لمْ يعد وطني وطني
مرسل: الجمعة يناير 31, 2020 4:29 am
لمْ يعد وطني وطني
على الرّغم من أنّني لمْ أغادر فراشي منذ خمسة أيّامٍ خلتْ نتيجة تعرّضي لنزلة بردٍ شرسةٍ إلّا أنّ هذه الصّورة الموجعة وقد مرّت أمامي قبل لحظاتٍ جعلتني أنتفض متسائلًا بحرقةٍ :
هل الأوطان الّتي تجعل شيوخها يبكون بكلّ هذه المرارة والقهر هي حقًّا أوطانٌ ؟
ومن وحيها كانت هذه القصيدة الآن
لستِ يا أوطانَنا وطنا
بل قبورٌ دخّنتْ عفَنا
من قديمٍ دُستِ ليْ قدميْ
وعلى صدري زرعتِ ضنى
وفمي فيهِ رميتِ حصًى
وكذا أغلقتِ ليْ أُذُنا
بيتُ خبزي فيكِ مُنهدِمٌ
وينابيعي غدتْ نتَنا
لمْ أذُقْ منكِ سوى وجعٍ
هدَّ فيَّ الرّوحَ والبدَنا
ورماني فوقَ أرصفةٍ
وسقانيْ الذُلَّ والشّجَنا
كيفَ أهواكِ وسيفُكِ في
أضلعي يُلبسُنيْ كفَنا ؟
إنّني أهربُ من وطنٍ
باكيًا أركبُها السُّفُنا
لمْ يعُدْ ليْ وطني وطني
وزماني لمْ يعُدْ زمنا
القس جوزيف إيليا
٣٠ - ١ - ٢٠٢٠
على الرّغم من أنّني لمْ أغادر فراشي منذ خمسة أيّامٍ خلتْ نتيجة تعرّضي لنزلة بردٍ شرسةٍ إلّا أنّ هذه الصّورة الموجعة وقد مرّت أمامي قبل لحظاتٍ جعلتني أنتفض متسائلًا بحرقةٍ :
هل الأوطان الّتي تجعل شيوخها يبكون بكلّ هذه المرارة والقهر هي حقًّا أوطانٌ ؟
ومن وحيها كانت هذه القصيدة الآن
لستِ يا أوطانَنا وطنا
بل قبورٌ دخّنتْ عفَنا
من قديمٍ دُستِ ليْ قدميْ
وعلى صدري زرعتِ ضنى
وفمي فيهِ رميتِ حصًى
وكذا أغلقتِ ليْ أُذُنا
بيتُ خبزي فيكِ مُنهدِمٌ
وينابيعي غدتْ نتَنا
لمْ أذُقْ منكِ سوى وجعٍ
هدَّ فيَّ الرّوحَ والبدَنا
ورماني فوقَ أرصفةٍ
وسقانيْ الذُلَّ والشّجَنا
كيفَ أهواكِ وسيفُكِ في
أضلعي يُلبسُنيْ كفَنا ؟
إنّني أهربُ من وطنٍ
باكيًا أركبُها السُّفُنا
لمْ يعُدْ ليْ وطني وطني
وزماني لمْ يعُدْ زمنا
القس جوزيف إيليا
٣٠ - ١ - ٢٠٢٠