القديس مار شمعون القرطميني ܩܕܝܫܐ ܕܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܩܪܬܡܝܢܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49224
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

القديس مار شمعون القرطميني ܩܕܝܫܐ ܕܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܩܪܬܡܝܢܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

القديس مار شمعون القرطميني لنيافة المتنيح مار فليكسينوس يوحنا دولباني مطران ماردين!
هو الابن الاصغر لصليبا زعيم في قرية قرطمين (مقصورة الماء)، لما كان عمر شمعون اربع سنين اصيب بمرض عضال، ومع ان الزعيم كان له ثلاثة بنين الا ان هذا كان اعزهم على قلبه. ولما اشتد عليه المرض اخذه ابوه الى الطوباوي مار شموئيل الذي كان قد انتقل حديثاً الى هذه القرية بعد ان الهمه الله ان ينتقل الى مكان غير خاضع للفرس، حيث تضرع اليه ببكاء لكي يُصلي من اجله، واعداً ان يبذل مالاً كثيراً لبنيان الدير ويقدم صدقات للمحتاجين. بل نذر أن يجعل الصبي ان شُفي تلميذاً له كل ايام حياته.
كان في دير القديس مار شموئيل دخيرة للاسقف الراحل قرافوس، فنهض القديس شموئيل واخذ الذخيرة المقدسة الى بيت الزعيم صليبا حيث كان البي شمعون طريح الفراش وقد اوشك ان يموت، وكان جمع غفير من رجال ونساء قد تجمعوا حوله يبكون، فلما دخلا البيت وجدا الصبي في ضيق عظيم وقد يَبُسَ فمه بل على وشك الاحتضار. فبكى ابوه بكاءاً مُراً، فحزن القديس شموئيل على الصبي وعلى ابيه ودخل الغرفة الداخلية واخذ مبخرة ووضع فيها بخوراً امام ذخيرة القديس قرافوس وتضرع الى الرب وطلب من القديس قرافوس ان يتضرع هو ايضاً معه الى المسيح من اجل شفاء الصبي واطال القديس في الصلاة ساعة، وعيناه تذرفان الدموع، وقلبه يضطرم بالحسرات من بكاء الناس، ويداه مرفوعتان الى السماء. فألتَفَتَ الرب الى صلاة مختاريه وفي الحال فتح الصبي عينيه ونظر الى ابيه واشار اليه بيده، وقال لابيه ادعُ القديس معلمنا لانه يندب ويتالم بسبب كثيراً، فتوجه الى الغرفة الداخلية حيث كان القديس مار شموئيل فوجده مطروحاًعلى الارض يبكي ويتألم من اجل الصبي، فدعاه فَرِحاً باكياً فرحاً لان ابنه نَجا من الموت، باكياً لِرُؤيته تألُم وبُكاء الشيخ القديس حبيب المسيح وصَفي الله مار شموئيل، وقال له بقوة ربك لقد عاش الصبي وهو يدعوك. واوقد الصبي ثلاث شموع امام ذخيرة الاسقف.
فنهض مار شموئيل ونحل وجهه وصرف الكآبة عن قلبه، واتى الى الصبي، فلما رآه الصبي المريض سأل اباه واين الاسقف الذي كان مع هذا الشيخ القديس؟ فأجابه ابوه: انك تتكلم بهذا من ثقل المرض لانه لا اسقف في قريتنا، فقال الصبي استأذن لي الشيخ القديس لاقصّ عليكم ما رأيته عنه وعن الاسقف، فقال القديس تكلم يا ابني بكل ما رأيتز فجلس الصبي وكأنه استيقظ من النوم وقال: كُنتُ نائماً فأنتبهتُ بغتة، واذا بالفُرسِ قد هجموا علينا وسَبّوا قريتنا هذه، وجاء احد جنود الملك وخطفني وذهب الى كبيرهم فلما رآني استل سيفه ليقتلني، ومن الخوف أُغشي على عيني لاني لم ارى احدأ من معارفي لينقذني من يديه، واذا بهذا الشيخ القديس جاء وتوسل من اجلي، وفيما هو يتوسل جاء شيخ اخر اكثر شيبَةً وهو لابس حُلّة ملكية وماسك بيده عكازاً جميلاً وابتذأ يتوسل من اجلي، فقال له الملك هلم اجلس عن يميني فلن يكون الا ما يَسُركم، وقال الملك: لقد وهبتكما الصبي لانكما تُحِبانني فخذاه الى ابيه. فأتيا بي وأدخلاني هذا البيت. وأمتلأ البيت فرحاً عظيماً، ولما رأى ابو الصبي شفاء ابنه بذل صدقات كثيرة للمساكين، وبنى هيكلا عظيماً في قرطمين قريته اكراماً للشهيد الاسقف.
ولما نشأ الصبي شمعون ذهب به ابوه الى مار شموئيل فَجَزَ شعر رأسِهِ والبَسَهُ زي الرهبانية وعلمّه المزامير وقراءة الكتب المقدسة. تبع مار شموئيل وتهذب عنده، فأخذ عنه العلم بالحق الذي لايشوبهُ زيف، وكان يوماً بعد يوم يتقوّى ويتجّلد على حروب ابليس، وكان صاحياً بعقله، لايتراخى في عمله، ومن يستطيع ان يصف صومه وصلاته وسلوكه وخدمته، وبكاءه وحزنه، والدموع التي كانت تذرُفها مُقلتاهُ في اثناء الصلاة وركوعه الدائم، وحِلمَهُ الفائق وتواضعه ونسكه الفائق وصفه، وصبره وغيرته للتقوى، وطاعته لمرشده وحفظه لوصاياه، وبشاشته بكل احد، وطُهره وسيرته الروحية، ولارفع صوته في ضحك منهتك، بل كان يفرح مُبتسماً، ولم يتردد على لسانه الحرم لاحد، ولا القسم باية صورة كانت. بل كان يقول: صدقني فان الامر هو كذا وكذا، ولم يُشكك احداً من الاخوة بنوع من الانواع. وحينما كان يسمع بنقص او تقصير ما صدر عن احدهم، كان يذهب اليه ويُشجعه قائلاً:
قُم يا بُنّي لنتضرع إلى الله من اجل الشيء الفلاني الذي فعلته انا ايضاً، وهكذا لم يدع أحداً أن يشعر به، وكان يطوف على جميع الاخوة و يفتقدهم واحداً فواحداً، دون أن يَترك في الحظيرة باباً مفتوحاً ليدخل منه الشرير الذئب الخاطف ويُمَزق خراف المسيح وكان يُجاهد عنهم ويُرشِدهم في الطريق المستقيم و يُعلِمَهم الشرائع والوصايا والفروض والاحكام والعهود. وإلى جانب كلمات الوعظ كان يرفع صلوات بلا انقطاع من اجل حفظهم في مراقي الكمال.
بعد وفاة الشيخ مار شموئیل لم يَرقُد ناسِكُنا على الأرض، بل حينما كان يرغب في الاستراحة كان يستريح على رُكبتيه. و بهذا المقدار يُحب السهر والاستيقاظ حتى انه لما كان يتغلب عليه النُعاس كان يتعلق بحبل ليهرب منه النوم، وعلى هذه الحال كان هذيذه بناء اعمال الرب وتسابيحه، ولذا جعل فيه ربنا قوته الفائقة التي صنعت بواسطته الايات والعجائب، فشفى المرضى والمُخلعين، وبالشلل والمجانين الذين قصدوه.
وقع مرة وباء في القرى المجاورة للدير حتى القابرين لم يكونوا يتمكنون من دفن الجثث من كُثرة الموتى. فأتى اليه جُموع كثيرة وطلبوا منه لينطلق معهم، ففعل واخذ معه عشرة اخوة ولم يكفَّوا عن التزمير والتمجيد طوال الطريق فطافوا كل القرى وصلوا فسمع الله صلاتهم ومنع الوباء عنهم، ومنذ اليوم الذي خرج فيه القديس والاخوة اليهم لم يمت بهذا الوباء احد وقد بدأ الوباء في الرابع عشر من ایلول ودام حتى العشرين من تشرين الأول، و بلغ عدد الذين ماتوا خمسة آلاف نفس كباراً وصغاراً، ثم عاد القديس والاخوة إلى الدير حامدين وشاكرين الله المتحنن على عبيده.
بعد ان دَّبر مار شمعون الاخوة كل تلك المدة في خوف وقداسة اراد الرب ان يَضُمَهُ الى الاباء مُحبيه فزاره بمرض وضعف، ولما شَعّر القديس بوصول سفينته الى الميناء، استدعى اليه قبل انتقاله بثلاثة ايام جميع الرهبان الذين بلغ عددهم يومئذ سبعمئة وثمانية رهبان فأتوا وتبركوا منه ووقفوا أمامه افواجاً افواجاً وصفوفاً صفوفاً بنظام عجيب جداً كل بحسب قِدم درجته. فنظر اليهم مار شمعون وسُرّت نفسه ومَجّدَ الله وفتح فاه وباركهم قائلا:
هو ذا انا مُنطلق الى سيدي الذي يدعوني، فتقووا بالرب. وتمّنطقوا بِحُبِهِ لكي يكون معكم في جميع اموركم، فلما سمع الاخوة ذلك من مُعلِمهم المحبوب بكوا على انفصاله من بينهم، ثم أقام ثمانون راهباً منهم صلوات مدة يومين حينما كان القديس طريحاً بمرض الحُمى، وفي اليوم الثالث ظَهَرَ لبعضهم في الحُلم ملائكة يتلألأون بثياب بيضاء ويُضيئون كالشمس، وانقسموا إلى فرقتين وصاروا يُرَنِمون ترنيمات عَذِبة، فالفرقة الأولى كانت تقول:
مُعسكر ملائكة الرب مُحتاط بِخائفيه ويُنجيهم
والفرقة الثانية تردد:
كريم في عيني الرب موت ابراره ويَحفظهم من الساعة الرديئة.
واني شاب متشخ بسلهبة نار ووقف بينهم ومد اجنحته، فوق القديس ولما حَرَكَ اجنحته امتلأ البيت رائحة ذكية تّفوق رائحة المسك والعنبر، وظهر الطوباوي مار شموئیل وجماعة من الرهبان ببهاء عظيم، ودنا الطوباوي شموئیل واعطى السلام للزكي مار شمعون، وجاء صوت من السماء يقول:
هلُّمَ يا شمعون الذي اعجبني بسيرته، ادخل الى فرح سيدك، وتكرر هذا الصوت ثلاث مرات، وصار في الجو رعود و بروق وزمجرت الجبال كأسود، ولما بَطُلَ صوت الرعود انتقلت نفس القديس مار شمعون فأخذوها وطاروا في الجو وهم يُرتلون ويهللون، ولما استيقظوا ذهبوا إلى قلاية القديس فوجدوه متجهاً نحو الشرق و يُضيء وجهه كالشمس وقد انتقل إلى رَبِهِ، فوقعوا عليه وقبلوه وصاروا يبكون بكاءً مراً ويندبون انفصالهُ عنهم.
ولما ذاع خبر وفاته في البلاد أمت الدير جماهير كثيرة، واقاموا عليه الصلوات سبعة ايام بلياليها وفي اليوم الثامن بعدما زيحوا جسده الطاهر و تبرکوا منه جنزوه بكرامة فائقة تليق به ووضعوه في مدفن القديسين، صلواته للبركة.
وكانت وفاته يوم الثلاثاء في التاسع عشر من كانون الثاني سنة 433م وعيّدت له الكنيسة يوم وفاته. وفي السادس من تشرين الثاني تذكاراً لاعجوبة جرت بعد وفاته بست عشرة سنة.
اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ولتكن صلواته سوراً لنا جميعاً وتهانينا القلبية الصادقة لكل من يجمل اسم هذا القديس ويتمثل به
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“