مختارات لمار إسحق أسقف نينوى

[padreg]

مختارات لمار إسحق أسقف نينوى(596-700+)

نحن نؤمن أن الله لم يصنع مثاله متألماً، وأعني بمثاله: النفس غير المنظورة، وليس الجسد. كلُّ تمثال بأخذ شبه الشيء الذي يصوره نفسه. والتمثال المرئي لا يمكنه أن يصور الشيء غير المرئي. لذلك نؤمن أن الأوجاع النفسية هي غير طبيعية (في النفس) مثلما يقولون. إن كان هناك من يشك بهذه (الحقائق) نسأله ليخبرنا: ما هي طبيعة النفس؟ أهي التي بلا أوجاع وممتلئة بالنور، أم التي تضطرب بالأوجاع وتكون مظلمة؟ كما أنه هناك أوقات تصفى طبيعة النفس وتتقبَّل النور المغبوط، وأيضاً عندما تعود إلى خلقتها الأولية. لكنها عندما تضطرب بالأوجاع فذلك خارجٌ عن طبيعتها كاعتراف جميع أولاد الكنيسة. إذاً فالأوجاع دخلت على طبيعة النفس فيما بعد.
متى أردنا أن نسمي الأوجاع باسمٍ خاص ندعوها: العالم. وإن أردنا تمييز هذه الأوجاع دعوناها بأسمائها المعروفة، فالأوجاع هي أجزاء المسير في طريق العالم. وعندما تبطل الأوجاع يتسمَّر سير العالم. وهذه الأوجاع هي: محبَّة الغنى، اقتناء الأشياء، رفاهية الجسد وفيه أيضاً آلام الزواج، شهوة التمجيد (المجد الذاتي) التي هي أصل الحسد، إدارة الرئاسة، التكبر ولذة التسلط، التزيُّن، المجد البشري علّة الحقد وعبادة الجسد.

في الصلاة:
مثلما يطلب أحدهم من الملك كيلاً م الزبل، ليس هو فقط يسفَّه لأجل حقارة طلبته إذ قد لام نفسه بلا معرفة، بل إنه قد أهان الملك بطلبه السخيف. هكذا هو من يطلب الجسديات في الصلاة من الله.
ها إنَّ الملائكة ورؤساء الملائكة، الذين هم عظماء الملك، ينظرون إليك في وقت الصلاة، ما هي الطِلبة التي تقدمها لربهم. ويتعجبون منك عندما يشاهدون الجسدي قد أهمل زبله وسأل السماويات.
+ لاتحزن، إن تأخر ردُّ الله على طلبتك إذ تطلب ولا تنال بسهولة، فلست أحكم من الله. فإذا حصل هذا معك (فهذا عائدٌ إلى أحد هذه الأسباب):
1- من أجل أن تدابيرك (أعمالك) لا تستأهل طلبتك.
2- أو لأن طرق قلبك بعيدةٌ عن هدف صلاتك.
3- أو لأن قامتك الخفية ما زالت طفلةً أمام عظمة الشيء (الذي طلبته).
+ لا يجب أن تسقط في أيدينا الأشياء العظيمة بسهولة، لئلا تُحتقر موهبة الله لسهولة إيجادها. فكل شيءٍ يسهُل الحصول عليه، يُفقد بنفس السهولة. وكل شيءٍ يُؤخذ بالجد، يُحفظ بانتباه.
+ اعطش من أجل يسوع فيرويك بمحبته. اغمض عينيك عن كنوز العالم، فتستحق أن يملك سلام الله في قلبك. صُم عن المغريات التي ترمِّد العيون، لتستأهل الفرح بالروح.
+ إن لم تكن أعمالك مستحقة أمام الله، فلا تطلب الأمجاد منه، لئلا تظهر وكأنك مجربٌ لله.
+ لا يوجد إنسانٌ يتوق إلى السماويات وهو مقيدٌ بمشيئته برباطات الجسد. ولا من يسأل الإلهيات وهو يتغنّى بالأرضيات. فشهوة كلِّ إنسانٍ إنما تُعرف من أعماله، وأيضاً مما يهتم به، إذ إنه يطلبه في الصلاة باجتهادٍ.
+ من يشتاق إلى العظائم، لا يلتفت إلى الصغائر.
+ كن حرَّاً وأنت مقيد بالجسد، وأظهر عبوديتك بحريتك لأجل المسيح، وحكمةً بوداعتك لئلا تُسرق (نِعمك).
+ صلي بأن لا تدخل في التجارب النفسية، أما (التجارب) الجسدية فاستعد لها بكل قوتك، واسبح في وسطها بكل أعضائك. فبدونها لا يمكنك التقرُّب من الله، إذ أن الراحة الإلهية قد وُضعت بداخلها.

لأجل أي تجارب نصلي بأن لا ندخل؟؟

صلي، بأن لا تدخل في تجربةٍ بإيمانك.
صلي، بألا تدخل في تجربةٍ مع شيطان التجديف والتكبُّر بتحمُّل فكرك.
صلي، بألا تدخل مع العجز (وأنت عاجزٌ) في التجارب الظاهرة بالحواس، إذ تعلم أنها تجلب الشيطان عليك، بسماحٍ من الله، لأجل ما توهمت من آراء (أفكارٍ) حمقاء (غبية).
صلي، لئلا يبتعد عنك شاهد الطهارة (العفة)، فتُجرَّب بسلهبة الخطية بدونه.
صلي، بأن لا تدخل في أيَّة تجربةِ تجديفٍ.
صلي إذاً، بألا تدخل في التجارب النفسية، التي تجعل النفس مقيمة في ورطةٍ وانقساماتٍ وبلايا. أما (التجارب) الجسدية، فاستعد لها بكل بدنك، واسبح في وسطها بكل أعضاءك وعيونك مملوءةٌ بالدموع، لكي توجد مع حافظك بداخلهم. إذ أنه بدون تجارب، فعناية الله لا تُحسُّ، والدَّالَّة لديه لا تُقتنى، وحكمة الروح لا تُعلَّم، ومحبَّة الله لا تثبُتُ في النفس.
قبل التجارب، يُصلي الإنسان لله كالغريب، فإذا دخل التجارب لأجل محبته (الله) ولم يقبل التبديل، حينئذٍ يصبح كمن لديه حقوق عند الله، ويُحسبَ ابن بيته، ومحبَّاً صارع بدل مشيئته ضدَّ قوة أعدائه. هذه هي: صلوا، لئلا تدخلوا في التجارب.
وصلي أيضاً، لئلا تدخل في التجارب لأجل تكبُّرك، ولكن لأجل أنَّك تُحبُّ الله، وكأنَّ قوَّته تذاع بواستطك.
صلي لئلا تدخل في مثل هذه (التجارب التي تكون بسبب) جهل أفكارك وأفعالك، لكن كأن تُمتحن لأنَّك مُحبٌّ لله، ولكي تتمجَّد قوته بصبرك.

مترجمة من السريانية
كتاب طريق الرهبنة

اذكروني في صلواتكم

[إسحق القس افرام]

صلي، بأن لا تدخل في تجربةٍ بإيمانك.
صلي، بألا تدخل في تجربةٍ مع شيطان التجديف والتكبُّر بتحمُّل فكرك.
صلي، بألا تدخل مع العجز (وأنت عاجزٌ) في التجارب الظاهرة بالحواس، إذ تعلم أنها تجلب الشيطان عليك، بسماحٍ من الله، لأجل ما توهمت من آراء (أفكارٍ) حمقاء (غبية).
صلي، لئلا يبتعد عنك شاهد الطهارة (العفة)، فتُجرَّب بسلهبة الخطية بدونه.
صلي، بأن لا تدخل في أيَّة تجربةِ تجديفٍ.
صلي إذاً، بألا تدخل في التجارب النفسية.

تودي ساكي احونو باتريك على هل النفحة الروحية والرب يقويك

[padreg]

شاموشو رحيمو شكراً لمرورك الكريم بركة القديس مار إسحق النينوي تكون معك آمين.