
منذ أكثر من ثلاث سنواتٍ عجافٍ تعرّض نيافة المطرانين الجليلين: يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي لعمليّة خطفٍ بشعةٍ في بلدي الذّبيح سوريّة وهما يقومان بخدمةٍ إنسانيّةٍ عظيمةٍ. وإلى هذه الّلحظة لم يُعرَف شيءٌ عن مصيرهما.
راهبان نقيّان تركا كلّ ما في هذه الدّنيا الفانية من مباهج وملذّات ولاذا بربّهما مكرّسَين ذاتهما لخدمة البشر وخاصّة المقهورين المسحوقين منهم
فلماذا كلّ هذا الإجرام بحقّهما ..؟
وما الفائدة من إخفائهما ..؟
وإلى متى هذا الخطف الجائر ..؟
إنّني أدعو في هذه الأيّام الميلاديّة المقدّسة أخوتي
المسلمين قبل المسيحيّين للصّلاة بحرارةٍ من أجلهما لكي يُفكَّ أسرُهما ويعودا سالمَين لخدمة الّله والنّاس والوطن ويعودَ معهما جميع المخطوفين جورًا وظلمًا .
لمْ تركعا أبدًا
ولا
لن تركعا ..
فالرّبُّ ليس وراءَ رابيةٍ بعيدًا لا يرى قُطعانَهُ
ينوي افتراسَ لحومِها ذئبٌ مِنَ الوادي السّحيقِ
مُكشّرَ الأنيابِ يأتيها لكي منها ينالَ ويشبعا ..
والرّبُّ لا ينسى
وسوف على سحائبِ مجدِهِ يأتي ليكسِرَ خبزَهُ لكما
وينتهرَ الرّياحَ
لكي تناما هادئَينِ على فراشٍ ناعمٍ
في بهجةٍ ونقاءِ عصفورينِ تنتظرانِ صبحًا نورُهُ في كلِّ قلبٍ يشتهي أنْ يلمعا ..
لن تركعا ..
حتّى ولو ركَعتْ جبالٌ وانحنتْ أشجارُها وتبعثرتْ أحجارُها
ولوِ السّنونُ مضتْ تجُرُّ ذيولَ خيبتِها
وصارتْ مثلَ أفعًى في شفاهِ هنائِنا ترمي سمومَ عَدائِها
لن تركعا ..
حتّى ولو نارُ الجحيمِ تساقطتْ جمرًا على أعشابِ يقْظتِنا
ولو ثلجُ الرّزايا نامَ في أحشائِنا
وجنونُ أزمنةٍ كوحشٍ هائجٍ قد جاءَ
كي في حيِّنا يتسكّعا ..
لن تركعا ..
فالحُبُّ أقوى مِنْ مدافعِ حقدِهمْ
والحُبُّ للبغضاءِ لا لن يخنعا .
لمْ تركعا أبدًا
ولا
لن تركعا
فجميعُنا سنعانقُ الأمجادَ يومًا فيكما
ومعًا سنحيا واقفِينَ على هضابِ نقائِنا لن نخضعا.
القس جوزيف إيليا
١٠ - ١٢ - ٢٠١٦