عادات الشعوب وتقاليدهم في دفن الأموات 1
مرسل: الثلاثاء يناير 08, 2013 4:23 pm
تنوعت عادات وتقاليد وطقوس ومراسم دفن الأموات وتباينت من شعب الى شعب ومن عصر الى عصر، وذلك تبعا لنوع الثقافات واختلاف النظرة الى مرحلة ما بعد الموت وما عادات الدفن سوى دلالة على اهتمام الانسان بالموتى إذ لا يوجد تقليد واحد للدفن
فقد سبق ان دفن الميت تحت التراب داخل كهف ووضع معه اسلحة وبعض المواد الغذائية
اعتقادا من الانسان بحياة ثانية بعد الموت، وقد وجدت جثث مطوية
وأخرى ممددة كما تعددت محتوبات القبور من حلي واصداف وأدوات صوانية
يرجع أقدم ما وصلنا عن مراسم الدفن الى انسان النياندرتال الذي قطن غرب آسيا
والذي ينتمي الى سلالة انسان اليوم “هوموسابينز” وتظهر الرسوم المتبقية
من آثار انسان نياندرتال أنه مخلوق بدائي يتصف بحواجب كثيفة وانف ضخم وعريض
وعلى الرغم من ذلك حمل العديد من النياندرتال صفات الاوروبيين الكلاسيكية
(لون اشقر وجلد من دون شعر)
ومن شكل الجماجم المكتشفة عرف العلماء ان انسان نياندرتال كان يمتلك قدرات عقلية
تشابه تلك التي يمتلكها نظيره اليوم، ومن تقاليد هذا الانسان في الدفن أو ما يعرف
بانسان الكهف وهو اسم الكهف الالماني الذي عثر فيه على بقايا عظميه لانسان
عاش منذ 50 ألف سنة مضت، هو وضع موتاه في قبور حفرها بيديه مع ثني الجثة، وتوجيه
الرأس نحو الشرق والأرجل نحو الغرب، وما ذلك في نظره سوى اشارة الى البعث، لأن الشرق
بوابة ميلاد اكبر للأجرام السماوية مثل الشمس والقمر معتقدين ان الرأس هو مقر الروح
حماية الرأس
ومن عادات دفن الميت حماية رأسه بأحجار كبيرة وفي ذلك دلائل تشير الى عبادة الجمجمة
والتي تعود بجذورها الى معتقدات قديمة ترقى الى انسان العصر الحجري القديم (الباليوليت)
الذي يبدأ منذ 80 ألف سنة ق.م. وتقوم هذه العقيدة على الايمان بقوة الارواح وقداستها
على اعتبار ان الروح تسكن الجمجمة، واحتوى أحد القبور النياندرتالية المكتشف بالعراق
على غبار لثمانية أنواع مختلفة من الازهار، فقد سادت عادة في دفن هذا الانسان لموتاه
حيث كان يقوم بنثر مجموعة من الازهار المتنوعة عليه اعتقادا منه ان الازهار ترمز
الى انبعاث الحياة في الاشجار
وثمة شعوب قدمت قرابين للميت من الحيوانات وأخرى وضعت هدايا جنائزية
من عظام حيوانات معينة، فعلى سبيل المثال عمدت شعوب الاوزبك في اوزبكستان
قديما الى احاطة جسد الميت بقرون الماعز المغروسة في الأرض
وعمد الهنود الحمر في أمريكا الى فصل رأس الميت عن جسده عند الدفن
وفي بلاد فارس ابعدت جثة الميت عن المنزل ووضعت في الجبال لتنهشها العقبان
وفي بلاد سومر (جنوب بلاد ما بين النهرين) في العراق، تم دفن الميت ومعه سبع جرار
مملوءة بالجعة ومعها الخبز والحنطة وعباءة ووسادة، وإذا كان الميت ملكا دفنوا معه
عددا من حاشيته وذلك من أجل مرافقته في العالم الأسفل (عالم الأموات)
أوضاع مختلفة
وفي مصر القديمة، كان يتم دفن الميت عن طريق وضعه على جانبه الأيسر
والأطراف منحنية والركبتان على الصدر واليدان قبالة الوجه والرأس باتجاه الجنوب
كما كانت تلف الجثة بجلد غزال أو تسجى بالأعشاب وذلك تبعا لحالة الميت الاجتماعية
ففي حقب زمنية تالية دفنت الجثث في أوضاع مختلفة وغير منتظمة فأحيانا تمدد الجثة
على الظهر والسيقان واليدان مطوية على الجسد ومكسوة بغطاء من طين
وبشكل عام كان المصريون يتشابهون بوضع الجثة في القبر بما يشبه الجنين في رحم أمه
مما يظهر اعتقادهم بولادة ثانية للانسان بعد الموت، وهو أهم ظاهرة في معتقد
المصريين القدماء، ومن أجل ذلك اقيمت الأهرامات تعبيرا عن ايمانهم بالخلود بعد الموت
وفي جنازة الرجل العظيم، كان يتم قتل عدد من خدمه ليكونوا بجواره
في مقبرته ويقوموا على خدمته هناك كما فعلوا على الأرض
أما قدماء الاغريق فقد عظموا موتاهم كثيرا ودفنوهم في توابيت من صلصال
أو في جرار ضخمة، ووضعوا مع الميت قليلا من الطعام وبعض أدوات الزينة ودمى صغيرة
في صورة نساء كي يواسينه أبد الدهر، أما إذا كان الميت ملكا
وضعوا معه اشياء ثمينة أو حلى قد استعملها في حياته
وفي بلاد كنعان، دفن الميت ممددا على ظهره ورأسه نحو الشمال والى جانبه مصباح
وجرة للطعام والشراب، أما المرأة فقد دفنت مع زينتها والرجل مع سلاحه
واعتقد الكنعانيون ان روح الانسان بعد موته تدخل في حالة سكون وهدوء ابدية
شبيهة بالعدم ولم يعتقدوا بحياة ثانية بعد الموت وسموا القبر بالبيت الازلي
معتقدين بأن الروح لا تبتعد عن الجسد بل تلازمه وتبقى قريبة منه، ومن أجل ذلك
اعتنوا كثيرا بدفن موتاهم ووضعوا جثث الملوك منهم والأمراء في نواويس حجرية ضخمة
منقوووووول للثقافة