صفحة 1 من 1

الغريب والثّلج

مرسل: الخميس ديسمبر 28, 2017 7:25 am
بواسطة القس جوزيف ايليا
* الغريب والثّلج


الثّلجُ يطرقُ شُبّاكي يحيّيني
أهلًا بهِ آتيًا تشتاقُهُ عيني

يعيدُني لزمانٍ كنتُ أعشقُهُ
في موطنٍ فيهِ ما ضاعت عناويني

هناكَ كنتُ لغيري بانيًا أفقًا
واليومَ أسعى وكفُّ الغيرِ تبنيني

وكنتُ ضوءًا يراهُ الكلُّ مُتّقِدًا
والآنَ ظلمةُ خيباتٍ تغطّيني

وكنتُ فيهِ أنا لا شيءَ يطمسُني
أمّا هنا فضبابِ الجهلِ يُخفيني

لا الشَّعبُ شعبي ولا منطوقُهُ لغتي
ولا بساتينُهُ هذي بساتيني

ولا أناشيدُهُ أنشودةٌ لفمي
ولا تلاوينُهُ تُحيْي تلاويني

قيثارتي انقطعتْ أوتارُها وغدتْ
مجروحةً تشتكي أوجاعَ تلحينِ

وقد خبا صوتُ إعصاري فأتعبَني
صمتي وها إنّها صرعى براكيني

يا ثلجُ ... آهٍ مِنَ الذّكرى تطاردُني
وأنتَ قد جئتَ بالنّيرانِ تكويني

إذْ كيف أنسى صِحابًا عشتُ بينهمُ
دهرًا وقد لبسوا مثْلي رِدا البَينِ

تهنا وغبنا يدُ الأيّامِ تجلدُنا
بغربةٍ لا يُرى فيها سوى الطّينِ

وكيف أنسى ديارَ الدِّفءِ تحضنُني
ولمْ تزلْ في فؤادي في شراييني

أبي أراهُ على الأكتافِ يحملُني
وثغرُ أمّي بحلوِ الشّدوِ يُشجيني

وإخوتي روعةُ الأجواءِ تُنعشُهمْ
فيلعبونَ كأسرابِ الحساسينِ

يا ثلجُ ذكّرتَني فانظرْ إلى تعبي
وقُلْ : متى عودةٌ للشّرقِ تُحييني .. ؟

القس جوزيف إيليا
٢٢ - ١٢ - ٢٠١٧