السويديون يبتكرون أساليب مميزة للتكيف مع ساعات الليل الطويلة في الشتاء!
مرسل: الأربعاء ديسمبر 30, 2015 5:22 am
الكومبس: أعدت وكالة الأنباء الفرنسية AFP تقريراً حول كيف يعيش السويديون ويقضون أوقاتهم خلال أيام الشتاء الطويلة التي يغلب عليها الظلام الدامس والبرد الشديد.
تمتد فترات الليل في البلدان الاسكندينافية لساعات طويلة يومياً خلال فصل الشتاء ما يترك أثره على الطبيعة كما على البشر الذين يضطرون إلى ابتداع أساليب للتكيف مع الوضع.

ففي أوسلو وستوكهولم وهلسنكي، تبدو أشعة الشمس خجولة في الفترة الممتدة بين شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وضهر شباط/ فبراير إذ أن الشروق يحصل عادة قرابة التاسعة صباحاً ولا يتأخر الغروب كثيراً عن الثانية والنصف بعد الظهر.
وطوال هذه الأسابيع الباردة، سرعان ما يصبح النهار في هذه المدن مجرد طيف عابر.
وفي المناطق الاسكندينافية البعيدة عن هذا الخط الافتراضي الجامع بين العواصم الثلاث، تعد فترات سطوع الشمس اكثر ندرة، ففي مدينة كيرونا الواقعة في منطقة لابي القطبية، تغيب الشمس لأيام طويلة في الفترة القريبة من الانقلاب الشتوي.
هذا الشتاء الاسكندينافي الموحش ينعكس على الحالة النفسية للسكان الذين يجدون صعوبة في التأقلم مع طول ساعات الليل.
بيرغيتا اورلينغ سويدية لم تنجح بعد في تقبل هذا الليل الاسكندينافي رغم أنها باتت في الخمسين من عمرها، وتقول “كل شيء رمادي بالكامل، والبرد قارس”.
وبما أن التحكم بالظروف المناخية في بلدها مهمة مستحيلة بالنسبة إليها، أوجدت هذه المرأة الشقراء ما يشبه الصيف الاصطناعي في مركزها للعناية الشخصية في ستوكهولم.
ويضم هذا المركز “غرفة للشمس” تتيح لروادها الاستمتاع بحرارة استوائية مع التحكم بجهاز تنظيم الحرارة الذي يتم ضبطه عند مستوى 35 درجة مئوية أي ما يفوق الحرارة الخارجية بحوالى 30 درجة.
ويستفيد زوار هذا المركز من فرصة الاستلقاء على كراس طويلة مع الاستماع الى هدير الموج والتمتع بصور لمناظر شواطئ رملية.
هذا الصيف الذي تقدمه بيرغيتا في مركزها يفوق بفعاليته الأدوية المهدئة بالنسبة لكثيرين.
فلدى خروجهم من المركز، ينظر الزوار التواقون لبعض النور ببعض الاستغراب إلى الأشخاص الذين يفرطون في النوم، ويعود رواد المركز بخدود وردية مع جرعة نشاط تساعدهم على مواجهة الليل الطويل للشتاء الاسكندينافي.
وتكلف الجلسة في هذا المركز عشرين يورو للساعة الواحدة من دون إمكان استرداد المبلغ من هيئة الضمان الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، تساعد مستويات الضوء المنبعثة بتركيز قوي من المصابيح الموجودة في الغرفة على تخفيف تركيز الميلاتونين التي يتم تخزينها في غياب أشعة الشمس، هذه المادة المعروفة بـهرمون النوم تعتبر مسؤولة بدرجة كبيرة عن شعور الوهن الذي يصيب ملايين الأشخاص المقيمين في هذه المناطق على مشارف شهر كانون الأول/ ديسمبر.
ويقول المعالج النفسي بابا بيندسي إن ما لا يقل عن 90 % من السويديين يعانون هذه الحالة المعروفة بالاضطرابات العاطفية الموسمية.
توق لأشعة الشمس
ويلجأ كثيرون الى علاجات قائمة على تناول جرعات من الفيتامين د بسبب النقص في هذه المادة الضرورية للنمو وللوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر شهدت ستوكهولم سطوعاً للشمس لفترة لا تزيد عن 46 ساعة، ما يقارب نصف عدد هذه الساعات في باريس لكنه يوازي تسعة أضعاف الفترة المسجلة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014.
وفي ما يشبه المبادرة الرامية لمواساة الذات، ترتدي المدينة قبل الأحد الأول من فترة الميلاد حلة من الأنوار تتزين فيها الأشجار والواجهات والمباني بالأضواء كما توضع النجوم والشمعدانات الكهربائية أمام النوافذ.
وفي 13 كانون الاول/ ديسمبر، يقيم السويديون اجتماعات عائلية أو في المكاتب لمناسبة عيد القديسة لوسيا، هذا الاسم مشتق من كلمة لوكس ومعناه النور باللغة اللاتينية، كما أن تاريخ هذا العيد كان يصادف مع اليوم الذي يشهد أطول ليل في السنة في التقويم اليوناني ما يمثل مناسبة لظهور الأرواح الشريرة بحسب معتقدات قديمة.
هذا المعتقد متجذر بقوة في نفوس السويديين لدرجة أنه صمد حتى بعد البدء باعتماد التقويم الميلادي في القرن الثامن عشر، وظهرت في ما بعد فكرة طرد الظلام عبر تزيين شخصية ترمز للقديسة لوسيا بهالة من نور.
وفي سائر أنحاء مملكة السويد، تتنافس الشابات على نيل شرف تجسيد شخصية هذه القديسة عبر ارتداء ثوب طويل ناصع البياض.
وفي عطلة عيد الميلاد يختار سويديون كثيرون وجهات معروفة بشمسها الساطعة مثل جزر الكناري وتايلاند، ويسافر حوالى 300 ألف سويدي إلى الخارج خلال هذه العطلة.
تمتد فترات الليل في البلدان الاسكندينافية لساعات طويلة يومياً خلال فصل الشتاء ما يترك أثره على الطبيعة كما على البشر الذين يضطرون إلى ابتداع أساليب للتكيف مع الوضع.

ففي أوسلو وستوكهولم وهلسنكي، تبدو أشعة الشمس خجولة في الفترة الممتدة بين شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وضهر شباط/ فبراير إذ أن الشروق يحصل عادة قرابة التاسعة صباحاً ولا يتأخر الغروب كثيراً عن الثانية والنصف بعد الظهر.
وطوال هذه الأسابيع الباردة، سرعان ما يصبح النهار في هذه المدن مجرد طيف عابر.
وفي المناطق الاسكندينافية البعيدة عن هذا الخط الافتراضي الجامع بين العواصم الثلاث، تعد فترات سطوع الشمس اكثر ندرة، ففي مدينة كيرونا الواقعة في منطقة لابي القطبية، تغيب الشمس لأيام طويلة في الفترة القريبة من الانقلاب الشتوي.
هذا الشتاء الاسكندينافي الموحش ينعكس على الحالة النفسية للسكان الذين يجدون صعوبة في التأقلم مع طول ساعات الليل.
بيرغيتا اورلينغ سويدية لم تنجح بعد في تقبل هذا الليل الاسكندينافي رغم أنها باتت في الخمسين من عمرها، وتقول “كل شيء رمادي بالكامل، والبرد قارس”.
وبما أن التحكم بالظروف المناخية في بلدها مهمة مستحيلة بالنسبة إليها، أوجدت هذه المرأة الشقراء ما يشبه الصيف الاصطناعي في مركزها للعناية الشخصية في ستوكهولم.
ويضم هذا المركز “غرفة للشمس” تتيح لروادها الاستمتاع بحرارة استوائية مع التحكم بجهاز تنظيم الحرارة الذي يتم ضبطه عند مستوى 35 درجة مئوية أي ما يفوق الحرارة الخارجية بحوالى 30 درجة.
ويستفيد زوار هذا المركز من فرصة الاستلقاء على كراس طويلة مع الاستماع الى هدير الموج والتمتع بصور لمناظر شواطئ رملية.
هذا الصيف الذي تقدمه بيرغيتا في مركزها يفوق بفعاليته الأدوية المهدئة بالنسبة لكثيرين.
فلدى خروجهم من المركز، ينظر الزوار التواقون لبعض النور ببعض الاستغراب إلى الأشخاص الذين يفرطون في النوم، ويعود رواد المركز بخدود وردية مع جرعة نشاط تساعدهم على مواجهة الليل الطويل للشتاء الاسكندينافي.
وتكلف الجلسة في هذا المركز عشرين يورو للساعة الواحدة من دون إمكان استرداد المبلغ من هيئة الضمان الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، تساعد مستويات الضوء المنبعثة بتركيز قوي من المصابيح الموجودة في الغرفة على تخفيف تركيز الميلاتونين التي يتم تخزينها في غياب أشعة الشمس، هذه المادة المعروفة بـهرمون النوم تعتبر مسؤولة بدرجة كبيرة عن شعور الوهن الذي يصيب ملايين الأشخاص المقيمين في هذه المناطق على مشارف شهر كانون الأول/ ديسمبر.
ويقول المعالج النفسي بابا بيندسي إن ما لا يقل عن 90 % من السويديين يعانون هذه الحالة المعروفة بالاضطرابات العاطفية الموسمية.
توق لأشعة الشمس
ويلجأ كثيرون الى علاجات قائمة على تناول جرعات من الفيتامين د بسبب النقص في هذه المادة الضرورية للنمو وللوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر شهدت ستوكهولم سطوعاً للشمس لفترة لا تزيد عن 46 ساعة، ما يقارب نصف عدد هذه الساعات في باريس لكنه يوازي تسعة أضعاف الفترة المسجلة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014.
وفي ما يشبه المبادرة الرامية لمواساة الذات، ترتدي المدينة قبل الأحد الأول من فترة الميلاد حلة من الأنوار تتزين فيها الأشجار والواجهات والمباني بالأضواء كما توضع النجوم والشمعدانات الكهربائية أمام النوافذ.
وفي 13 كانون الاول/ ديسمبر، يقيم السويديون اجتماعات عائلية أو في المكاتب لمناسبة عيد القديسة لوسيا، هذا الاسم مشتق من كلمة لوكس ومعناه النور باللغة اللاتينية، كما أن تاريخ هذا العيد كان يصادف مع اليوم الذي يشهد أطول ليل في السنة في التقويم اليوناني ما يمثل مناسبة لظهور الأرواح الشريرة بحسب معتقدات قديمة.
هذا المعتقد متجذر بقوة في نفوس السويديين لدرجة أنه صمد حتى بعد البدء باعتماد التقويم الميلادي في القرن الثامن عشر، وظهرت في ما بعد فكرة طرد الظلام عبر تزيين شخصية ترمز للقديسة لوسيا بهالة من نور.
وفي سائر أنحاء مملكة السويد، تتنافس الشابات على نيل شرف تجسيد شخصية هذه القديسة عبر ارتداء ثوب طويل ناصع البياض.
وفي عطلة عيد الميلاد يختار سويديون كثيرون وجهات معروفة بشمسها الساطعة مثل جزر الكناري وتايلاند، ويسافر حوالى 300 ألف سويدي إلى الخارج خلال هذه العطلة.