قد تسخر مني ... يا صديقي ...بقلم حنا خوري
مرسل: الجمعة سبتمبر 21, 2012 5:30 pm
قد يستخف البعض من كلماتي وبالأخص في مجتمعاتنا الراقية التي قدمنا منها الى اوروبا ... ولكن علي ان أرسم ما أراه من مناظر ( قبيحة ) هنا في البلد الذي أعيش فيه وأعتقد ان كل بقاع العالم الغربي هي كما أراه هنا في الحي الذي أسكن فيه .
من عدة اسابيع أهدانا احد الأصدقاء المقرّبين كلبا من النوع الصغير الحجم ... فقمتُ ولم أقعد ورفضتُ الفكرة من أساسها ... انا القادم من المجتمع المخملي في وطني ووو على آخر الزمن كما يقال ..أصبح راعي لكلب ؟؟؟ لا ولا وو ألف لا .
مرّ على الحادثة عدة ايام ... وفي طريقنا صباح أحد الأيام انا وزوجتي نقصد احدى السوبرماركات لنشتري بعض الحاجيات .
واذ أفاجأ بكلب صغير من السلالة نفسها الذي رفضت تربيته ... وفي عنقه حبل طويل ... يقف منتبها ومنبّها وبدأ بعواء ... رخيم ولطيف علينا ... حدّقتُ بنظري عليه لفت نظري أن وراءه رجل بسنّي أو يكبرني بعدة سنوات .. ضرير واقف يبتسم مع نفسه ممسكا حبل الكلب .
نظرنا ببعضنا انا وزوجتي منبهرين من الموقف .. تقدم الرجل الضرير بهدوء حذر وقال لنا .. عذرا منكم فقد تعلّم الحيوان ان يُنبّهني ان هناك من هو قادم لآخذ حذري .. وأُفسح المجال لتكم
وبدأ يصف ما يقوم به كلبه من أعمال مساعدة له من السير أمامه في ترحاله وشراءه من المحلات ثم كيف ينتبه الى اشارات المرور فاذا كانت خضراء يقوم بحركة يعلمني فيها ان علي الآن ان اقطع الشارع ... والى ما هناك من حركات تساعدني على ممارسة حياتي كأي انسان بصير .
أغرورقت الدموع في عيوننا انا وزوجتي ... ورحل فكرنا سوية نحن هذه الشعوب التي تتمسّك بالعادات العائلية وبالكتب الدينية بمكانة الأبوين و ... و ... خدمة الأبوين ... حين يبلغا سن الشيخوخة .... وبالأخص في حالة ذهاب البصر حفظ الله نظر الأحبّة القرّاء .
وو صلنا الى قناعة ونتيجة .. بحيث اني انا او اي انسان من شرقنا العزيز وصل الى مرحلة العمى قد يساعدني ولدي أو ابنتي لعدة مرات فقط واتمسّك بهذه الكلمة بان يقوم بما يقوم به هذا الحيوان ... ولكن باستمرار وعلى الدوام فأعتقد وانا أجزم اذا غالطني الحقيقة احدكم فلا ينطق بالحقيقة اذا قال نعم قد يقوم الأبناء بهذا العمل .
شكرتُ ذالك الرجل الضرير واعتذرتُ كوني لا أجيد لغة الكلاب والاّ لكنتُ سأمدحه بمعلّقة شعرية أدبية لعمله الجبار وموقفه الحيواني النبيل .
كل ما استطعتُ ان افعله أني نظرتُ الى الحيوان بعيون ضاحكة ... ورسمتُ بسمة عريضة على وجهي تدل على الشكر ... بينما نظر هو الي نظرة شذر ... كوني أوقفتُه برهة من تأدية واجبه الحيواني النبيل .
أكملنا سيرنا انا وزوجتي .. بعد ان تلفنتُ وانا بجوارها الى صديقي المقرّب ..معتذرا له وراجيا منه ان يمنّ علينا بذاك الحيوان
ويا اهلا وسهلا ... ب ريفو
بقلم حنا لبيب خوري