بقلم
بنت السريان

عاصفة هوجاء
غيوم سوداء تتسارع
كأَني بها تهرب
من غضب الطبيعة
أقضّ مضجعي
ليل دامس رهيب
تنهدات الروح
علت على أجنحة الأفق
تُسائل الغرباء
في البوادي
غريب يتوكّأ عصاه
شارداً
نبذ صلة الرحم
يزحف بانكسار
ناكراً هويته
ومستعيراً كنية غيره
ذئاب الصحاري
تصول وتجول بكامل الحرية
المسافات شاسعة
والمدى بعيد
بين الامل
والاْمنيات المبتورة
بكى لها صريع القلب
رعشة ....أوجاع الامٍ
بعيداً
عن حظن أمّه الندي
وراء البحار ...
ديار لا يسمح فيها إدبار
خط الرجوع موصدٌ
والقرع مستمر
بعناد مخيف
تسمّرت بمكاني
لم أجرؤعلى الاقتراب
يد الطارق لم تكلّ
ولم يتعب له متن
وحدي
وهاجسي يحذّرني
خفقات قلبي تتسارع
تقارع موج السحاب
وبصري يخترق زجاج النافذة
يستطلع الامر
ليلة كئيبة
نأى عنها البدر
رياح عاتية
تهدد باجتياح مدمّر
رعد يزمجر
في قبّة السماء
بكيت
جالت في خواطري أفكار
أغرقتني في ضباب الهلع
والبرق يخترق ظلام الغيمات
لاح لي سريري هرعت إليه
وكغريق يستغث بقشة
إحتظنت وسادتي
ودفنت رأسي بين دفّتيها
كالنعامة المغلوبة على أمرها
أصابني الهذيان.....
في وحدتي
أقطع خطوات الليل البطيئة
وأنتظر أن يصمت الطرق
والطرق ما زال مستمراً
على الباب