صفحة 1 من 1

يوميات (النمس) أو مقالبه.. دراما محتملة..

مرسل: السبت إبريل 17, 2010 11:30 am
بواسطة أبو يونان
صورة
يوميات (النمس) أو مقالبه.. دراما محتملة..


بات من شبه المؤكد إنتاج عمل درامي يقوم على شخصية (النمس) التي أداها باقتدار الفنان مصطفى الخاني في الجزء الرابع من مسلسل (باب الحارة)، على أن تستمر الشخصية ذاتها وبذات الحضور البارز في أحداث الجزء الخامس (الأخير غالباً) من (باب الحارة).ورغم حماسة الأطراف المعنية بالعمل الدرامي الخاص بشخصية (النمس) (أم بي سي منتجاً، بسام الملا- عرّاب الشخصية مخرجاً، مصطفى الخاني- مبتكر الشخصية ممثلاً) على إنتاج العمل، إلا أن أي منها لا تملك حتى الساعة تصوراً واضحاً عن تفاصيل العمل المنتظر... وربما تجدر الإشارة هنا إن إعلاناً عن المشروع لم يصدر عن أي من الأطراف المعنية السابقة بشكل صريح وإنما تكونت ملامحه من تصريحات متفرقة كان آخرها سؤال مباشر وجهه برنامج (صباح الخير يا عرب) ثاني أيام العيد للفنان مصطفى الخاني عن مشروع درامي خاص بشخصية (النمس) قابله جواب مقتضب من الفنان الشاب أن ذلك مشروع قيد التفكير الآن.

العمل الجديد ربما يأخذ شكل يوميات النمس، وفي الغالب سيستفيد العمل الجديد من تناقضات شخصية النمس، ضعف بنيته وذكائه، جبنه أحياناً وشجاعة الاقتحام فيه أحياناً أخرى...حس الطرافة في الشخصية، غموضها أحياناً..وقدرتها على إثارة مشاعر متناقضة من قبل المشاهدين، مع أو ضد... ووفق الصورة السابقة لشخصية (النمس) تبدو (مقالب غوار) التي تابعناها في سبعينيات القرن الماضي هي الشكل الدرامي الأقرب لتصور درامي يوظف شخصية (النمس) بكل تناقضاتها..لا لجهة تقاطع البناء الدرامي للشخصيتين (غوار) و(النمس) فقط، وإنما لجهة توظيف الحارة القديمة بوصفها الفضاء الذي يستطيع استيعاب كل أحداث العمل الجديد... و(الحارة القديمة) شرط لازم في هذا العمل الجديد، ذلك لأن كركتر شخصية (النمس) لا يمكن سحبه إلى خارج الحارة القديمة وتوظيفه في تناول قضايا معاصرة، الأمر الذي يرجح أولوية (المتعة) في متابعة يوميات (النمس) مع اعتماد أسلوب الإسقاط القيمي على زمننا المعاصر، إن شاء صناع العمل، دون أن يبدو ذلك أمراً ملزماً لهم. ‏

بالعموم تبدو طبيعة شخصية النمس قابلة لاستقبال بطولات فردية متعددة إلى جانبها، كضيوف في حلقة أو اثنتين، وهو الأمر الذي يرجح إمكانية استقبال العمل لوجوه تمثيلية عديدة منها شخصيات من الصف الأول..وربما يؤسس العمل الجديد لحارة شبيهة بحارة (كل مين أيدو الو) في دراما (دريد ونهاد)، تسكنها شخصيات مختارة من شخصيات حارة (الضبع) في مسلسل (باب الحارة) وعلى نحو يعيد تكريسها ككركترات مستقلة، ربما تنجح في إعادة إحياء فكرة الكركتر في الدراما السورية التي كرستها دراما السبعينيات...والفكرة بمجملها تبدو أسيرة حضور نص مختلف، والنص المحكم هو في الغالب التحدي الأول والأصعب للعمل الجديد، ولاسيما أننا حتى الساعة ما زلنا نفتقد لكاتب من عيار الراحل (نهاد قلعي) يستطيع أن يلتقط عفوية الشارع وفطرته والابتسامة فيه ........