سلسلة من كنز الآباء السريان (21)
الحكمة لدى ابن العبري
الحكمة لدى ابن العبري
هام فيلسوفنا بالحكمة منذ نعومة اظفاره وله قصائد عذبة في هذا المضمار , يصفها ويطري جمالها ويجعلها رائد الحياة برمتها , بل يجعل الحياة بدونها قاعاً صفصفاً , والقلب الذي يخلو منها ميتاً لا حياة فيه وكم رأيناه واقفاً ببابها يطرقه لكي تفتحه له , ويتصور نفسه صبّا هام بها , وهي تترفع فتأبى مقابلته .
قد طرقت الباب حتى أشرفت
ثم قالت : من ببابي طارق؟
قلت : اني ذلك الصب الذي
في هواك العذب معي مؤرق
فأجابت : أي صب يا ترى
كل القلوب في هوانا خافق
بين أصحابي شباب قد ذوو
وشيوخ في الجوى قد ارهقوا
وبعد هذه المحاورة القصيرة نسمعها تناديه وتضع له الشروط اذا أراد الاتصال بها فتقول :
يا فتى الاحلام ان تبغِ الوصال
او تود الحب او تهوَ الجمال
فاترك الدهر وهيا واستق
كوثر الآمال من مائي الزلال
طأطئ الرأس على أعتابنا
وافرش الخد على تلك الرمال
على ان اعظم قصيدة له في هذا الموضوع هي ملحمته الكبرى الحكمة الإلهية وهي الملحمة الوحيدة في الادب السرياني بل ان الادب السرياني لم تكتحل عينه بمثلها منذ نشوئه الى اليوم , وهي التي رفعت صاحبها الى مصاف اعظم شعراء العالم أصحاب الملاحم الشعرية الرائعة .
والادب السرياني يفاخر العالم بتقديمه هذه الدرة النفيسة الى القراء .
المصدر :
- يوحنا ابن العبري حياته وشعره - للملفان مار غريغوريوس بولس بهنام
-----------------------------------------------
تجد المصدر وقصيدة الحكمة الإلهية على هذا الرابط
http://dss-syriacpatriarchate.org/…/%D8 ... 1%D9%8A%D8%…/