مقالات ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــاخرة 2
مرسل: السبت أغسطس 31, 2013 8:20 am
أعمى بصير ... وأعمى بصيرة
سأتحدث عن اعمى حاز على 103 ميداليات ذهبية قد يبدو هذا الكلام نكتة ولكنه بالفعل واقع .
هو كريغ ماكفرلين الذي اصيب في حادث وهو في طفولته وفقئت عيناه الأثنتان لم يستسلم لأعاقته ولكنه رضي بها وقبل التحدي وأخذ يمشي وحده ويتبع الأصوات ويستعمل يديه ويتحسس سبيله حول المنزل وينمي ذاكرته العضلية الى الحد الذي اصبح في مقدوره الخروج مع ابيه لنصب شراك الصيد وحلب الأبقار وجزّ العشب وتجفيفه علفا للدواب وكثيرا ما اصطدم بالأشياء غير ان ارادته الحديدية كثيرا ما كانت تنجده في آخر لحظة لهذا رفض دائما استعمال العصا والأستعانة بكلب مرشد .
ادخله والده مدرسة المكفوفين غير انه بعد سنة تمرّد عليها واصرّ ان يدخل مدرسة للمبصرين واستهوته الرياضة البدنية واختار المصارعة الحرّة في البداية لأنها تبقيه على لمس الأجساد وعلى الأحساس طوال المباراة وتفوّق على جميع من نازلهم في مدارس البلدة وبعدها انتقل الى السباحة والركض ورمي الرمح والقرص وحطّم جميع الأرقام القياسية لمن هم في مثل سنه .
واتسعت آفاقه وفوق ذلك تعلم العزف على البانو والغيتار وبما انه كان يتمتّع بوسامة ملفتة للأنظار وبخفة دم وثقة بالنفس ومنطق مذهل فقد تهافتت عليه الفتيات فاصبح من النادر ان يسير في الشارع او يجلس في المقهى الا وسرب من الحسان ملتفّات حوله .. وامسك تقريبا بالمجد من طرفيه اي مجد الرياضة ومجد الفن فهو في النهار رياضي في ميادين المباريات وفي الليل مغن في مرابع الليل وحقق في بطولة واحدة في كندا عشر ميداليات ذهبية دفعة واحدة وكان هو الأعمى الوحيد بين عشرات المبصرين وامام جمهور لا يقل عن 23 الف مشاهد .
وتنافست النوادي الليلية على استضافته ليحي برامجها لأنها تضمن ان مجرد كتابة اسمه في جدولها تجعل الأماكن تزدحم بمعجبيه وبدأت الأموال تتقاطر عليه من عشرات الى مئات الى آلاف الى ملايين الدولارات الى درجة انه اشترى لأهله منزلا في نيوجرسي ووضع لهم مبلغا محترما في البنك وغدا دخله اضعاف دخل اخوانه المتعلمين الجامعيين واصبح عام 1985 احد مستشاري المجلس الرئاسي الأمريكي للياقة البدنية والرياضية .. وفي العام نفسه سجّل رقما قياسيا جديدا غير مسبوق في التزلج والأنحراف المائي ..
تذكرته وانا في الغردقة اتصيّف وعندما نزلت للماء وتزحلقت قدمي مما جعلني اكبو الى الأرض مع احتسائي لمل لا يقل عن لتر ماء مالح من البحر واضطريت ان انبطح على بطني لأحاول اخراج الماء من احشائي .
حقا اني اعمى بصير ولا فخر وهذا اعتراف مبطّن
منقووووووول للثقافة