سلسلة من كنز الإباء السريان ( 25 )

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 25 )

مشاركة بواسطة أبو يونان »

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 25 )
3 تموز عيد مار توما الرسول



فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». (يوحنا 20: 25).

يقول مار يعقوب السروجي في ميمره 57 :

دخل الراعي الى بيت الخراف ليزورهم وكانوا محتشدين بسبب خوفهم العظيم من الذئاب، ظهر النسر للحمام ليشجعهم لئلا يفزعوا من سرب البواشق الشريرة.
توما لم يكن موجودا اثناء ظهور المسيح: لم يكن يوجد هناك واحد منهم اي توما، وهذا الامر تم بحكمة الابن، لو كان توما هناك لما كان يسأل، السؤال الذي حُفظ لواحد كان من اجل جميهم ليسأل واحد ويتعلم جميعهم الحقائق، بمنطقه صار توما فما لجميعهم ولكونه بعيدا كان من حقه ان يستفسر.
توما يستفسر: لا اصدق الى ان ارى، هذا (الامر) هو سماع الاذن، ولا تقنعني الا الرؤيا، فلا اصدّق الى ان ارى والمس وامسك، وكل ما قلتموه لي احسبه زوائد.

الرسل صادقون ويعاتبون توما لأنه لا يصدقهم:

ايها الصادق لماذا ترذل رفاقك ولا تصدق شهادتهم بينما هي حقيقية،؟
هوذا الناموس يطلب ثلاثة شهود فقط، وهنا عشرة يردّون عليك ولا تصدق، ليس صغيرا العار الذي به تكذّب رفاقك، انه صعب جدا ان تكذّب عشرة رسل،لما يشهد واحد فقط يُقبل، هنا الجوق يشهد للحق وانت لا تصدق،
نعم انك تجعل سمعان الصفا كذابا، ها انك تضع عيبا في اساس البيعة، انك ترذل يعقوب ولا تصدّق يوحنا، هل الرسل يكذبون،؟ ومن هو الصادق كما تقول،؟ انتبه لئلا تلطخ مصف الرسل بالكذب: قام ربنا، فيلزم ان تصدّق رفاقك.

توما يردّ على الرسل مطالبا منهم بالمساواة :

قال توما: انا رسول كما انتم (رسل)، وقبل ان ارى كما رايتم لا اصدّق،
يا رفاقي ماذا انقص عنكم في مصف الرسل،؟ وما هي الحجة التي تجعلني ناقصا عن فريقكم،؟ لاجل يسوع ابغضت والديّ كما ابغضتم، وتبعته حتى الموت كما انتم (تبعتموه)، منذ البداية شلحتُ العالم كما شلحتموه، واحببت الابن وبشارته كما احببتم، العارف اختارني كما اختاركم للتبشير، ولما ارسلكم صرخت بالكرازة معكم، لما اوصاكم بالتبشير اوصاني ايضا، ولما وعدكم بالكراسي فانه لم يحرمني، اعطاني درجة في مصف الرسل كما (اعطى) لكم، وتعلمت قوة كرازته كما (تعلمتم)، انا رفيقكم وانتم شركائي ونحن متساوون ولو لم اشاهده كما رأيتموه لن اؤمن.

الرسل يقولون لتوما لا تكن سببا للشك في العالم:

يا توما المختار يجب ان تصدّق رفاقك، الرسل يشهدون فلا تتشكك من كلمتهم، لو لم تصدّق فانك تلقي في العالم شكوكا، وبشكوك تصير مضاددا للبشارة، لا تقبل كرازتنا بينما انت اخونا، فكيف يسمع منا الوثنيون التعليم،؟ لو كان عضونا يرذل كلمتنا وهي صادقة، كيف يكون لها اسفرار الوجه لدى الخارجيين،؟ الرسول رفيقنا لا يقبل كرازتنا، من هو مضادد كيف يصدّق لما يسمعنا،؟ انتبه لئلا تصير سبب الشكوك في العالم كله، ويرى كل واحد انقسامك ويحتقرنا، اقبل كلمتنا، ولو لا تصدق فانك تلقي الانشقاق، والبرية تميل الى الانقسامات بسببك، ها انك تريد ان تكون معاونا للارتياب لانك لا تصدق كلمة جميعنا: لقد اتى ربنا، حسب قولك انك تريد ان تمنع الكرازة، وها انك تهتم لتبطّل البشارة.

الشك يقود الى الايمان :

هوذا العدالة التي لا تميل الى المحاباة: كم ظفرت حقيقة توما بذكاء،! هذا هو الريب الذي منع الشكوك من الارض، وهذا هو الانقسام الذي ازداد به الايمان، يحدث احيانا بان الانقسام ينجب الحقيقة، واحيانا لما ينقسم احد يفقد الحقيقة، شك توما لم يكن شكوكا ضد الحقيقة لانه كان يتعارك بدل فريق الايمان، بعدم ايمانه كان قد صاغ سلاحا للايمان ليوجهه بقوته ضد شكوك العالم، عدم تصديقه كان قد اوضح الحقيقة بمتناقضاته ليراها العالم بوضوح وبدون غطاء، بانقسامه رسم صورة للكمال لانه لم يتنازل ليحابي حتى المسيح، لو لم يره لما كان يخرج لكرازته وبعد ان رآه لم يفصله عنه حتى الموت.

܀ ܟܽܠܗܶܝܢ ܕܰܒܪܳܐ ܪܳܡܳܢ ܐܶܢܶܝܢ ܡܶܢ ܦܽܘܫܳܩܳܐ : ܒܪܺܝܟ̣ ܗ̱ܘ ܣܓܺܝܕܳܐ ܕܐܶܠܳܐ ܒܚܽܘܒܳܐ ܠܳܐ ܡܶܬ̣ܡܰܠܰܠ܀
كل امور الابن هي أسمى من التفسير، مبارك المسجود له الذي لا يوصف الا بالمحبة.
------------------------------
المصدر:
ميمر 57 للملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
http://dss-syriacpatriarchate.org
----------------------------
نشكرك يا رب على هذه النعمة التي منحتنا إياها لأننا أمنا بك ولم نرى , نشكرك لأنك منحتنا الطوبى حين قلت : «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»." (يو 20: 29)
نشكرك يا رب لأنك فتحت بصيرتنا كي نرى نورك البهي هلّم وادخل قلوبنا واجعلها مسكناً لك.
تهنئة قلبية لكل من تسمى على اسم هذا الرسول الجسور وكل عام وأنتم بخير ورحم الرب الإله جميع المنتقلين
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“