الأب القدير الخوري أفرام كورية جلو..بارخمور * الإنتقاد بحقد يهدم، أما الإنتقاد بمحبّة يبني ويُصلح.
لم أتوقّع أن تغضب منّي أبتي
فقد تمرّدَ الحرفُ ، وخانتني لغتي
ألا ترى إلى أيِّ مدى ساءت حالتنا
فإن غضبتُ ، فمن يتحمّلني غيركَ أبتي ؟
إخوتي تشرّدوا في كلّ مدنِ العالم
فلمن أشكوا سببَ حزني وبلوتي؟
من سيدافع عن البيت غير أمي وأبي
فأنت الأبُ ياكاهني، والأمُّ هي الكنيسةِ
أعلمُ أن الله أختاركَ أباً لنا
فلِمَ تدرْ لنا الظهر في كلّ مرّةِ
لانعرفُ حامٍ لنا غيركم في طفولتنا
كنتم الأوتاد، والعامودَ لخيمتي
ربما كنا أشقياء في صِغَرِنا كأولاد
لكنها من واجباتكم، هي أيضاً تربيتي
فإن لم أعاتب أبي، من سأعاتب؟
وبكلامي لاأجرحكَ ، بل أكشف مصيبتي
فالأبُ هو السندُ لأولادهِ في محنتهم
فلمَن غيركَ سألجأُ ، إن ضاقت دنيتي ؟
نعم أُعاتبكَ ،أعاتب كلّ الآباء معكَ
فأنتم مُقصّرونَ بحقٍّ، في بنود الخدمة
فالصلاة والصوم، والعمادُ وعقد الزواج
وحتى الصلاة على جثّتي، والخروجَ بجنازتي
كلها لاتعفيكم من تقصيركم في التفكير
حتى الديكُ يدافع عن صغارهِ ،وكذلك الدجاجةِ
لا تنظروا إلى تهوّرنا في أمورٍ كثيرةٍ
وهذهِ لا تُعدُّ خروجنا أبداً عن الطاعةِ
فأين هم أولادكم، ولماذا تشتّتوا؟
وأينَ هو حضنكم، وإعطائكم الحكمةِ ؟
فالذئابُ خطفتهم، واحداً تلو الآخر
وربما أنتم كشهودٍ ، وربما سرقوهم بالغفلةِ
فالرياحُ مهما صالت وجالت بالسماء
غيمةً غيمةً ،ستجمعُها حكمةُ أُمِّ الغيمة
يصعبُ عليَّ أن أشرحَ لكَ كإبنٍّ
أينَ يكمنُ ضياعي، وأينَ تكمنُ دمعتي
كلّ الشعوبِ ، أصبحَ لهم بيتاً يأويهم
لكنكم تقولون:بيتنا في السماء في الجنّةِ
وهذا يعني أنكم أقرّيتم بتشرّدنا
برغم أن الله أوكلكم بالشعبِ والبيعةِ
نحنُ لا ننكركم أيها الآباء فأنتم قبلتنا
فلا تَدَعونا كالعميانِ نتّجهُ نحو القبلةِ
فماذا ستقولونَ للربِّ حين يسألكم
عن مجازرَ وفقراءَ وتشرّدَ شعبكم والخيبةِ ؟
فأعملوا على تجميع الشعبِ بدلَ تفريقهم
وكنائسَ يُناطِحُ رجالها على الزعامةِ
يبنونَ أبراجاً وشعبهم يموتُ جوعاً
ولا يُفكّرونَ إلا بالوجاهةِ وبالفخامةِ
إلى جانب الصلوات، فكّروا وشجّعوا الشباب
فليس بالصلواتِ وحدها أريدها جنّتي
إن لم نجمع مشارق الأرض مع مغاربها
ويكون لنا صوتٌ ، يحافظ على الأمانةِ
فبعد قرنٍّ ، لن تجدوا من يرسم الصليب
ففكّروا بمسؤوليتكم في الآتي يا أبتي .