المسمار الرابع بقلم سعاد اسطيفان بنت السريان

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16409
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

المسمار الرابع بقلم سعاد اسطيفان بنت السريان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

32313982_1327571317386702_6999769980547891200_n.jpg
المسمار الرابع
بقلم 
بنت السريان
فوق منصّة التاريخ ,وقفت أتطلع إلى أكاليل الشوك ,التي تركتها فوق عتباته ,تحكي أتعاب السنين, وشقاء أيامها وآلام لياليها.
بصمت حاججتني الأشواق ,اخترقت عواطفي ,تعالى دخانها, فوق رمادالجمرات ,فاستحال عليّ الغوص في بحرها ,وأصبح ليس بمقدوري سبر غورها ,بحر النفس عميق وأشدُّ خطورة من عمق البحر.
حاورتها وقدعززت مواقع دفاعاتي بالبراهين والاحجيات, لكن سرعان ماتصدعت حصوني,إزاءضغوطات زمن عصيب, تنحدر مخاطره عبر ممرات التاريخ وتشعب خنادقه..
عالمنا اليوم يتخبط في دوامة إحدى المتاهات ,سرعتها تفوق سرعة دوران الارض والأيام تتوالى كلمح البصر,والزمن يهرول خائفا دون رجعة, وكل من دبَّ على الارض, كأني به مغروس في صقيع ليل صحراء,رياحها عاتية ورمالها متحركة, تبتلع من عليها دون رحمة
هزّني صوت متمرِّدٌ على بني آدم قال:
هيّا تأمّل معي أيها الإنسان 
هذا التسابق نحو الفناء
بالتفنن بمختلف أساليب الشر
الدنيا كما هي وبنو البشر...نحن نحن من تغيَّر نحن من اخترع القدر ,ونحن من لا يأخذ الحذر,و يُحسن دراسة العِبر
لقد خلق الله كل شيء لإسعاد البشرونحن من حوَّل كل شيء لدمار وشر.
عالمنا اليوم مهدّد في كل لحظة بأشنع الحروب
وأشدّها ضراوة يشتد رحاها لأجل هيمنة الأقوى والأقدر 
خطر الإبادة الكونية ما بعدها خطر
خلق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن
وكان في رحاب الرب مخيّر
وصية واحدة أوصاه لكنه عصى وتحت شجرة استتر
طُرد إلى الأرض
وصار في يد ابليس لعبة ومسيّر
ونحن بنوه لذا تحاربنا قوى الشروتقدم لنا السلاح ومعه العذر
نطعن بعضنا ونستهزيء بالبعض الآخر
إهانات لاتحصى بحق إخوتنا نغض عنها النظر 
بوقاحة ودون خوف من الله أو وجل 
الكلمة الجارحة كالمطرقة للمسمار على الحشب 
والكلمة الطيبة صدقة واللبيب من الإشارة يفهم 
فلنرفع أعيننا وننظر المصلوب
وهو في غمرة الامه يتلقّى منّا ما فعلنا وما زلنا نفعل
كل عمل من حسابه لم يسقط وله عقاب عسيرهيا فلنتب, ونتعقّل
بثلاث من المسامير يسوع عنّا على الخشبة سّمِر 
والمسمار الرابع في يد كل منّا
إن صوّبناه إلى جسدالرب إنما يشهر
سيقف لنا الزمن
ومن دوران الدوائرإن عدنا إليه تائبين سنتحرر
ها هي يداه ممدودتان على الصليب ,جراحه تنزف دما آلامه تئن أنينا ,السماء والأرض أحدثتا صوتا,والمسيح صرخ قائلا:
. يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
ها هو قد غفر
وبعد ان هوغفر
أنشهرالمسمار الرابع لنغرسه بجسده وهو مصلوب ومرذل !
أفي كل يوم نصلبه 
,!! ترى كيف نقدر
المسمار الرابع ذاك الذي نطعن به بعضنا بعضاً, 
بالقول و الفعل و الفكر
وبالنفاق وبراءة المظهر
إنّما في جسد يسوع نغرسه دون أن نفكِّر
وهو مثخّن بالجراح 
وبألم إلينا ينظر 
لأننا إخوة بشركةالدم والجسد
هيا لا نتجبر
لنرمِ المسمارالذي أعددناه بإصرار ,إنّه ملوّثٌ وفيه يكمن 
الداء والخطر
عن عقيدة أو قومية أو ديانة لنغض النظر
فالمسيح بدمه قد فدى كل البشر,لنحذُ حذوه وننظر صلاح الطرف الآخر
لنركع عند قدمي المصلوب,ولنعترف ونقرّ,بأنّنا خطاة ,ونطلب الغفران ممن غفر 
آنذاك قلب المصلوب بنا يُسرّ.
لنسامح ونصالح ولنعفُ,فالعفو لدى المقتدر,ولنعمل بما أوصانا به المصلوب لا نتأخّر,ولقد أوصانا بالمحبّة محبة كل البشر,يوم أتينا به للدنيا وبآخر سنرحل.
فإن وافانا الأجل, سنقف أمام الديان الذي الموتُ بموته قهر,
فماذا سنفعل ؟؟؟وكم مسمارنستطيع أن ننزع من جسد المسيح وبالعجل؟
آنذاك لن نستطيع أن نفعل أيَّ شيءٍأو نعمل.
فلنعقل ونتوكّل ولا نتحيّر
فمن آمن بالمسيح واعتمد باسم الثاوث الاقدس فبالمسيح يتبرر
إولنبدأ الآن بالعمل لأن الايمان بدون أعمال ميت يا بشر
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“