نعم يبكي الرِّجالُ ... !
مرسل: الاثنين مايو 15, 2017 6:05 pm
وأقولُ في ألمٍ
- نعم يا سيّدي
يبكي الرّّجالُ
نعم
وينكسِرونَ كالشّجرِ العتيقِ بضيعةٍ مهجورةٍ مِنْ أهلِها
يبكونَ مِنْ وجعٍ على وطنٍ تهرّأَ واحترَقْ ..
وطنٍ غزَاهُ بنوهُ
واقتسَموا دِنانَ نبيذِهِ
وغفوا بحِضنِ ضبابِهمْ
ودعَوا لصوصَ الأرضِ حتّى يَسلبوا ما فيهِ مِنْ كنزِ الألَقْ .
يبكي الرِّجالُ على نساءٍ راقصاتٍ في طقوسِ غيابِهنَّ وذبحِهنَّ
ولا قيامةَ تَفتحُ الأبوابَ للأنثى
لتَدخلَ كي ترى ما فاتَها
وتسيرَ نحو بحيرةِ الّلذاتِ لا تشكو الغرَقْ .
يبكي الرِّجالُ ..
وهم يرونَ حدائقَ الأطفالِ فارغةً
فلا لَعِبٌ
ولا ضَحِكٌ
ولا حلوى
ولا زهرٌ يُجمِّلُ سورَها
يبكونَ ..
حينَ يرونَ كيفَ تُدمَّرُ الدّنيا بأيدٍ لا تُجيدُ سوى اختراعِ السُّمِّ والبلوى وبثِّ الرّعبِ والفوضى وإيقاظِ القلَقْ .
يبكي الرِّجالُ ..
نعم
وهمْ - يا سيّدي -
يتفاجؤونَ بأُمّةٍ
لمْ تَبنِ يومًا غيرَ مجدٍ مِنْ ورَقْ .
القس جوزيف إيليا
٩ - ٥ - ٢٠١٧