غنّيتَ فأطربتَ صديقي
وعزفتَ رائعاً على الوتر
فرائحةُ أجدادنا لازالت
تفوحُ من الترابِ والحجر
وتراثهم لازال يضيءُ
كالياقوتِ والعقيقِ والدرر
وسورية هي من السريان
قالتها آثارنا الجديدة والبكر
فكيفَ لا نحبُّ عنفوانها
ونحضنها لو جاء الخطر؟ .
دعكَ من الماضي صديقي
فآرامُ قد أرتاح في قبره
وتركَ الذئابُ تنهشَ في أحفاده
وتسرقُ الدرّةَ التي كانت على صدره
فأنا أخَجِلٌ أن أذكرَ جدّنا
فماذا أقولُ وقد أنقصنا من قدرِه
ألعاباً نحنُ بيد الآخرين صديقي
ونساعدُ الغدّارَ كي يزيدَ في غدرِه
ونُمثِّلُ في الجثّةِ بعدَ قاتلِها
ونعاضدُ الظالمَ، ونشدُّ من أزره
فهذا العصرُ ليس عصرنا صديقي
ولكلّ أمرؤٍ في الحياة عَصرِه
نتكلّم ليس كما يختلجُ في صدورنا
ونُسوّقُ للمُختلِّ في المحافلِ فِكره
فالأفضلُ أن يرمي الجبانُ قلَمه ُ
قبل أن يبكي القلم، أو يجفَّ حِبره.