ابتلعتها مياه الفرات بقلم بنت السريان
مرسل: الخميس يوليو 14, 2022 10:27 pm
ابتلعتها مياه الفرات
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
مرارا ًلقيتها تحمل باقة ورد وتدخل البستان المطلّ على نهر الفرات،حول عنقها ربطة حمراء, خمريةٌ ممشوقة القدٌ مشيتها بخيلاء تسبي القلب،, وكأني بها حورية قذفتها أمواج البحر، أو إن شئت قل ملاك هبط من السماء ملتحفاً بخيوط الشمس ,
لن أنكر يا صاحبي إن قلتُ همٌني أمرها وأًخِذتُ بمنظرها مما زاد فضولي في تتبع أثرها، سرت الهوينى اقتفي خطواتها، فالحديث معها على ما يبدو ضرب محال.
وذات يوم وعند الغسق ,دخلت البستان متخٌذة ركن مطل على نهر الفرات، واستندت بجذع شجرة متشابكة الأغصان تتمتم بهمس كلمات، وما أدراك ما كانت تلك الكلمات؟.. رمت باقة الورد في النهر وكأنّي بها تقدّم هديّة لعزيز رحل,مياه الفرات المجنونة إبتلعت تلك الوردات,وكأنها كانت مع موعد لهذه اللقمة السائغة فقلٌما يحظى الفرات بباقة ورد عطرة..
هبَّ نسيمٌ باردٌ داعب خصلات شعرها المتموج ,ساكباً رضابه فوق جبينها، أوراق الشجرة تراقصت وانحنت تطبع قبلات على خدٌيها.
وعلى حين غرّةٍ , إكفهرَّ وجه السماء ومزنة مطر فاجأتنا بشدتها، وكأني بالسماء تبكي بحرقة، لم يكن كلّ هذا في الحسبان، ذهول أصابنا لروعة المنظر وحساسيته، فالطبيعة تكلٌمت، والطيور صمتت، واجتاح المكان سكون مخيف ,وفي غمرة الهدوء المتناغم مع زخّة المطر ,استعدتُ رباطة جأشي, وتمالكتُ أعصابي, وتقدمت نحو الشجرة كي أكلمَ فتاتي، لكني لم أجدها
وبإلتفاتة مني لمحتُ ربطة عُنقها الحمراء تطفو على سطح مياه الفرات !! عندها أدركت أنّ مياه الفرات ابتلعتها كما ابتلعت من قبلها. الوردات..
[/size]
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
مرارا ًلقيتها تحمل باقة ورد وتدخل البستان المطلّ على نهر الفرات،حول عنقها ربطة حمراء, خمريةٌ ممشوقة القدٌ مشيتها بخيلاء تسبي القلب،, وكأني بها حورية قذفتها أمواج البحر، أو إن شئت قل ملاك هبط من السماء ملتحفاً بخيوط الشمس ,
لن أنكر يا صاحبي إن قلتُ همٌني أمرها وأًخِذتُ بمنظرها مما زاد فضولي في تتبع أثرها، سرت الهوينى اقتفي خطواتها، فالحديث معها على ما يبدو ضرب محال.
وذات يوم وعند الغسق ,دخلت البستان متخٌذة ركن مطل على نهر الفرات، واستندت بجذع شجرة متشابكة الأغصان تتمتم بهمس كلمات، وما أدراك ما كانت تلك الكلمات؟.. رمت باقة الورد في النهر وكأنّي بها تقدّم هديّة لعزيز رحل,مياه الفرات المجنونة إبتلعت تلك الوردات,وكأنها كانت مع موعد لهذه اللقمة السائغة فقلٌما يحظى الفرات بباقة ورد عطرة..
هبَّ نسيمٌ باردٌ داعب خصلات شعرها المتموج ,ساكباً رضابه فوق جبينها، أوراق الشجرة تراقصت وانحنت تطبع قبلات على خدٌيها.
وعلى حين غرّةٍ , إكفهرَّ وجه السماء ومزنة مطر فاجأتنا بشدتها، وكأني بالسماء تبكي بحرقة، لم يكن كلّ هذا في الحسبان، ذهول أصابنا لروعة المنظر وحساسيته، فالطبيعة تكلٌمت، والطيور صمتت، واجتاح المكان سكون مخيف ,وفي غمرة الهدوء المتناغم مع زخّة المطر ,استعدتُ رباطة جأشي, وتمالكتُ أعصابي, وتقدمت نحو الشجرة كي أكلمَ فتاتي، لكني لم أجدها
وبإلتفاتة مني لمحتُ ربطة عُنقها الحمراء تطفو على سطح مياه الفرات !! عندها أدركت أنّ مياه الفرات ابتلعتها كما ابتلعت من قبلها. الوردات..
[/size]