أعطوهم أنتم ليأكلوا

[Michel Massoud]

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا».
كان التلاميذ يريدون صرف الجموع في أعجوبة إشباع ما يفوق الخمسة آلاف شخص اي ما يقارب الخمسة وعشرون الف إذا اضفنا النساء والأطفال، المذكورة في الأناجيل الأربعة.
يقول يسوع للتلاميذ لا راحة في بناء كنيستي بل سيكون هناك الكثير من التضحية والتعب.
والدرس لنا من خلال التلاميذ الذين لم يمتلؤ بالروح بعد... الذين اصبحوا الرسل والقادة الروحيين لاحقاً... الذين فكروا بالارضيات والماديات قائلين ليس لدينا ما يكفي او ليس لدينا المقومات، ان المسيح يريدنا ان نتكل عليه... ان نلتجئ له... وكم من مرة نفشل بهذا؟ يريدنا ان نجلب له قليلنا بإيمان وهو يزيده.
السيد المسيح الذي كان يعلم ان بين الجموع من يتبعه عن إيمان راسخ، وآخر محتار، وآخر فضولي، وآخر للمصلحة والإستفادة الشخصية او الإجتماعية والسياسية... ومن كانوا هناك لإشباع بطونهم من الفقر والعوز المادي وآخرين لطبيعتهم الفضولية والإستغلالية...
ولكن رسالته لتلاميذه كانت ان يفتحوا قلوبهم للجميع ويعطوهم بمحبة وسخاء، من دون أية شروط. كان يعلمهم ان رسالته على هذه الأرض للجميع بلا قيود، لليهودي والأممي، للأبيض والأسود، للفقير والغني، للذي يعرف الله والملحد... ليأتوا بالناس ليتعرفوا على مسيح خلاصهم، الذي إذا اكلوا جسده وشربوا دمه يرثوا الحياة الأبدية. يقول: كونوا مصدر إفادة للجميع بدون تفرقة، محاباة او محسوبيات. إحضنوهم، إرعوهم وبشروهم برسالة الخلاص. كان يحضر تلاميذه ليكونوا المرشدين والقادة الروحيين لكنيسته التي ارادها ان تجمع العالم في طريق الحياة الخلاصي.
من خلال هذا الحدث الذي يظهر عظمة الوهيته يعلمنا مسيحنا الشفقة والعطاء، يعلمنا عدم التراجع اذا كبرت المسؤلية، يعلمنا النظام في الإدارة، يعلمنا حس الأبوة من خلال تصرف التلاميذ: فلم يأكلوا إلا بعد إشباع الجموع اولاً.
ولكي نتعلم ونرسخ بالإيمان اذ به يرسلنا على سفينة الحياة بأمواجها العاتية ليقول لنا مهما هبت الرياح وحاولت مسحكم... إتكلوا عليَّ
أحد مبارك للجميع،
الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح[attachment=0]FB_IMG_1529865573821.jpg[/attachment]

[إسحق القس افرام]

[Michel Massoud]

الرب يبارك الموقع وكل العاملين والمشاركين به. أنتم دائماً بالفكر والقلب والصلوات ملفونو إسحق الحبيب