لؤي نمر ( 26 ) عاماً يفارق الحياة في الضفة الغربية “قهراً” بعد ترحيله من قبل الشرطة السويدية قسراً!
مرسل: الأحد فبراير 07, 2016 6:35 am
الكومبس: علمت شبكة الكومبس الإعلامية، أن شاباً فلسطينيّاً يدعى لؤي نمر ( 26 ) عاما، توفي بعد وقت قصير من قيام الشرطة السويدية بترحيله قسراً الى الضفة الغربية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، 2015، بعد فشله في الحصول على الإقامة رغم أنه كان يعيش في البلاد منذ أربعة أعوام.
وذكرت عائلة الشاب لـ الكومبس إن لؤي توفي إثر نزيف في الدماغ، ناجم كما يعتقد الأطباء عن الضغوط النفسية الشديدة، والتوتر العصبي، والحزن الذي أصيب به، جراء إبعاده بالقوة، بشكل مفاجئ، وتفريقه عن زوجته التي لا تزال في السويد، وطفله البالغ خمسة أشهر فقط.
وبحسب عائلة الشاب فإن عملية الترحيل بدأت عندما طلبت شرطة مدينة اوبسالا منه مراجعتها، فذهب إليها دون أن يشعر بخطر الترحيل، لأنه كان يظن بأن من الصعب ترحيله، كونه من اللاجئين المصنفين بلا وطن.
احتجز لؤي لأربعة أيام قبل أن يتم ترحيله بصورة سريعة، على متن طائرة خاصة، كما أكد عمه الدكتور خالد نمر، المقيم في قضاء الخليل بالضفة الغربية، في إتصال هاتفي أجرته الكومبس معه، والذي عبر خلاله عن صدمته من قيام السلطات السويدية بهذه الخطوة، حتى دون أن يعطى له الوقت الكافي لوداع زوجته وطفله الرضيع.
ووصف خالد الراحل بانه شاب خلوق ومهذب، يركض وراء لقمة عيشه، والذي قرر قبل أربع سنوات، اللجوء إلى السويد بحثا عن فرصة حياة أفضل من تلك التي كان يعيشها في الضفة، لكن طلبه رفض ثلاث مرات، رغم محاولات الاستئناف له، ومع هذا تمكن لؤي قبل عام من الآن من الحصول على إذن عمل، حيث كان بأمس الحاجة اليه، مع ازدياد مسؤولياته واعباءه على اثر زواجه من رفيقة طفولته التي اتت إليه من فلسطين حيث تم الزواج وفقا للعادات والتقاليد، رغم عدم حصوله هي الأخرى على الإقامة.
الزوجة مصدومة: ما لذي سيحل بنا الآن؟
تقول زوجة لؤي التي طلبت عدم نشر إسمها، لـالكومب بصوت مخنوق من شدة الحزن إنها تعيش حالة صدمة فهي لاتصدق أن حب حياتها رحل حتى دون أن تراه!
وتضيف متسائلة: بغض النظر عن أسباب الترحيل، هل تقبل السُويد أن تكون عواقب ترحيل شاب مثل لؤي الوفاة وهو لم يكمل بعد الـ 26 عاما؟
وبحرقة قلب تتسائل الزوجة عن مصيرها الآن بعد أن كان لؤي المعيل الوحيد لها ولطفلها علما أنها وابنها لايزالان بدون إقامة رغم ولادة الطفل على أرض سويدية، ألا أنه لم يحصل على الجنسية السويدية باعتبار أن والديه لا يملكان الاقامة الرسمية حين إنجابه.
هكذا تمت عملية الترحيل
ينقل الدكتور خالد عن لؤي قبل وفاته بأنه في ليلة 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وبعد أيام على احتجازه من قبل شرطة اوبسالا، تم ابلاغه بأنه سيتم ترحيله، وأن السفر كان متوقفا على موافقة السلطات الاردنية على استقبال الطائرة، باعتبار لا يوجد في الضفة مطار مدني، وبالفعل وبعد الحصول على موافقة عمان تم الترحيل، وكان في انتظار لؤي في المطار، ممثلين عن السفارة السويدية وأعضاء في المخابرات الأردنية رافقوه حتى منطقة المعابر على الحدود الاسرائيلية ومن ثم إلى جسر اسرائيل، حيث تم التأكد من وصوله إلى الجانب الاخر من الحدود، وهناك مكث لؤي لأكثر من ثماني ساعات، ليتم بعدها السماح له بالمغادرة إلى منطقته في قضاء الخليل، على أن يقوم بمراجعة المخابرات الاسرائيلية بعد أسبوع من ذلك التاريخ.
يضيف الدكتور خالد أنه خلال مراجعته لهم، اقتصر التحقيق معه والذي لم يتعد نصف الساعة، على أسئلة روتينية، تتعلق بعمله في السويد وأسباب رفض اقامته، ومعرفة ما إذا كان له أي توجهات سياسية معينة.
محامية لؤي: لا يوجد لأسباب أمنية وراء قرار الترحيل
قد يتساءل كثيرون كيف يجري ترحيل شخص على متن طائرة خاصة وبهذه السرعة، وما تبعها من اجراءات في مطار عمان وعلى الحدود الاسرائيلية، وهي تساؤلات تثير لدى العديد من الناس إشارات؟!
تحدثت مع محامية لؤي ديانا جدريان، التي عبرت عن صدمتها لسماع خبر وفاة لؤي، وأكدت عدم وجود أية أسباب أمنية وراء ترحيله، مشيرة الى أنه كان من الأشخاص الذين ليس عليهم أية تساؤلات من هذا القبيل، وأنه لم يكن الأول الذي تم ترحيله بهذه الطريقة وقد لا يكون الأخير، فبعد هذا التدفق الكبير للاجئين إلى السويد، بدأت الدولة تتخذ اجراءات للتسريع من ترحيل من رفضت اقامتهم أكثر من مرة.
وفيما يتعلق بنوعية الاجراءات التي اتخذت معه لاحقا، إعتبرت جدريان ذلك أمراً طبيعيا يتم القيام به في العادة عندما يرحل شخص إلى موطنه عبر بلد آخر.
وأضافت أنها تسلمت قضية لؤي بعدما استنفذ كل محاولات استئناف قرار رفض الاقامة، اذ تعاملت مع هذه القضية ضمن بند (طلب ايقاف التنفيذ 12-18 وإعادة النظر 12-19) اللذين يأخذا بعين الاعتبار ظروفا جديدة تعرض لها صاحب العلاقة، قد تؤثر على قرار رفض منح الإقامة.
وأكدت في هذا الإطار أنه لولا تأخر لؤي في تزويدها بالوثائق الرسمية التي تؤكد زواجه وانجابه لطفل قبل أن يقابل شرطة المنطقة، لكان الوضع اختلف وربما حصل على حقه في الاقامة.
دخل لؤي بعد عودته إلى مسقط رأسه في حالة نفسية سيئة من الدرجة الثانية كما يقول لنا عمه خالد وكذلك صديقه وابن خالته صفوت جبران، نقل على إثرها أكثر من مرة إلى المستشفى برعاية أطباء نفسيين مختصين، حيث بدء يتقوقع على نفسه ويرفض محادثة الآخرين مع إستمرار تدهور حالته الصحية أكثر فأكثر جراء الضغط النفسي، الأمر الذي أثر على دماغه، وسبب له انفجارا في أحد الشرايين الرئيسية التي تصل بالشبكة العنكبوتية للدماغ ما شكل نزيفا حادا، ليفارق لؤي بعدها الحياة وهو في ربيع العمر دون أن يكمل حلمه في العيش في السويد التي أحبها ولكنها رفضته! ولتنطفىء في قلبه، الحرقة التي عانى منها كما كان يقول لزوجته في اتصالاته الأخيرة معها بسبب البعد عنها وعن طفليهما.
رحمه الله
وذكرت عائلة الشاب لـ الكومبس إن لؤي توفي إثر نزيف في الدماغ، ناجم كما يعتقد الأطباء عن الضغوط النفسية الشديدة، والتوتر العصبي، والحزن الذي أصيب به، جراء إبعاده بالقوة، بشكل مفاجئ، وتفريقه عن زوجته التي لا تزال في السويد، وطفله البالغ خمسة أشهر فقط.
وبحسب عائلة الشاب فإن عملية الترحيل بدأت عندما طلبت شرطة مدينة اوبسالا منه مراجعتها، فذهب إليها دون أن يشعر بخطر الترحيل، لأنه كان يظن بأن من الصعب ترحيله، كونه من اللاجئين المصنفين بلا وطن.
احتجز لؤي لأربعة أيام قبل أن يتم ترحيله بصورة سريعة، على متن طائرة خاصة، كما أكد عمه الدكتور خالد نمر، المقيم في قضاء الخليل بالضفة الغربية، في إتصال هاتفي أجرته الكومبس معه، والذي عبر خلاله عن صدمته من قيام السلطات السويدية بهذه الخطوة، حتى دون أن يعطى له الوقت الكافي لوداع زوجته وطفله الرضيع.
ووصف خالد الراحل بانه شاب خلوق ومهذب، يركض وراء لقمة عيشه، والذي قرر قبل أربع سنوات، اللجوء إلى السويد بحثا عن فرصة حياة أفضل من تلك التي كان يعيشها في الضفة، لكن طلبه رفض ثلاث مرات، رغم محاولات الاستئناف له، ومع هذا تمكن لؤي قبل عام من الآن من الحصول على إذن عمل، حيث كان بأمس الحاجة اليه، مع ازدياد مسؤولياته واعباءه على اثر زواجه من رفيقة طفولته التي اتت إليه من فلسطين حيث تم الزواج وفقا للعادات والتقاليد، رغم عدم حصوله هي الأخرى على الإقامة.
الزوجة مصدومة: ما لذي سيحل بنا الآن؟
تقول زوجة لؤي التي طلبت عدم نشر إسمها، لـالكومب بصوت مخنوق من شدة الحزن إنها تعيش حالة صدمة فهي لاتصدق أن حب حياتها رحل حتى دون أن تراه!
وتضيف متسائلة: بغض النظر عن أسباب الترحيل، هل تقبل السُويد أن تكون عواقب ترحيل شاب مثل لؤي الوفاة وهو لم يكمل بعد الـ 26 عاما؟
وبحرقة قلب تتسائل الزوجة عن مصيرها الآن بعد أن كان لؤي المعيل الوحيد لها ولطفلها علما أنها وابنها لايزالان بدون إقامة رغم ولادة الطفل على أرض سويدية، ألا أنه لم يحصل على الجنسية السويدية باعتبار أن والديه لا يملكان الاقامة الرسمية حين إنجابه.
هكذا تمت عملية الترحيل
ينقل الدكتور خالد عن لؤي قبل وفاته بأنه في ليلة 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وبعد أيام على احتجازه من قبل شرطة اوبسالا، تم ابلاغه بأنه سيتم ترحيله، وأن السفر كان متوقفا على موافقة السلطات الاردنية على استقبال الطائرة، باعتبار لا يوجد في الضفة مطار مدني، وبالفعل وبعد الحصول على موافقة عمان تم الترحيل، وكان في انتظار لؤي في المطار، ممثلين عن السفارة السويدية وأعضاء في المخابرات الأردنية رافقوه حتى منطقة المعابر على الحدود الاسرائيلية ومن ثم إلى جسر اسرائيل، حيث تم التأكد من وصوله إلى الجانب الاخر من الحدود، وهناك مكث لؤي لأكثر من ثماني ساعات، ليتم بعدها السماح له بالمغادرة إلى منطقته في قضاء الخليل، على أن يقوم بمراجعة المخابرات الاسرائيلية بعد أسبوع من ذلك التاريخ.
يضيف الدكتور خالد أنه خلال مراجعته لهم، اقتصر التحقيق معه والذي لم يتعد نصف الساعة، على أسئلة روتينية، تتعلق بعمله في السويد وأسباب رفض اقامته، ومعرفة ما إذا كان له أي توجهات سياسية معينة.
محامية لؤي: لا يوجد لأسباب أمنية وراء قرار الترحيل
قد يتساءل كثيرون كيف يجري ترحيل شخص على متن طائرة خاصة وبهذه السرعة، وما تبعها من اجراءات في مطار عمان وعلى الحدود الاسرائيلية، وهي تساؤلات تثير لدى العديد من الناس إشارات؟!
تحدثت مع محامية لؤي ديانا جدريان، التي عبرت عن صدمتها لسماع خبر وفاة لؤي، وأكدت عدم وجود أية أسباب أمنية وراء ترحيله، مشيرة الى أنه كان من الأشخاص الذين ليس عليهم أية تساؤلات من هذا القبيل، وأنه لم يكن الأول الذي تم ترحيله بهذه الطريقة وقد لا يكون الأخير، فبعد هذا التدفق الكبير للاجئين إلى السويد، بدأت الدولة تتخذ اجراءات للتسريع من ترحيل من رفضت اقامتهم أكثر من مرة.
وفيما يتعلق بنوعية الاجراءات التي اتخذت معه لاحقا، إعتبرت جدريان ذلك أمراً طبيعيا يتم القيام به في العادة عندما يرحل شخص إلى موطنه عبر بلد آخر.
وأضافت أنها تسلمت قضية لؤي بعدما استنفذ كل محاولات استئناف قرار رفض الاقامة، اذ تعاملت مع هذه القضية ضمن بند (طلب ايقاف التنفيذ 12-18 وإعادة النظر 12-19) اللذين يأخذا بعين الاعتبار ظروفا جديدة تعرض لها صاحب العلاقة، قد تؤثر على قرار رفض منح الإقامة.
وأكدت في هذا الإطار أنه لولا تأخر لؤي في تزويدها بالوثائق الرسمية التي تؤكد زواجه وانجابه لطفل قبل أن يقابل شرطة المنطقة، لكان الوضع اختلف وربما حصل على حقه في الاقامة.
دخل لؤي بعد عودته إلى مسقط رأسه في حالة نفسية سيئة من الدرجة الثانية كما يقول لنا عمه خالد وكذلك صديقه وابن خالته صفوت جبران، نقل على إثرها أكثر من مرة إلى المستشفى برعاية أطباء نفسيين مختصين، حيث بدء يتقوقع على نفسه ويرفض محادثة الآخرين مع إستمرار تدهور حالته الصحية أكثر فأكثر جراء الضغط النفسي، الأمر الذي أثر على دماغه، وسبب له انفجارا في أحد الشرايين الرئيسية التي تصل بالشبكة العنكبوتية للدماغ ما شكل نزيفا حادا، ليفارق لؤي بعدها الحياة وهو في ربيع العمر دون أن يكمل حلمه في العيش في السويد التي أحبها ولكنها رفضته! ولتنطفىء في قلبه، الحرقة التي عانى منها كما كان يقول لزوجته في اتصالاته الأخيرة معها بسبب البعد عنها وعن طفليهما.
رحمه الله