صفحة 1 من 1

الجريح

مرسل: الأحد يوليو 21, 2024 10:59 am
بواسطة توما بيطار
الجريح

🚑🚑🚑🚑

سألتني: هل من جريحٍ بدارِكم
يتأوهُ بحرقٍ تبكيهِ الثعالبُ
تهذي النجومُ من آهاتهِ
وينتحبُ القمرُ ويتعذّبُ ؟
فقلتُ: يا حلوةَ العينين
من أين لكِ السرُّ المحتجبُ؟
هناكَ جريحٌ، لهُ جرحٌ
عميقٌ، في القلبِ يُخرِّبُ
ولما سألتني عن الدواء قلتُ
والقلبُ فرِحٌ مضطرِبُ:
جرحُ الفؤادِ لادواء يشفيهِ
إلا هواكِ، فهو المُنعشِ الخصِبُ
فأنا جريحُ حبّكِ فاكويني
بعينٍّ تحرِقُ، وثغرٍ يلتهبُ
أنا قتيلُ حبّكِ فاحييني
بدموعٍ توقظُ فؤادًا ينتحبُ
فنظرت إليَّ بطرفِ المها
والدمعُ بسيلُ، والنارُ تصطخبُ
وقلبها يتكلّمُ عن لسانٍّ
أصبحَ بين الأسنان يأكلهُ التعبُ :
أنا التي كنتُ أهواكَ بالأمس
يا أمسيَّ ويا يوميَّ، ويا غدٍ ها هو يقتربُ
لماذا تنظر إليَّ هكذا يا أبدي ؟
كأنكَ ترى في كلاميَّ العجبُ
حُبّنا ليس كحبِّ الناس بلا طعمٍ
وراحتنا من غيرِ راحةِ الناسِ تعبُ
هل تحسبني أرتاحُ من قبلةٍ
وفي قلبي النارُ تلتهبُ
كلنا جئنا إلى الحياة في رحلةٍ
ولا حياةَ لمن لا يغمرهُ الحبُّ
فشرطي في الوصالِ أن تكونَ
بحراً من الحبّ لا يجفُّ ولا ينضبُ
فقلبي كقلبكَ بحبِّ الناسِ معجونٌ
ووصالي بوصالِ الناس..هو الطلبُ.