وداعا..
أديب ابراهيم
عاد الربيع مرة أخرى وكعادته مثلما في كل مرة، راح يدق أبواب القلوب التواقة للخضرة،لكن هذه المرة ليس مثل كل مرة،لا أحد في البيوت لا أرواح خلف أبواب القلوب ...لا أحياء ،كل القلوب خاوية والأبواب موصدة ..وبعضها مشرعة إنما فقط للريح العابثة لتعبث.
عاد الربيع مرة أخرى ..عاد من جديد وكعادته ألقى التحية على شجرة اللوز الوحيدة التي انتصبت كحارس أمين تحرس الحقول المقفرة...إنما هذه المرة و ليس مثل كل مرة ،لم ترد الشجرة التحية..راح يناجيها يداعبها يهزها إنما دون جدوى،راح يدق باب قلبها ...آه لقد أنفطر قلبها حزنا على آلاف الشجرات التي غابت عن ناظريها..صلى الربيع لراحة نفسها ومضى.
مضى الربيع صوب الجداول الرقراقة ليشرب،مشى طويلا من دون جدوى،أخيرا أخبره غراب أسود جاثم فوق أنقاض أعشاش السنونو المهاجرة ...أخبره أن الجداول رحلت صوب البحر ومن يومها لم ترجع...أدرك الربيع أن الجداول لن تعود أبدا ومن ذا الذي يعود بعد أن يبتلعه البحر .
عرج الربيع على المدينة وكعادته منذ آلاف السنين ..إن له في أحيائها وأزقتها ذكريات وحكايات...صعق الربيع للمشهد ..المدينة عروس جريحة وأهل العرس حاملون حقائبهم وماضون صوب المجهول،لا أحد يلتفت للوراء لا أحد يريد أن يلتفت ولو لحظة لوداع ماضيه و حاضره الكل مشدوه يرنو للغرب ...وقبل أن يأخذها الربيع في حضنه فاضت روح المدينة وعلى وجهها حلم قديم حائر يبحث عن ألف جواب لما كان وما سيكون ،أنتشل الربيع قلبه وعلقه على صدر القتيلة ومضى.
حمل الربيع جسده البائس وراح يبحث عن حلمه الضائع ..أذهله منظر آلاف الأحلام المقتولة برصاص الهجرة ومن بينها حلمه الذي أضحى مجرد جثة هائمة بلا هدف.
بكى الربيع من هول ما رأى، لكن لم تهطل من عينيه قطرة واحدة ... خلع كل خضرته معلنا الحداد الأبدي...ومضى.
***************************************************************
أديب ابراهيم
عاد الربيع مرة أخرى وكعادته مثلما في كل مرة، راح يدق أبواب القلوب التواقة للخضرة،لكن هذه المرة ليس مثل كل مرة،لا أحد في البيوت لا أرواح خلف أبواب القلوب ...لا أحياء ،كل القلوب خاوية والأبواب موصدة ..وبعضها مشرعة إنما فقط للريح العابثة لتعبث.
عاد الربيع مرة أخرى ..عاد من جديد وكعادته ألقى التحية على شجرة اللوز الوحيدة التي انتصبت كحارس أمين تحرس الحقول المقفرة...إنما هذه المرة و ليس مثل كل مرة ،لم ترد الشجرة التحية..راح يناجيها يداعبها يهزها إنما دون جدوى،راح يدق باب قلبها ...آه لقد أنفطر قلبها حزنا على آلاف الشجرات التي غابت عن ناظريها..صلى الربيع لراحة نفسها ومضى.
مضى الربيع صوب الجداول الرقراقة ليشرب،مشى طويلا من دون جدوى،أخيرا أخبره غراب أسود جاثم فوق أنقاض أعشاش السنونو المهاجرة ...أخبره أن الجداول رحلت صوب البحر ومن يومها لم ترجع...أدرك الربيع أن الجداول لن تعود أبدا ومن ذا الذي يعود بعد أن يبتلعه البحر .
عرج الربيع على المدينة وكعادته منذ آلاف السنين ..إن له في أحيائها وأزقتها ذكريات وحكايات...صعق الربيع للمشهد ..المدينة عروس جريحة وأهل العرس حاملون حقائبهم وماضون صوب المجهول،لا أحد يلتفت للوراء لا أحد يريد أن يلتفت ولو لحظة لوداع ماضيه و حاضره الكل مشدوه يرنو للغرب ...وقبل أن يأخذها الربيع في حضنه فاضت روح المدينة وعلى وجهها حلم قديم حائر يبحث عن ألف جواب لما كان وما سيكون ،أنتشل الربيع قلبه وعلقه على صدر القتيلة ومضى.
حمل الربيع جسده البائس وراح يبحث عن حلمه الضائع ..أذهله منظر آلاف الأحلام المقتولة برصاص الهجرة ومن بينها حلمه الذي أضحى مجرد جثة هائمة بلا هدف.
بكى الربيع من هول ما رأى، لكن لم تهطل من عينيه قطرة واحدة ... خلع كل خضرته معلنا الحداد الأبدي...ومضى.
***************************************************************