قلْ يا أخي ... !
مرسل: الأربعاء أغسطس 10, 2016 6:46 am
قلْ يا أخي ... !
الشِّعرُ سِحرٌ .... إذا مِن ثغرِكمْ صَدَحا
أو كرمةٌ ... فاملأِ الفنجانَ .. والقدَحا ..
فقلت له :
وأنتَ داليةٌ ..... في كرْمِه ...... نبتَتْ
فامنحْ عصيرَكَ ... يا طوباهُ مَن مَنحا ..
فأجاب :
وكيف يمنحُ .... مَن شاختْ عريشتُهُ
بالهمّ ..... أيبسها حزناً .... وما برحا .. ؟!
فقلت :
هي الشّجونُ .... سقتْنا كأسَها وجعاً
لكنّما الشِّعرُ وثّابٌ ....... فما انطرَحا ..
فقال :
أخافُ .. إنْ قلتُهُ .. يبكيكَ .. مسمعُهُ
فأعذبُ الشِّعر عندي ... يُدمعُ الفرِحا ..
فأجبته :
لهُ ... سنطربُ ... حتّى .. لو بهِ .. ألمٌ
فإنّنا ..... أمّةٌ .... لا .. تكرهُ .. التّرَحا
فقلْ أخي ما تشا ...... فالشِّعرُ نغمتُهُ
تحلو .. وإنْ كان .. بالأحزان مُتّشِحا ..
فقال :
نِعمَ الصّديقُ .. وكم ملَّ الورى شجني
والجارُ مِن ونّتي .. عن دارِه .... نزَحا
والأمّةُ الآنَ ... زدتِ الحزنَ في كبدي
ما غيرها بالأسى .. هذا الحشا جَرَحا ...
فختمت معه الحوار مخاطباً هذه الأمّة :
يا أمّةَ الّليلِ .. يكفي ما بنا ... فمتى
نراكِ مشرقةً ... والّليلَ .... قد مُسِحا .. ؟
فإنّنا .. نرتجي يوماً .. به ........ يدُنا
لا يسلبُ الوحشُ منها الخيرَ والمرَحا ...
فقال :
كأنّها .... ميْتةٌ ..... ما عاد .... ينفعُها
نُصْحٌ .. وما هزَّها خَطْبٌ .. بها فَدَحا
والوحشُ ثاوٍ .. بطول الّليل مفترِسٌ
متى الصّباحُ تدانى .. فرَّ ... أو ذُبِحا ... !
القس جوزيف إيليا
٩ - ٨ - ٢٠١٦