وماذا بعد هذا ؟

[القس جوزيف ايليا]

وماذا بعد هذا ؟
بالأمس القريب كتبتُ مندّدًا بالعمل الإرهابيّ داخل مسجدٍ في " نيوزيلندا " واليوم أكتب عن ذات الفعل القبيح في داخل كنائس في " سيريلانكا "
ولا أدري إلى متى سيستمرّ مسلسل الجنون هذا ؟
وأعتقد آسفًا أنّه سيطول إن لم تتّخذ حكومات العالم مجتمعةً ولا سيّما الكبرى منها إجراءات جادّة لملاحقة ليس القائمين بالفعل الإرهابيّ وحسب وإنّما المنظّرين للفكر الإرهابي والداعين للبغضاء وكراهيّة الآخر

وماذا بعدَ هذا يا جنونُ ؟
بكفِّكَ صارَ يحصِدُنا المنونُ

ننامُ على حريقٍ ثمَّ نصحو
على وجعٍ وتنكسِرُ الغصونُ

يجِفُّ النّبعُ والصّحراءُ تغزو
حدائقَنا وتنهارُ الحصونُ

ولا قمرٌ بليلتِنا بهيًّا
يجئُ ولا سلامٌ أو لحُونُ

صراخٌ خيبةٌ دمعٌ وبلوى
وخوفٌ دائمٌ وأخٌ خؤونُ

فيا للعارِ يأتي القتلُ ممّنْ
يظنُّ بأنّهُ دِينًا يصونُ

وفي بيتِ الإلهِ يُميتُ بارًّا
أهذا قالَهُ ربٌّ حنونُ ؟

ألا فاصحُوا أيا عُمْيًا بدِينِ
المعظَّمِ فالتُّقى فيها عيونُ

وإلّا فالخرابُ لنا سيأتي
فتقتلُنا بخنجرِها الشّجونُ

القس جوزيف إيليا
٢٢ - ٤ - ٢٠١٩