صفحة 1 من 1

20 - تذكار مار أنطونيوس الكبير أبو الرهبان-ܕܽܘܟܪܳܢܳܐ ܕܡܳܪܝ ܐܳܢܛܽܘܢܝܽܘܣ ܪܰܒܳܐ

مرسل: الجمعة يوليو 25, 2025 7:00 pm
بواسطة أبو يونان
تذكار مار أنطونيوس الكبير أبو الرهبان
ܕܽܘܟܪܳܢܳܐ ܕܡܳܪܝ ܐܳܢܛܽܘܢܝܽܘܣ ܪܰܒܳܐ

ܩܪ̈ܝܢܐ ܩܕ̈ܝܫܐ / القراءات المقدسة

ܦܪܟܣܝܣ أعمال 4 : 19-35

ܐ ܩܘܪ̈ܝܢܬܝܐ 1كور 1: 12-17

ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܪܡܫܐ إنجيل المساء
ܠܘܩܐ لوقا 13: 22-30

ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܨܦܪܐ إنجيل الصّباح
ܡܬܝ متى 5: 1-16

ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܘܪܒܐ ܐܠܗܝܐ إنجيل القدّاس الإلهيّ
ܠܘܩܐ لوقا 6: 20-31

---------------------------

ܨܠܘܬܐ ܕܫܘܪܝܐ صلاة الابتداء

لملك الملوك ورب الارباب الذي اختار منتخبيه قبل انشاء العالم والقى في قلوبهم نار محبته السماوية الانجيلية وانارهم بمعرفته الالهية الذي به يليق الحمد والاكرام الان وكل اوان وإلى أبد الأبدين آمين ..

الحساي
ܦܪܘܡܝܘܢ المقدمة
للرب الصالح الذي يخفف الاحمال الثقيلة عن كاهل عبيده بالموت ويدعو احباءه الى سبات الراحة الى يوم الانبعاث ويهيء لخائفيه ميراثا صالحا في مظال النور الذي به يليق الحمد والاكرام في هذا وقت الحساي وفي كل االأوقات والأزمان إلى أبد الأبدين.

--------

ܣܕܪܐ المتن

ايها المسيح الهنا يا بكر الآب السماوي الذي صرت انسانا مثلنا ومهدت لنا درب التعاليم الفاضلة ووضعت لنا النصائح الانجيلية التي ترفعنا الى درجة الكمال السامية. لقد قلت من يريد ان يصبح كاملا ليبع مقتناه ويعطه للفقراء ويصير له كنز في السماء وليات ورائي. لما سمع الطوباوي انطونيوس الذي نكمل اليوم عيده هذه الامور التهب قلبه بمحبتك المقدسة وقرر ان يتبعك فحينئذ وزع كل مقتناه على الفقراء وترك العالم وكل ما فيه وتبعك وحمل صليبه وادار وجهه عن الجنس والعشيرة وكل الارضيات واحنى رقبته تحت نيرك اللذيذ. واقترب من طريق الرهبانية الطاهرة وتامل في ناموسك الالهي في الليل والنهار وتعب في السهر والصلاة والعذابات المتنوعة وبالرقاد على الارض. وكان يسبحك دائما بالحان حلوة وعاش لك فقط ومات لشخصه عذب جسمه واضعف جسده بالتصوف والتزهد وبالنهوض المستمر والتهجد على الارض والتوسلات اليك. ولهذا يليق بنا ان نمدحه ونعظمه ونقول طوباك يا انطونيوس ابا المتوحدين ورئيس الرهبان الارز العالي الذي نبت على جبل لبنان كالقول النبوي لان فضائلك تلألأت في كل الارض وصرت قدوة الكمال للذين يحبون طريق الرهبانية. طوباك يا منارة حقيقية موضوع عليها سراج التصوف وبنوره اهتدى رؤساء الاديرة فتعلم المتزهدون واستنار المتوحدون. طوباك لانك سرت على آثار المسيح وانت تحمل الصليب /378/ والآلام والعذابات من بداية حياتك والى النهاية. اذا نتوسل اليك ايها الاب الفاضل والمنتصر انطونيوس لتتضرع لاجلنا الى المسيح ربك الذي ارضيته بسيرتك ليرضى على خدمتنا ويعضدنا بصلواتك لنحارب مع العالم الجسد والشيطان ونموت مثلك عن العالم وكل شهواته ونعمل اعمال التوبة الطاهرة ونبلغ معك الى الملكوت السماوي ومعك ومع جميع قديسيه نصعد له السبح والحمد والاكرام الان وكل اوان وإلى أبد الأبدين آمين .

-------


ܙܡܺܝܪܳܬ̥ܳܐ ܕܒܳܬ̥ܰܪ ܕܐܶܘܰܢܓܶܠܺܝܽܘܢ.
ترتيلة بعد قراءة الإنجيل
. ܒܩ̄. ܩܽܘܩܳܝܳܐ

ܡܶܢ ܒܶܣ̈ܡܶܐ ܘܡܶܢ ܗܶܪ̈ܽܘܡܶܐ ܓܒܰܝ̈ܳܐ ܕܰܐܪܥܳܐ. ܒܣܶܡ ܠܰܡܫܺܝـܚܳܐ ܕܽܘܟܪܳܢܳܟ ܓܰܒܝܳܐ ܡܳܪܝ ܚܰܢܰܢܝܳܐ: ܕܰܛܥܶܢ ܦܰܓܪܳܟ ܝܽܘܩܪܳܐ ܕܕܽܘܒܳܪ̈ܰܝܟ. ܫܰܗܪܳܐ ܘܨܰܘܡܳܐ: ܘܥܰܡ̈ܠܶܐ ܕܦܽܘܪܫܳܢܳܐ. ܡܰܠܰܐܟ̈ܶܐ ܢܳܦܩܺܝܢ ܠܽܐܘܪܥܳܟ ܘܰܡܩܰܒܠܺܝܢ ܠܳܟ: ܕܥܰܡܗܽܘܢ ܬܶܚܕܶܐ ܘܬܶܬܒܰܣܰܡ ܒܰܡܫܺܝـܚܳܐ ܕܰܐܘܪܒܳܟ ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ ܘ ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ܀

مِين بِيسميه ومِين هِيرومِيه غْبَايو دَأرعو , بْسِيم لَمْشيحُو دُوخرُونُوخ گَبْيُو مُور گبرييل , دَطْعين فَغْرُوخ , يوقْرُو ددُوبُرَيك . شَهْرُو وصَومُو وعَمْلِيه دفُورْشُونُو , مَلاخِيه نُفْقينْ لأُورْعُوخ وَمْقَبلينْ لُوخ دْعمْهون تِيحدِيه وتِيتْباسام بَمْشيحُو دَاوربُوخ , هالليلويا و هالليلويا.

Men besme wmen herume gbayo dar‘o bsem lamshiho duchronoch gabyo mor Gabrieal dat‘in fagroch yuqro dduboraik . Shahro wsawmo w‘amle dfurshono , malache nofqin lur‘och wamqablin loch d‘amhun tehde wtetbasam baMshiho daorboch Haleluya u Haleluya

܀ من البخور والعطور يا مختاري الأرض . طاب للمسيح تذكارك أيها المختار مار كبرئيل . لأن جسدك قد حمل ثقل أعمالك السهر والصيام وأعمال البر . الملائكة يخرجون للقائك ويستقبلونك لتفرح وتتلذذ معهم بالمسيح الذي عظمك هلليلويا لتساعدنا صلاتك ܀

--------------

ترتيلة القاثوليق -ܙܡܺܝܪܳܬ̥ܳܐ ܕܠܽܘܛܰܢܝܰܐ

(10 و 9)

1) أَلسُرَافِيّونْ، والكَرُوبيّونْ والمَلائِكَةُ أَلعُلوِيُّونْ
هُمْ مُسَبِّحُونْ, وَمُبَاركُونْ لِرأفَتِكَ, أيُّهَا القُدُوُسْ

2) بِمَحَبَّتِكَ الإلهيَّةْ تأَنَّسْتَ كَي تفْدِيْ البَرِيَّةْ
وَبِجْودَتِكَ الخَلاَصِيَّةْ أَعْطَيْتَ ذَاتَكْ قْوتاً لِلنُفُوسْ

3) يَا إلهَنَا نَشُكرْ إنعَامَكْ إذ أَعْطَيْتَنَا, جَسَدَكْ ودَمَّكْ
وَالمَلائِكَةْ أَدْهَشْ إحْسَانُكْ يَا مَنْ بِلُطِفِهِ يَنْفي البُؤُوس

----------

ترتيلة الختام - ܙܡܺܝܪܳܬ̥ܳܐ ܕܚܽܘܬ̥ܳܡܳܐ
ܒܩ̄. ܝܰܘܢܳܐ ܛܠܺܝܬܳܐ ܛܥܺܝܢܳܐ ܠܶܗ

ܛܽܘܒܰܝܗܽܘܢ ܠܺܝܚܺܝ̈ܕܳܝܶܐ. ܘܠܰܡܣܰܪ̈ܩܶܐ ܘܰܠܥܳܢ̈ܘܳܝܶܐ. ܕܰܣܢܰܘ ܠܥܳܠܡܳܐ ܘܰܢܝܳܚܰܘ̈ܗ̱ܝ. ܘܰܐܪܚܶܩܘ̱ ܡܶܢ ܓ̣ܶܢܣܳܐ ܘܛܽܘܗܡܳܐ. ܘܶܐܬ̣ܥܰܛܰܦܘ̱ ܣܰܩܳܐ: ܘܰܥܡܰܪܘ̱ ܒܰܫܩܺܝ̈ܦܶܐ: ܒܰܐܬ̣ܪܳܐ ܕܰܐܟ̣ܣܶܢܝܳܐ. ܘܒܰܙܘ̱ ܚܰܝ̈ܶܐ ܕܙܰܒܢܳܐ: ܒܕܽܘܒܳܪ̈ܶܐ ܡܝܰܬ̣ܪ̈ܶܐ: ܘܥܰܡ̈ܠܶܐ ܕܦܽܘܪܫܳܢܳܐ. ܘܰܐܥܒܰܪܘ̱ ܚܰܝܰܝ̈ܗܽܘܢ: ܒܨܰܘܡܳܐ ܘܰܨܠܽܘܬ̣ܳܐ: ܘܰܩܢܰܘ ܢܰܦ̈ܫܳܬ̣ܗܽܘܢ܀

طوبَيهون ليحيدويو ولَمسَرقيه وَلعونْوُيه, دَسناو لعولمو وَنْيوحاو, وارحيقْ مين غينسو وطوهْمو, وِثعاطاف ساقو, وَعمارْ بَشْقيفيه, باثرو داخْسِنيو, وبازْ حايه دزَبنو, بدوبوريه ميَثريه, وعَمليه دفورشونو, واعبارْ حايَيْهون, بصَومو وَصلوثو, وَقناو نَفشُثهون .

Tubaihun liHidoye, wlamsarqe wal'onwoye, dasnau l'olmo wanyoHau, warHeq men genso wtuhmo, wet'ataf saqo, wa'mar bashqife bathro dachsenyo, wbaz Haye dzabno, bdubore myathre, w'amle dfurshono, wa'bar Hayaihun, bsaumo waslutho, waqnau nafshothhun.

طوبى للمتوحدين، والعابدين والنساك، اللذين تركوا العالم وراحته. وابتعدوا من الملذات والشهوات، واختاروا السكن بالمغائر في أرض الاغتراب. واحتقروا الحياه الدنيويه، بتدابير مثمره، واعمال الخلاص. وعاشوا حياتهم بالصوم والصلاة، وأقتنوا أنفسهم.


-----------

Re: 20 - تذكار مار أنطونيوس الكبير أبو الرهبان-ܕܽܘܟܪܳܢܳܐ ܕܡܳܪܝ ܐܳܢܛܽܘܢܝܽܘܣ ܪܰܒܳܐ

مرسل: الجمعة يوليو 25, 2025 7:01 pm
بواسطة أبو يونان
موعظة المتنيح المثلث الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الاول عيواص 1980-2014

تذكــار مـار أنطـونيـوس†


تحتفل الكنيسة المقدسة في هذا اليوم المبارك أيها الأحباء بتذكار القديس انطونيوس. هذا القديس العظيم دُعي كوكب البرية وأبا الرهبان. نرى فيه مثالاً يُحتذى لكل من فاضت فيه محبة الله فأراد لها تنفيساً ولم يجد ذلك إلا في تأمله بذاته، واتحاده بالذات الإلهية بعبادة الله بالروح والحق ليل نهار. هذا ما قاله الكتاب مادحاً الرجل الذي يحمل النير في صباه يجلس وحده ويسكت. نرى في انطونيوس ونحن نتأمل في سيرته إنساناً يهب نفسه لله بالتضحية ونكران الذات غير ملتفت وراءه إلى العالم. إنساناً رائداً والرواد يكونون دائماً عظام. لأنهم يكونون قد أقدموا بشجاعة إلى خطوة تسجل لهم الخلود. ليس في هذه الحياة فقط، إن كانوا أبطال الروح، بل أيضاً في الأبدية. سيرته تنقل أفكارنا إلى مصر. ذلك في القرن الثالث. إنه فتى تربى في بيت مسيحي ورضع لبان التقوى ومخافة الله. وعاش في بحبوحة من العيش. ولما مات والده بل أيضاً أمه، سمع صوت الإنجيل المقدس، وهو يصلي في الكنيسة. سمع الكاهن يقول ما قاله الرب لذلك الشاب الغني: «إن أردت أن تكون كاملاً، فبع كل أموالك، ووزعها للفقراء. وتعال اتبعني». فسّر ذلك حرفياً ورأى أباه جثه هامدة باردة أمامه وتذكر نشاطه وسعيه للحصول على المال فجمع ثروة طائلة ولكنه وقد مات ترك كل شيء وراءه، ليتصرف به ابنه.

ورأى انطونيوس أن العالم زائل. ولابد أن يغادر الإنسان هذه الحياة. وسيغادرها مضطراً، فلماذا لا يغادرها مختاراً. رأى أن المال لا يستطيع أن يخلّص الإنسان من الموت الطبيعي، فكم بالحري بالنسبة للموت الأبدي. رأى أن الحياة شقية مهما ظهرت للإنسان سعيدة وفيها هناء جزئي. لذلك باع أمواله واستودع أخته دار للبتولات، ثم غادر العالم. سكن في قبر فارغ. ثم سكن في قلعة مهجورة سكن مع الوحوش ولم يهب حيواناً، بل لم يهب إنساناً. كان مع الله ليل نهار بالصلاة.

علمه الملائكة كيف يوزع أوقاته بين صلاة وعمل، بهذا بدأت الرهبانية –في مصر على الأقل- لأننا لا ننسى أجدادنا السوريين الذين كانوا قد بدؤوا الرهبانية في هذه البلاد المباركة في الكرسي الإنطاكي الرسولي، فإن يوسطينوس في أواخر القرن الثاني الميلادي يذكر البتولات العديدات بل يدافع عن حقوقهن. ويأتي اوسابيوس في القرن الرابع ليذكر ذلك بالتفصيل. أما تاتيانوس الذي عاش في القرن الثالث –أوائل القرن الثالث – فيذكر ذلك مفتخراً بأن هذه الأرض قد أنشأت رهباناً وراهبات.

ولكن التاريخ أحياناً عديدة يظلم الذين لا تظهر أعمالهم إلا عند الله، لذلك نرى أنطونيوس في مصر وقد انتشر خبره في كل مكان، لأنه عاش في مكان اشتهرت فيه العلوم اليونانية وخاصة في الإسكندرية. فعاشر العلماء والفلاسفة. واختبر الحياة التي يختبرها كل إنسان يؤمن في المسيح يوم ذاك، حياة الاضطهاد والتشرد. ولم يخرج من كهفه ولم يكسر عادة نسكه وزهده إلا مرتين: في المرة الأولى عندما ذهب إلى الإسكندرية ليشجع أولئك الذين كانوا يستشهدون في سبيل الاعتراف بالإيمان. والمرة الثانية عندما خرج أيضاً ليثِّبت صحة الإيمان بالمسيح يسوع ابن الله، الإيمان الذي كان قد أعلنه اثناسيوس بطريرك الإسكندرية. وكان انطونيوس محظوظاً لأن اثناسيوس نفسه ذهب إلى منسكه، وعاش معه فترة، وكتب سيرته، وانتقلت هذه السيرة إلى الغرب أيضاً. فاتخذوا هم كذلك كالشرق حياة الرهبانية.

دُعي كوكب البرية لأن العديد التجؤوا إليه، بعد أن فاح عطر سيرته النقي، وبعد أن انتشرت الرهبانية وفكر الرهبانية بين الشباب والفتيات في آن واحد. فأصبح انطونيوس أباً للرهبان بل للرهبانية. وظهرت الرهبانية أيضاً لدينا. بعد أن تبادل الرهبان أماكنهم ما بين سورية ومصر، وظهرت الأديرة في كل مكان وانتشرت وأصبحت مراكز للعلم والعلماء من السريان آبائنا.

فنحن عندما نعيّد لانطونيوس نعيّد أيضاً لآبائنا الرهبان في كل مكان. ونرى في الرهبانية قوة وراء الكنيسة، لأنه بصلوات رهبانها وراهباتها تظهر رحمة الله على الشعب المسيحي في كل مكان وتتقوى الكنيسة لتبقى ثابتة في المسيح. هذه الرهبانية عندما ظهرت، ظهرت وكأنها ضد الكنيسة، ظهرت وكأنها تريد أن تخالف النظام الكنسي، ولكن لا يوجد عقيدة ولا طقس ولا عادة في كنيستنا ما لم يبن ذلك على أساس إنجيلي. فالرهبانية إذن بنيت على أساس نكران الذات. فالعزوبية فضلت لدى الرب يسوع عندما ذكر أولئك الذين يختارون العزوبية لأجل ملكوت الله. بل أيضاً عندما قال للشاب الغني الذي افتخر أمام الرب أنه أكمل الوصايا. «إن أردت أن تكون كاملاً» هذه الآية التي أثرت في أنطونيوس، فصار راهباً وأنكر العالم. «إن أردت أن تكون كاملاً. فبع كل أموالك ووزعها على المساكين على الفقراء. وتعال اتبعني». فأساس الرهبانية إذن إنجيلي. وعندما عرفت الكنيسة وشعرت بأن هذه الطريقة هي طريقة إنجيلية اعترفت بها، بل أيضاً اختار الرهبانية أناس كانوا مملوئين من الروح القدس. بل فاض فيهم الروح، فكرسوا أنفسهم لله، ولله وحده. لذلك مرت الدهور وإذا بالرهبانية وفيها من فيها من أبطال الروح تكون القائد للكنيسة وإذا بقادة الكنيسة وأساقفتها ينتخبون ويؤخذون من الرهبان لأنهم يكرسون أنفسهم كلياً لله تعالى وخدمة كنيسة الله.

كذلك فالكنيسة تطوّب انطونيوس لأنه صار أبا الرهبان. وتطوّب الرائدين من الرهبان في بلادنا السورية كمار أفرام مثلاً وغيره من أولئك الذين جمعوا حولهم آلاف مؤلفة من الرهبان والراهبات لخدمة كنيسة الله. لا للعبادة فقط في بلادنا هذه بل أيضاً للخدمة. فرهباننا وراهباتنا منذ القديم كانوا يهتمون بتربية الشعب المؤمن تربية مسحية صالحة وكانوا يهتمون بنشر البشارة الإنجيلية، وكانوا بنكران الذات وحمل الصليب صليب المسيح. بالسير في طريق الجلجلة يضاهون الشهداء. لأنهم يكونون قد قدموا أجسادهم لله تعالى وكرسوا أرواحهم ليكونوا كالملائكة على اتصال تام بالعزة الربانية.

ونحن نذكر انطونيوس ونذكر رهباننا ونذكر الآباء النساك الذين كانوا في البرية ككواكب منيرة. الذين أناروا الدرب أمامنا بنسكهم، بتضحيتهم، بنكرانهم ذاتهم وبحفظهم التراث وخاصة عندنا نحن السريان. إذ لم يحفظ التراث السرياني إلا الرهبان والراهبات.

إذ نذكرهم نسأل الله أن يؤهلنا لنقتدي بفضائلهم. ونسأل الله أن يجعلنا مرضيين لديه بقوة صلواتهم. نسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعاً لكي نثَّمن حياتهم التي كانت حياة روح أكثر مما هي حياة جسد. ويؤهلنا وإياكم لنكون في عداد أولئك في ملكوت الله. متنعمين بالسماء بعد أن نكون قد رذلنا أموراً دنيوية في سبيل المسيح ربنا. ونعمته تشملكم دائماً أبداً، آمين.


Re: 20 - تذكار مار أنطونيوس الكبير أبو الرهبان-ܕܽܘܟܪܳܢܳܐ ܕܡܳܪܝ ܐܳܢܛܽܘܢܝܽܘܣ ܪܰܒܳܐ

مرسل: الخميس نوفمبر 13, 2025 11:07 am
بواسطة أبو يونان
القديس أنطونيوس الكبير
أبي الرهبان وكوكب البرية 356+

يصادف اليوم 17 كانون الثاني تذكار القديس مار أنطونيوس مؤسس الرهبانية


ولد أنطونيوس في بلدة «قِمَن» (وهي كوم العروس اليوم) في صعيد مصر، حوالي سنة 251م من أسرة مسيحية تقية وتربى في كنف والدين فاضلين أحبهما كثيراً وأطاع أوامرهما، وكان يرافقهما بالذهاب إلى الكنيسة لعبادة اللّـه بالروح والحق.
لم يكن للفتى أنطونيوس رغبة في تحصيل العلوم الدنيوية، فنشأ أمياً أو شبه أمي، ولكنه كان يتلذذ بسماع كلمات الإنجيل المقدس، ويحفظ عن ظهر قلبه حوادثه، وآياته الكريمة.
ولما أكمل العشرين من عمره نال سر العماد المقدس. وبعيد ذلك بمدة قصيرة انتقل والداه إلى الخدور العلوية تاركين له مالاً دثراً، وأختاً وحيدة أصغر منه ألقيت على عاتقه مسؤولية العناية بها.
فكان لها الاخ الشفيق المحب. سمع يوماً كلام الانجيل المقدس:" ان كنت تريد ان تكون كاملاً فاذهب وبع كل شيء لك واعطيه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" ( متى19: 21). فكان لهذه الآية وقعُها العميق في قلبه، فمضى فباع ما يملك، تاركاً لشقيقته نصيبها، ووزَّع ما خصَّه على الكنائس والفقراء. واعتزل الدنيا.

وخرج أنطونيوس بعدئذ هائماً على وجهه في البرية حتى وصل إلى شاطئ النهر فسكن إلى جانب جميزة، وصادف أن شاهد مرة نسوة يستحممن في النهر أمامه، فلامهن قائلاً: أما تخجلن مني وأنا رجل متوحد أعبد اللّـه في هذا المكان!؟ فأجابته إحداهن: على المتعبدين المتوحدين أن يعبدوا اللّـه في البرية الداخلية لا على ضفاف الأنهار، فاعتبر أنطونيوس هذا الكلام رسالة له من اللـه، فترك المكان حالاً وسكن في البرية الداخلية حيث أقام له صومعة قرب وادي العربة.
وأخذ يزور النسّاك، صارفاً أكثر أوقاته بالصلاة والتأمّل ومطالعة الاسفار المقدّسة.
فحسده الشيطان واخذ يجرِّبه. امَّا انطونيوس فكان ينتصر على هذه التجارب بالصوم والصلاة والتأمل. ولم يكن يقتات بسوى الخبز والملح وقليل من الماء.
وبالرغم من انتصاراته على التجارب، لو يكن الشيطان لينفكَّ عن منازلته.
وانفرد في الصحراء ودخل قبراً قديماً اقام فيه اشهراً. وما زال الشيطان يهاجمه بصور حيوانية مرعبة، لكنه كان يقاومها بمعونة الله. وفي هذا العراك الهائل اشرق في ذلك الكهف نورٌ سماوي وظهر الرب يسوع. فصرخ انطونيوس:" اين كنت يا سيدي؟" فاجابه الرب:" كنتُ هنا، يا انطونيوس، اشاهد جهادك". ثم توغل في صميم الصحراء، واستأنف حياة التأمل ومناجاة الخالق مدة عشرين سنة، الى ان عرف الناس بمقرّه فأخذوا يأتونه من كل صوب. وطلب الكثيرون منهم ان يقبلهم في عداد تلاميذه، فاجاب طلبهم ونزل معهم الى ضفاف النيل، حيث انشأ لهم ديورة عديدة.
وكثُر عدد الرهبان جداً وانتشر عبير الفضائل المسيحية في تلك البراري. وكان انطونيوس يزور الاديار ويثبِّت الرهبان في دعوتهم. ومن اقواله المأثورة:" يا بني لا تهمل ذكر الابدية؛ قل لنفسك في كل صباح انك ربما لا تعيش الى المساء، وعند المساء انك ربما لا ترى نور النهار. قاوم التجربة بشجاعة، ان الشيطان ضعيف امام الصوم والصلاة واشارة الصليب".
وفي السنة 311 ثار الاضطهاد بشدة على المسيحيين، فهبَّت نار الغيرة في قلب انطونيوس فسار الى الاسكندرية يشدد عزائم الشهداء ويرافق المسيحيين الى المحاكم ويشجّعهم على الثبات في الايمان. ولما خمدت نار الاضطهاد، عاد الى صومعته يتابع حياته النسكية.
ومنَّ الله عليه بموهبة شفاء الامراض وطرد الشياطين، فتقاطر الناس اليه افواجاً فخاف من روح الكبرياء، فهرب الى برِّية تيبايس العليا. وبعد ان عثر رهبانه عليه زار ادياره وحثَّ الرؤساء والرهبان على مواصلة السير في طريق الكمال، وعاد الى خلوته. ثم زار القديس بولا اول النساك كما ذكرنا في ترجمة هذا القديس.
وفي السنة 325 ازدات هرطقة الاريوسيين تفشياً في الاسكندرية، فدعاه القديس اتناسيوس اليها فلبَّى انطونيوس الدعوة، رغم كبر سنه، فخرجت المدينة لاستقباله. فأخذ يحذرَّهم من الهرطقة الاريوسية، ويبَّين لهم انَّ المسيح اله حق وانسان حق. ثم عاد الى جبله. وكانت له المنزلة الكبرى لدى العظماء والملوك، لا سيما الملك قسطنطين الكبير الذي كتب اليه يطلب صلاته وشفاعته.
وفي المرحلة الاخيرة من حياته، زار اديرة رهبانه محرِّضاً الجميع على الثبات في طريق الكمال. ورقد بسلام في 17ك2 سنة 356 وله من العمر مئة وخمس سنين. من تركته الروحية سبع رسائل شهيرة كان قد وجهها الى بعض اديرة المشرق. وقد نقلت من القبطية الى اليونانية واللاتينية وطبعت مندمجة بين تآليف الاباء.

خاطب القديس أنطونيوس أباه الميت قائلاً:
«أين هي عزيمتك، وأمرك، وسطوتك العظيمة،
وهمتك العالية بجمع المال الكثير!؟ إنني أرى أن
ذلك قد بطل، وقد تركت كل شيء ورحلت . فيا
لهذه الخسارة الفادحة، والحسرة الجسيمة!
فإن كنت أنت يا أبتاه قد تركت هذا العالم مجبراً، أ
ما أنا فسأعتزله طائعاً،
كيلا يخرجوني منه مثلك يا أبي كارهاً .


صلاته معنا. آمين


نهنئة قلبية لكافة الآباء الرهبان بمناسبة عيد شفيعهم القديس مار انطونيوس ولكل من تسمى على اسم هذا القديس العظيم وكل عام وانتم بالف خير.