منارة الأنسان...! بقلم المحامي نوري إيشوع

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

منارة الأنسان...! بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

منارة الانسان...! بقلم المحامي نوري إيشوع

من الشرق, أنبلج فجر الأنسان و سطعت شمس المعرفة التي فرشت انوارَ بحور علومها على العالم, في الشرق ُزرعت جذور المحبة و الرقي و الحضارة فكانت قبلة للإدارة و منارة للحياة بجدارة, من الشرق تفتحت ورود الفن و الأبداع فولدت حدائق معلقة و جنان و أوابد نُحتت باتقان, رُسمت بإيادٍ ماهرة و عقول نيرة لا تكل و لا تمل فتجاوزت بتفانيها كل الأزمان.
من الشرق, بنيت قلاع و أقيمت أسوار ترد للأعداء الصاع صاعين و الأشجار و الأرض تروي حكايات و اشجان, من الشرق سنت قوانين ضبط الحياة و وضعت قواعد الأحترام بين البشر و تحقيق العدالة دون تفرقة و تحايل وتمويه وألوان.
من الشرق أشرقت شمس السريان, الذين كانوا نوابغة في الفلك و لعلوم الطب الأوائل في الميدان. من الشرق عُزفت أجمل موسيقا و تغنوا بأجمل الألحان.
بالشرق أقترنت أمةُ السريان, أخترعوا أول أبحديةٍ و وضعوا النقاط على الحروف و حفروا التاريخ في الأذهان.
نشروا في المعمورة البشارة و الكلمة و علموا الأنسانية النحو و البيان, من الشرق صُنعت عيون الأبحار في غياهب الفلك, فاكتشفوا النجوم و الكواكب و ضبطوا الوقت من خلال أشعة الشمس الساطعة على رمال الصحراء, و انحسار الخيال في زواية الجبال و التلال و الوديان.
في الشرق, قلعة صمدت في وجه جنود عالم النسيان, برجالاتها أرعبت, بعلمائها اخترعت و برعت, بانهارها زرعت سهولها باشجار الخير إينعت, فوق قمم جبالها نسورها و صقورها حلقت شامخة, و أقنانها و أعشاشها كبرت و تفرعت.
من بلاد النور, بلاد حمورابي و زنوبيا و نبوخذنصر و آشور , أنبلج فجر النور, روضوا الأسود و قادوها لإعادة الثعالب الى الجحور! بنوا الترع و الدور, و على الأعداء هزوا القلاع و القصور, من بلاد النور, خرجت أمة السريان و كشفت غياهب البحور, و كانت لأوطانها خير حارس و أصدق ناطور.
من بلاد التاريخ, كشف السريان المريخ, ركبوا مراكب الحرية ليبنوا أواصر أسرية, من بلاد التاريخ, كبحوا جماح الطبيعة و سخروا أنهارها و بحارها للرياض فنظموا لها الشعر و انفتحت لمحبتها القريحة, من ترابها المقدس بزغت محبةً الفادي و غزت الوديان و البوادي و احتار بقوتها كل الأحبة و حتى ألد الأعادي.
من الشرق, وُضعت أسس المساواة الأجتماعية و التعاون بين الأخوة في الأنسانية, علاقات عائلية قائمة على المحبة و الأحترام بين الوالدين و الأبناء و ألأخوات و الأخوان و نبذ الغزوات البربرية.
من بلاد الشرق, أنبلج فجر الشرق و سلط خيوط نوره على أصحاب الأرض الذين كانوا للمدنية الرواد و بهم انتشرت شرقاً و غرباً, شمس السريان أشرقت مع شمس الشرق و لمع نجمهم كلمعان البرق. شرق لا ينفصل أبد عن أمة الشرق.
سريان: رقي, حضارة فإنارة. سريان: فلك, طب, موسيقا و انغام فايمان.
أمة السريان: قدوة, صخرة إيمان. أمة السريان: للفادي وفية و تكن له المحبة بعنفوان. أمة السريان: مشاعل للتاريخ و الأوابد تبقى منارة يهتدي بها الأنسان لتنير العالم في كل الأزمان.

في 16/07/2011
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“