كلام من خواص موسم الصيام...

[Michel Massoud]

كلام من خواص موسم الصيام...
كتبت مرةً أن يوم الإنسان ليس محسوب في كتاب العاطي إذا لم يعطي للخير قسطه اليومي ولو بأصغر طريقة ما. كنت أتحدث عن ثقافة العطاء... هذه الثقافة التي يلوح البعض بها ممسكين بذيلها، مستخدميها لتجميل مواضيعهم... ويا ليتهم مرة يبحروا في معانيها الإنسانية ليرتوي ضميرهم بمشحات من مفهومها الالهي... نقول الإنسانية لكي لا نظلم الشق اللاهوتي للعطاء، فمفهوم اللاهوت صعب لدرجة إضطر السيد المسيح أن يستعمل السوط على من تقصد التعثر.
يتحجج الميسور الحال بقساوة الحياة وضغط قوانينها وعبئ ضرائبها ويتغاضى عن العطاء، وينسى اخوة له بالإنسانية يتمنون الإرتقاء مادياً متمنين دفع الضرائب مثله...
وهذا الأقل يسر عينه على الميسور ولا يرى المعسور! وينسى انه ما زال قادر على تأمين العيش الهانئ ولو لم يكن بالبذخ... وناهيك عن خلق الأعذار ليتحاشى العطاء...
والمعسور عينه على كل من سبق ذكرهم، مذكراً الجميع بنكبته، يلوم الخالق لحالته ويستعطي الشفقة... وهو لا يرى المعدوم الحال الذي ليس عنده وليس بيده حيلة سوى الطلب من الله!
أتطرق اليوم الى الشق السلبي، فالإيجابي تحصيل حاصل. لنقول ان مفهوم العطاء عند كل هذه الطبقات ليست القدرة المادية التي تقرر سخاء الشخص او عدمه، إنما الطمع ثم الشهوة وعدم الإقتناع. فيأتي السوأل: اين قلبه، اين ضميره واين مفهومه للعطاء؟
فإذا كان القلب محب للمال لتكنيزه والضمير في غيبوبة فعلى العطاء السلام.
لكل من هذه الحالات جوابها في الإنجيل المقدس ولكن هل هناك من يقرأ؟ هل هناك من يفهم؟ وهل إذا قرأ وفهم ... يعيش الحالة؟ الأجوبة تتراكم من إبراهيم وأيوب.. الى فلس الأرملة والشاب الغني... فيقول بولس الرسول برسالته الأولى الى تيموثاوس ٦: ١٠ "لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة"
لذلك اعود الى لب درس الكتاب المقدس من إنجيل متى ٦: ١٩~٢٤ القائل: "لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض... بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء... لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً."
لذلك نقول: كنوز السماء تبدأ بالعطاء على الأرض... فلم يفقر إنسان من العطاء...
دمتم معطائين بنعمة سيدنا يسوع المسيح الذي اعطانا سلاماً... لم ولن يعطي مثله أحد في هذا العالم.
الشماس ميشال صموئيل مسعود

[بنت السريان]

[attachment=0]سلمت يمينك.gif[/attachment]
هذه الثقافة التي يلوح البعض بها ممسكين بذيلها، مستخدميها لتجميل مواضيعهم... ويا ليتهم مرة يبحروا في معانيها الإنسانية ليرتوي ضميرهم بمشحات من مفهومها الالهي.

أين القاريء مما يقرأ؟؟؟؟؟؟
لله درّك يا ميشيل
لقد ابحرت في الموضوع وغوره عميق وشديد الأثر
من يعطي في الخفاء يجازيه الرب علانية
والمعطي بسرور يحبه الله
بوركتم يا أخي أعطاكم الرب موهبة شكرا للرب