بين الصِدق ِ والكذب ِ– ضاع َ السّلام – شعر وديع القس
مرسل: الأحد يوليو 07, 2013 1:04 pm
بين الصِدق ِ والكذب ِ– ضاع َ السّلام –
الصدق ُ يحمل ُ في أسراره ِ النّور ِ
والكذب ُ يخفيْ بين حبّه ِ الشرّ ِ
إن َّ النفوس َبزيّها تخادعنا
ومكرها بالقلب ِـ حُبّها الغدر ِ
وفاحص ُ النّفس ِلا ينسى مآربها
مهما خفتْ وتستّرت ْبها البشر ِ
وليس شيئا ًتحت الشّمس مدفون ٌ
مادام ربّ الكونِ عارف ُالسرّ ِ
ذابتْ عبارات ُ السّلامِ عن فمنا
وأصبح الموتُ منقوشا ً على الدار ِ
زيُّ السّلام بكل ّ عنوة ٍ دُفنتْ
تحت التّرابِ ولا مكان َ للقبر ِ
حمامة ٌ طارت ْ بدون ِ أسرابهَا
تفتّش ُ الأرضَ عن لحن ٍ بلا وتر ِ
وكل ّ بيت ٍ لا يستوجب الأمر َ
ترى بهِ شبح ٌ كالموت ِمُستعر ِ
فارفعْ يديكَ إلى السّما مناديا ً
يا راعيَ السّلم ِ أين مسكنَ الحرّ ِ..؟
وأين صدق ُ السّلام في مبادئهمْ
وأيّ ُلحن ٍ من الأحجار ِ مُنتظر ِ..؟
يا خالقا ً يا عظيما ًقل : لنا جُملة ً
تكوي لنا آهاتنا بلا نُذرِ ..!
تاهت ْ حمامات ُ السّلام باكية ً
أين هديلي وأين العشّ ُ والشجر ِ..؟
يا بحر ُ كم كنتُ أهوى عشق َ أمواج ٍ
تسامرُ اللّحن َ دون الهمّ ِ والكدر ِ ..؟
وها أنا قد دنتْ ساعة ُ أحبابي
بدافع ِالحقد ِتاهتْ عن رؤى النظر ِ
وشوق حبّي لا ينسى براءتها
وطعمُها بفميْ ، زيتونةِ الخبرِ
نعم وقد طافت ْ إلى جميع ِ الثّرى
ولم تجدْ مسكنا ً بالأرضِ مُستتِرِ
بكتْ عليها جياعُ الأرضِ ِ نائحة ً
أين الطّعامُ ومَنْ يرثي لنا الشّعرِ ..؟
كلّ الحروبِ الّتي تجريْ بعالمِنا
مجرمها طفل ٌ ـ بلعبة ِ القمر ِ
كلّ الخطايا حملناها ونحنُ المنا
أطفال ُ حبّ ٍبلا أُم ٍ ولا سمر ِ
طوبى لصانع ِ سلم ٍأين ندعوه ُ
بالبرّ أم بالهوى أم ضاعَ بالبحرِ ..؟
من فوق أغصان ٍ ذابلة ٍ أهدل ُ
ولن يسامر ُ صوتي إلّا المُقهر ِ
لم يبقَ لوني أبيضا ً كما كنت ُ
وصار كالليلِ أسودا ً بلا قمر ِ
لا تقرؤونَ بكائي مثل حيتان ٍ
أنّي أنا رمزُ السّلام ِوالبرّ ِ
وإن طعنتم ْبكلِّ حقدكم ْجَسَدي
فلنْ تروني سوى حُبّ ٍوتنوير ِ ..!
فالحقُ باق ٍ برغم ِ الويل ِ والهلع ِ
والكِذب ُ في رحلة ٍ عمياء َمُنكسر ِ ..!
[/color]