الطريق الى الجنة
مرسل: الاثنين نوفمبر 07, 2011 9:32 am
الطريق إلى الجنة
أديب إبراهيم
كتبت هذه الخاطرة لابناء العراق الشرفاء وطالما اراد القتلة تكرار السيناريو في سوريا ارجو ان تقبلوها مني هدية يا كل شهداء سوريا الابرار...
(( الى كل خائن رفع شعار التدخل الاجنبي والحظر الجوي على سوريا لعل وعسى يعتبر ...المؤامرة سقطت وسقط معها الكثيرين ممن تامر على الوطن وممن هرب من الوطن وممن بقي في منفاه ساعة المجد والشرف ))
الفردوس قائم هناك ..سندخله لا محالة ..نظر الرفاق الثلاثة إلى بعضهم بعضا.. لم يكن الوقت مناسبا للتعارف فالرفاق الثلاثة أضحوا رفاقا إذ جمعتهم درب واحدة ..إنها الطريق صوب الآخرة.
كانت طاحونة الحرب ما تزال دائرة في المكان الذي قدموا منه ..تطحن الأطفال والشيوخ والنساء والنار لا تلبث تنادي هل من مزيد..
لم يلتفت أحد من رفاق الدرب للآخر..ولم ينبث أحدهم ببنت شفة ..فجأة صاح أحدهم ..ها قد وصلنا ..يبدو الباب موصدا..لنطرقه لا بد أن هناك من ينتظرنا.
راح يدق الباب وكله ثقة بأنه سيكون أول الوافدين .
-من تكون؟جاءه الصوت من وراء الباب .
استاء الطارق من السؤال ..وضع سلاحه جانبا،وعرف عن نفسه ومهنته في الحياة الدنيا.
-لا داعي لذكر الأسماء أيها الطارق ،فأنت الآن مجرد روح،جسدك صار مؤونة للدود ، ولا تتوهم أبدا بأنك تحمل سلاحا،أني أسألك عن حسناتك .
أوَ لا يكفي أني جئت من أقاصي الأرض لأحارب الشر ..ألا يكفي أني جئت أحمل الحرية لشعب رازح تحت نير الظلم والقمع ،أم ترى هذا كله ليس حسنات في نظامكم.
فجأة تنفتح السماء على أرض العراق..مئات النساء يبكين أطفالهن..جثث مترامية هنا وهناك ..النار في كل مكان الخراب يهيم غرابا في الأمصار
-أين الحرية في كل هذا أيها المحارب العتيد .فأنا لا أرى سوى الموت والأسى أحرارا في الأرض التي خلفتها وراءك.
-وما شأني أيها السيد ،فأنا ما كنت هناك إلا مطيعا للأوامر ،ثم أني ضحيت بنفسي في سبيل أن يبقى وطني سيدا للعالم من دون منازع،أني الآن شهيد ومن حقي أن ادخل الفردوس.
- أوهموك أيها الجندي المسكين بأنك شهيد،لقد مت مثل أي قاتل مأجور ..للأسف مكانك ليس هنا إنما في الطرف الآخر حيث النار والشقاء.
تقدم الثاني وراح يطرق الباب وهو غير واثق من أن الباب سيفتح له.
- عرف عن نفسك أيها الطارق،جاءه الصوت من الداخل .
- أنا يا سيدي ..أنا يا سيدي..لم يدرك كيف يبدأ ولا من أين ..أنا يا سيدي أنكرت وطني ثلاث مرات المرة الأولى حين حرمني سادتي من أن أتمتع بخيرات أجدادي وآبائي ..والثانية حين اعتقلوني وعذبوني من دون سبب ،والثالثة حين نفوني إلى بلاد غريبة وحرموني هواء وشمس وطني هكذا أضحيت غريبا مشردا في أرض تكاد تبخل عني الماء والهواء،حينئذ أدركت أن لا قيمة لي ،فبعت نفسي وصرت عبدا لأولئك الذين أوهموني باسترجاع مملكة أجدادي .
-لأجل هذا تخون التراب الذي جبلت منه، تحرق الهواء الذي يتنفسه أبناء شعبك ،أي أثم عظيم اقترفت أيها الجاحد الضال،ألحق برفيقك قبل أن تضل الطريق مرة أخرى.
تقدم الثالث وراح يطرق الباب بكثير من الثقة.
-ما بالك أيها الطارق ،على رسلك تكاد تكسر الباب،أنا أسمعك ،لكن عرف عن نفسك أولا.
-أنا يا سيدي من حول جنات العراق إلى جحيم تحت أقدام الغزاة أنا يا سيدي من ...
-لا تكمل، لا تكمل أيها المواطن النبيل ،أنا أعرفك ،مكانك معد في الفردوس من قبل أن تولد.
حينئذ فتح الباب له ليدخل ويدخل وراءه المئات من الشرفاء الذين صيروا أجسادهم بلسما لمداواة جراح الوطن.
****************************************************************