صفحة 1 من 1

مبادرة من بلدية بوتشيركا في تخرج طلاب مدارسها الثانوية!

مرسل: الأربعاء يونيو 18, 2025 4:40 pm
بواسطة إسحق القس افرام
ارتداء القبعة مع زملائي كان لحظة شعرت فيها بأننا جميعًا متساوون، بغض النظر عن ظروفنا المادية، بهذه الكلمات لخّصت الطالبة سارة من ثانوية تومبا، الأثر الرمزي لمبادرة أطلقتها بلدية بوتشيركا هذا العام، تقضي بمنح جميع طلاب المرحلة الثانوية قبعات التخرج مجانًا.
ويُعد المشروع الأول من نوعه على مستوى السويد، إذ يشمل أكثر من 800 طالب في أربع مدارس: تومبا (Tumba)، تولينغه (Tullinge)، سكوتبريكس (Skyttbrinks)، وسانت بوتفيد (S:t Botvids) . بهدف تعزيز التكافؤ الاجتماعي وتقليل الأعباء المالية المرتبطة بالتخرج.
مساواة في لحظة رمزية
تقول الطالبة سارة في مقابلة مع الكومبس:إن حصولي على القبعة كان لحظة مؤثرة أشعرتني بالتقدير والانتماء كانت تعني لي النجاح، وكانت المبادرة دعمًا حقيقيًا لي ولعائلتي في ظل التكاليف الكبيرة للتخرج.
إقرأ أيضا: حادث مرور في السويد بسبب جرادة.. والمحكمة تبرئ السائق
أما والدة الطالبة سارة، فترى أن المبادرة تستحق التعميم على مستوى السويد، مضيفة: فرحة التخرج لا يجب أن تكون مرتبطة بالقدرة المالية. هذه اللفتة الرمزية منحت جميع الطلاب فرصة عادلة للاحتفال.
من جانبه قال الطالب رضا من ثانوية سكوتبريكس إن المبادرة منحت جميع الطلاب شعورًا بالإنصاف والاحترام القبعة تمثل رمزية خاصة للتخرج، والحصول عليها دون تكلفة جعلنا جميعًا نحتفل دون تمييز.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، اعتبرت والدة سارة أن المبادرة تُعبّر عن وعي مجتمعي حقيقي. وقالت: من الرائع أن تتكفل المدرسة والبلدية بتوفير شيء رمزي وأساسي كهذا، وتمنحه لجميع الطلاب دون استثناء.
تصميم موحّد وخيارات شخصية
القبعة الأساسية التي حصل عليها الطلاب تضمنت اسم الطالب وشعار المدرسة، بتصميم موحّد تم التوافق عليه مسبقًا بالتعاون مع الشركة المورّدة. وقد أتاحت المدارس بالتنسيق مع الموردين إمكانية إضافة لمسات شخصية مقابل تكلفة رمزية.
وقال يسبير كنوتسون، ممثل الشركة المورّدة ABC GRUPPEN ، للكومبس:القبعة الأساسية مجانية بالكامل، وتشمل التطريز والشعار. الطلاب يمكنهم طلب إضافات مثل بطانة خاصة أو تطريز إضافي، والبلدية حصلت على خصم جماعي ساعد في تقليل التكلفة العامة.
الطالب رضا اختار تخصيص بعض التفاصيل في قبّعته مقابل 900 كرون، مؤكدًا أن جميع الطلاب حصلوا على الأساسيات دون مقابل، فيما كان التخصيص خيارًا شخصيًا ومتاحًا للجميع.
إشراك الطلاب في اتخاذ القرار
ومنذ بداية العام الدراسي، أُشركت مجالس الطلبة في كل مدرسة في مناقشة تصميم القبعة وتفاصيلها. وتعاونت المدارس مع الشركة المورّدة لإتاحة عينات متنوعة، ليتمكن الطلاب من إبداء آرائهم بشأن الألوان، التطريز، والزخارف.
وتقول الطالبة سارة:لم أكن ضمن لجنة التصميم، لكن أعجبني أننا كنا على دراية مسبقة بالشكل، وأن هناك من زملائنا شارك في اختيار التفاصيل. التصميم أعطى مظهرًا موحدًا يعكس روح الانتماء.
ممثل عن الشركة المورّدة يعرض نموذج قبعة التخرج داخل إحدى مدارس بلدية بوتشيركا
التوزيع المباشر داخل المدارس
وعلى عكس ما يحدث في كثير من المدارس الأخرى في السويد، حيث يُطلب من الطلاب، الطلب والدفع بشكل فردي عبر الإنترنت، نظّمت المدارس المشاركة في المبادرة زيارات ميدانية للشركة المورّدة خلال خريف 2024. ثم تم قياس مقاسات القبعات لكل طالب داخل المدرسة، وتقديم الطلبات بشكل جماعي، ما وفّر الوقت والجهد وأزال الحواجز التقنية والمادية. ووُزّعت القبعات في ربيع 2025 داخل المدارس، قبل موعد التخرج بأسابيع، ما أتاح للطلاب المشاركة في فعالية ارتداء القبعة (Mösspåtagning) بقبعاتهم الجديدة، في أجواء احتفالية.
نماذج متنوعة من قبعات التخرج عُرضت على طلاب المرحلة الثانوية ضمن مبادرة بلدية بوتشيركا لاختيار التصميم المناسب للقبعة المجانية
تمويل بلدي وتنسيق مؤسسي
يقف خلف المبادرة رئيس قطاع التعليم الثانوي (Gymnasiechefen) بالتعاون مع مديري المدارس الأربع. وأوضحت هيلينا ملستروم، مسؤولة الاتصال في إدارة التعليم ببلدية بوتشيركا للكومبس، أن القرار جاء استجابة لشكاوى من طلاب وعائلات بشأن التكاليف العالية المرتبطة بالتخرج.
وقالت إن المبادرة تهدف إلى التصدي لما وصفته بـالضغوط التسويقية القوية التي تُمارس على الطلاب، مضيفة: كثير من الطلاب يُقدِمون على طلب قبعات بتكاليف مرتفعة بسبب إضافات تسويقية متعددة، لذا كان الهدف هو تقديم تصميم أساسي مجاني مع بعض الخيارات المحددة. مشيرةً إلى أن التمويل يُغطّى جزئيًا من ميزانية إدارة التعليم المركزية، وجزئيًا من ميزانيات المدارس المعنية. وأضافت:ضمن ميزانية تعليمية تقدر بـ3 مليارات كرونة، فإن تكلفة المبادرة تُعد هامشية لكنها تعني الكثير للطلاب.
وعن التقييم، أكدت هيلين أن ثانوية تومبا بدأت النموذج التجريبي العام الماضي، مشيرة إلى أن ردود الفعل الإيجابية من الطلاب وأولياء الأمور، والإقبال الكبير على القبعات المجانية هذا العام، يدل على أن المبادرة مُقدَّرة فعلًا. قائلةً إن لا مؤشرات حالية على نية التراجع عن المبادرة، لكنها تُقيَّم بشكل سنوي ضمن إطار المتابعة التربوية.
تفاعل واسع ودعوات للتعميم
أظهرت ردود الفعل من طلاب في مدارس خارج بوتشيركا اهتمامًا واسعًا بالمبادرة. ويقول الطالب رضا: زملائي في مدارس أخرى تفاجأوا، لأنهم دفعوا ما بين 2500 و3000 كرونة لشراء قبعاتهم.
يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت تكاليف احتفالات التخرج ارتفاعًا، بما يشمل قبعة التخرج، وجولات الشاحنات وتشير التقديرات إلى أن متوسط ما ينفقه الطالب على التخرج تجاوز 20 الف كرونة. وتندرج مبادرة بلدية بوتشيركا في سياق استراتيجية أوسع لدعم المساواة في النظام التعليمي، سبق أن تجلّت في برامج مثل تقديم فطور مدرسي مجاني وكتاب صيفي لتلاميذ الصف الأول الابتدائي.