هؤلاء هم أصدقائي .بقلم: فريد توما مراد.
مرسل: الأحد يونيو 30, 2013 10:59 pm
هؤلاء هم أصدقائي ..!
قد لايكون فارق السن في بعض الأحيان عائقاً أمام تكوين
الصداقات ..فعلى سبيل المثال أنا في السادسة والخمسون من عمري
وحفيديَّ ( مَتيَّاس) في الرابعة و( ماركس ) في الثالثة من العمر
ورغم ذلك نحن أصدقاء ....! نعم نحن أصدقاء بكل مافي هذه
الكلمة من معنى .. نلعب ونلهوا ونمرح سويّة بألعابنا الطفوليّة الخاصة
وعندما نتعب نجلس ونتحاور ونتناقش ونتساءل في أمورٍ كثيرة أيضاً في مجال طفولتنا ..
قد نغضب ونزعل أحياناً من بعضنا البعض ، ولكننا نعود
ونتصالح بعد لحظات .. لأننا أطفال ، وليس للحقد في قلوبنا من مكان ..
ربما يقول البعض : ما هذا الهزاء.. وما هذا اللغو والهذي في الكلام ..؟!
أو ربما يتَّهمني البعض الآخر بالخرف والجنون ..! ولكن لايهم ..
أما أنا فأرى عكس ذلك تماماً ، وقد يعود السبب إلى عوامل متعدِّدة
منها على سبيل المثال : الشعور الداخلي الذي يشدّكَ نحو طفولتك
فيدغدغ أحاسيسك ومشاعرك ويجعلكَ تعيش تلك الحالة النقيّة البريئة
التي عشتها وأنتَ طفلاً ، بعيداً عن مشاكل الدنيا وهمومها ومآسيها
الحالة التي لاتتكرر معكَ ثانية ، وأنت قد أخترقت مرحلة الطفولة
وتجاوزتها منذ سنوات طويلة ، وليسَ بالإمكان الرجوع إليها إلاَّ عن
طريق صفاء القلب ونقاوته ، وهذا لايتحقق أبداً إلاَّ أن تعود مرّة أخرى طفلاً ..
ألم يقل السيد المسيح له المجد :
( إن لم ترجعوا بقلوبكم مثل هؤلاء الأطفال ، لاتستطيعوا أن
تدخلوا ملكوت السموات ) .
أجل ... نحنُ أصدقاء ..! نلتقي كل يوم .. واليوم الذي لانلتقي به
نشعر وكأنَّه كان طويلاً ومملاً .. فنطمئنَّ على بعضنا البعض
من خلال الهاتف .. عندما نلتقي نتعانق بالقبلاّت.. وعندما نفترق
هكذا نفعل أيضاً ، لنتواعد مجدداً على اللقاء ..
نحن لانعقد صفقات تجاريّة ، ولا نخطط لفتح مشاريع مستقبليّة
ولانفكر في أمور ماديَّة ...
نحن لا نفكر في هدم البيوت ، وحرق المدن ، وقتل الأبرياء ..
ليس لدينا أسلحة فتَّاكة .. ولا طائرات حربيّة .. ولا زوارق مدمِّرة..
أسلحتنا هي ألعابنا الطفوليّة .. وطائراتنا وزوارقنا غالباً
مانصنعها نحن بأيدينا من الورق.. وسيّاراتنا ليست مفخخة ..
لنا دُنيانا الخاصّة ، نعيشها بطريقتنا العفويّة ، الغير معقَّدة
بعيدين عن ضجيج وضوضاء الطرف الآخر من الدنيا .
أنا واثق تماماً بأنني لست الوحيد الذي لديه أصدقاء أمثال
أصدقائي ، يعيشون نفس الحالة التي نعيشها...
ومن ليس لديه ، فنصيحتي أن يبحث عنهم ويجدهم ويصادقهم ..
خسارة وأنت تضيِّع عمرك في أمور تعلم حق اليقين أنها باطلة
وزائلة ، ولستَ تجني منها سوى قلق البال ، ووجع القلب ، والقيل
والقال الذي لا منفعة منه .. عُد ياأخي إلى طفولتك من خلال مصادقة
الأطفال ..أدخل دنياهم ، ستلقاها دنيا صافية ، سعيدة ، شفافة ، بريئة
ليس فيها رعب وخوف وقتل ودمار وذبح وتقطيع وجوع وتشريد ..
وإلى ماهنالك من بشاعات ومظالم ( إنسانيّة وحشيّة...! )
أمّا إذا حصل لاسمح الله ووجدت في دنيانا ( نحن الأطفال ) في مرّة من
المرّات ، أو في يومٍ من الأيّام أشياء من هذا القبيل ،أرجوك لاتتسرّع بإصدار حكمك علينا..
تأكَّد ياأخي نحن أبرياء...ولسنا مذنبون .. فهي من دنيا الكبار ، وهي من فِعل الكبار ..
وهي من قباحات الكبار ...!.
شكراً لله الذي أنعم عليَّ بمثل هؤلاء الأصدقاء ، لأنَّ لولاهم لكانت
حياتي قاسية وجافة ومملّة .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
[/size]قد لايكون فارق السن في بعض الأحيان عائقاً أمام تكوين
الصداقات ..فعلى سبيل المثال أنا في السادسة والخمسون من عمري
وحفيديَّ ( مَتيَّاس) في الرابعة و( ماركس ) في الثالثة من العمر
ورغم ذلك نحن أصدقاء ....! نعم نحن أصدقاء بكل مافي هذه
الكلمة من معنى .. نلعب ونلهوا ونمرح سويّة بألعابنا الطفوليّة الخاصة
وعندما نتعب نجلس ونتحاور ونتناقش ونتساءل في أمورٍ كثيرة أيضاً في مجال طفولتنا ..
قد نغضب ونزعل أحياناً من بعضنا البعض ، ولكننا نعود
ونتصالح بعد لحظات .. لأننا أطفال ، وليس للحقد في قلوبنا من مكان ..
ربما يقول البعض : ما هذا الهزاء.. وما هذا اللغو والهذي في الكلام ..؟!
أو ربما يتَّهمني البعض الآخر بالخرف والجنون ..! ولكن لايهم ..
أما أنا فأرى عكس ذلك تماماً ، وقد يعود السبب إلى عوامل متعدِّدة
منها على سبيل المثال : الشعور الداخلي الذي يشدّكَ نحو طفولتك
فيدغدغ أحاسيسك ومشاعرك ويجعلكَ تعيش تلك الحالة النقيّة البريئة
التي عشتها وأنتَ طفلاً ، بعيداً عن مشاكل الدنيا وهمومها ومآسيها
الحالة التي لاتتكرر معكَ ثانية ، وأنت قد أخترقت مرحلة الطفولة
وتجاوزتها منذ سنوات طويلة ، وليسَ بالإمكان الرجوع إليها إلاَّ عن
طريق صفاء القلب ونقاوته ، وهذا لايتحقق أبداً إلاَّ أن تعود مرّة أخرى طفلاً ..
ألم يقل السيد المسيح له المجد :
( إن لم ترجعوا بقلوبكم مثل هؤلاء الأطفال ، لاتستطيعوا أن
تدخلوا ملكوت السموات ) .
أجل ... نحنُ أصدقاء ..! نلتقي كل يوم .. واليوم الذي لانلتقي به
نشعر وكأنَّه كان طويلاً ومملاً .. فنطمئنَّ على بعضنا البعض
من خلال الهاتف .. عندما نلتقي نتعانق بالقبلاّت.. وعندما نفترق
هكذا نفعل أيضاً ، لنتواعد مجدداً على اللقاء ..
نحن لانعقد صفقات تجاريّة ، ولا نخطط لفتح مشاريع مستقبليّة
ولانفكر في أمور ماديَّة ...
نحن لا نفكر في هدم البيوت ، وحرق المدن ، وقتل الأبرياء ..
ليس لدينا أسلحة فتَّاكة .. ولا طائرات حربيّة .. ولا زوارق مدمِّرة..
أسلحتنا هي ألعابنا الطفوليّة .. وطائراتنا وزوارقنا غالباً
مانصنعها نحن بأيدينا من الورق.. وسيّاراتنا ليست مفخخة ..
لنا دُنيانا الخاصّة ، نعيشها بطريقتنا العفويّة ، الغير معقَّدة
بعيدين عن ضجيج وضوضاء الطرف الآخر من الدنيا .
أنا واثق تماماً بأنني لست الوحيد الذي لديه أصدقاء أمثال
أصدقائي ، يعيشون نفس الحالة التي نعيشها...
ومن ليس لديه ، فنصيحتي أن يبحث عنهم ويجدهم ويصادقهم ..
خسارة وأنت تضيِّع عمرك في أمور تعلم حق اليقين أنها باطلة
وزائلة ، ولستَ تجني منها سوى قلق البال ، ووجع القلب ، والقيل
والقال الذي لا منفعة منه .. عُد ياأخي إلى طفولتك من خلال مصادقة
الأطفال ..أدخل دنياهم ، ستلقاها دنيا صافية ، سعيدة ، شفافة ، بريئة
ليس فيها رعب وخوف وقتل ودمار وذبح وتقطيع وجوع وتشريد ..
وإلى ماهنالك من بشاعات ومظالم ( إنسانيّة وحشيّة...! )
أمّا إذا حصل لاسمح الله ووجدت في دنيانا ( نحن الأطفال ) في مرّة من
المرّات ، أو في يومٍ من الأيّام أشياء من هذا القبيل ،أرجوك لاتتسرّع بإصدار حكمك علينا..
تأكَّد ياأخي نحن أبرياء...ولسنا مذنبون .. فهي من دنيا الكبار ، وهي من فِعل الكبار ..
وهي من قباحات الكبار ...!.
شكراً لله الذي أنعم عليَّ بمثل هؤلاء الأصدقاء ، لأنَّ لولاهم لكانت
حياتي قاسية وجافة ومملّة .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد