صفحة 1 من 1

26 - صوم الباعوثة (صوم نينوى) 1 - ܒܳܥܽܘܬ̥ܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ (ܨܰܘܡܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ) ܐ

مرسل: الجمعة يوليو 25, 2025 8:27 pm
بواسطة أبو يونان
صوم الباعوثة (صوم نينوى)
ܒܳܥܽܘܬ̥ܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ (ܨܰܘܡܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ)

ܬܪܝܢ ܒܫܒܐ يوم الأثنين

ܩܪ̈ܝܢܐ ܩܕ̈ܝܫܐ / القراءات المقدسة

ܒܪܝܬܐ تكوين 18 : 20-33
ܨܦܢܝܐ صفنيا 2 : 9-15 ، 3: 1-13
ܐ ܦܛܪܘܣ 1 بطرس 3 : 7-15
ܥܒܪ̈ܝܐ عبرانيين 12 : 3-11
ܡܬܝ متى 12 : 31-41

------------------------------

ܨܠܘܬܐ ܕܫܘܪܝܐ صلاة الابتداء

اهلنا ايها الرب الاله لنهرب من اباطيل هذا العالم ومن فعل الرذائل وساعدنا لنسعى نحوك ونستتر في اكنافك ونلتجيء الى رافتك ونظهر امامك بالتوبة من الخطايا ونرضيك بالاصوام المستمرة والصلوات المتواترة والصدقات السخية. ونجنا من تعسف الابالسة ومن الناس الاشرار الذين يغيضون اسمك القدوس لنسبحك ونمدحك بقداسة الآن وكل اوان وإلى أبد الأبدين آمين .
--------------------
الحساي
ܦܪܘܡܝܘܢ المقدمة

لذلك الطبيب الرحوم الذي ارسلته مراحمه عند المرضى بالخطايا ليشفي امراضهم بادوية حنانه لذلك الطويل الاناة الذي يحتمل المجروحين ويصبر على فاعلي الاثم بعمق معرفته الذي لا يسبر غوره ويقبل جواب التائبين ويمحو صك ديونهم الذي به يليق الحمد والشكران ولأبيه ولروحه القدوس الان وكل اوان والى ابد الابدين آمين.
-----------------------------
ܥܰܡ ܥܶܛܪܳܐ ܕܒܶܣ̈ܡܶܐ مع هذا عطر البخور

ܟܳܗܢܳܐ: ܥܰܠ ܥܶܛܪܳܐ ܕܒܶܣܡ̈ܶܐ ܡܚܰܣܝܳܢܳܐ ܗܳܟܺܝܠ ܘܰܡܕܰܟܝܳܢܳܐ..........
الكاهن : اللهُمَ اِمَنحنا بعطرِ البخورِ هذا ...............

----------------------------

ܣܕܪܐ المتن

ايها الرب الهنا الذي يحب اولائك العائدين والقريب من اولائك الذين يلتجئون الى شفقتك واذ نحن بعيدون عن الاستقامة وعن برارتك اخذنا نفكر فقط بمجرد العودة اليك بالحموة وباشرنا بالتوبة واذ نتنهد ونتوسل الى طول اناتك الهادئة لتدركنا نعمة محبة ناسوتك بخطى سريعة وتقف في الثلمة امام الغضب المخيف الموجه الينا وتبطل القصاص ضدنا. لا ترد وجهك عنا يا رب ولا تبعدنا وتعذبنا طويلا بتهديد غضبك لا تبعدنا من امامك ايها الصالح فنكون اشقياء ومعوزين من مراحمك وحنانك. لا تهملنا يا حنان لاننا نصرخ اليك بتنهد وبقوة لا تطرحنا من امامك يا رب ولا تغضب علينا وتحفظ شرورنا الى الابد. يا ربي نعرف باننا نسينا طريق وصاياك واحتقرنا نواميسك لا ترذلنا لاننا نتوب امامك يا من لم تحتقر نهائيا توبة آحاب الملك ونقضت القصاص الكئيب عن النينويين بفضل التوبة وبدل الهدم المبيد استحصل لهم العودة الخلاصية. اغفر لنا نحن عبيدك واماءك متوسلين امامك برقبة منحنية وحزن التوبة طهرنا وقدسنا وحررنا من كل الفعل الشريري بنعمة ومراحم ومحبة ناسوت الوحيد ابنك يسوع المسيح ربنا الذي معه يليق بك السبح والوقار والولاية /79/ مع روحك الحي والاقدس من الكل والمساوي لك في الجوهر الآن وكل اوان والى ابد الابدين ، امين.

-------

Re: 26 - صوم الباعوثة (صوم نينوى) 1 - ܒܳܥܽܘܬ̥ܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ (ܨܰܘܡܳܐ ܕܢܺܝܢܘܶܐ) ܐ

مرسل: الجمعة نوفمبر 14, 2025 4:03 pm
بواسطة أبو يونان
موعظة المتنيح المثلث الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الاول عيواص 1980-2014

صـــوم نينــــــوى (1) †
أيها الأحبّاء:

يقول النبي يوئيل، مقدِّمين توبةً حقيقية لله. سائلين الرب أن يقبل توبتهم مثلما قبل توبة أهل نينوى وصلواتهم وصدقاتهم ويمتّعهم بحياة التّقوى ومخافة الله.

تعود بنا الذّكرى أحبائي إلى القرن التّاسع قبل الميلاد، حيث كان هناك مدينة مهمّة جدّاً اسمها نينوى عاصمة الإمبراطوريّة الآشوريّة، التي فاقت المدن في عصرها ثقافةً وعمراناً وتقدّماً علميّاً، فإذا كانت الدّول العظيمة في هذه الأيّام تهتمّ بالفضاء فما هذا إلاّ اتّباعاً لخطوات تلك المملكة وتلك المدينة بالذات، نينوى يوم كان علماؤها يدرسون الفَلَك. وإذا كان هناك في عصرنا هذا تمرّغ بالخطايا والذنوب والآثام فما هو أسوء ممّا فعله أهل نينوى في ذلك الزمان. لذلك جاء أمر الرب لإنسان كان يعبد الله. كان يسكن في فلسطين، كان يهوديّاً اسمه يونان ومعنى يونان الكلمة الآرامية السريانية أي حمامة جاء أمر الرب قائلاً له: قم اذهب إلى نينوى ونادي عليها أي ادعوها للتوبة لأن شرورهم قد صعدت أمامي. كان يونان عدواً لتلك المدينة وشعبها. وكان يونان يتمنّى أن تبيد تلك المدينة فكيف يقوم ويذهب إليها ويُنذرها ليتوب شعبها وليعود الرب برحمته على شعبها ولا تبيد. يونان كسائر شعبه اليهوديّ كان متعصِّباً ويبغض سائر الشّعوب وكان يظنّ أن يهوه الله هو لشعبه فقط، والله موجود بينه وخاصّةً في هيكله، لذلك حاول أن يهرب من وجه الله حسب ظنّه، فذهب إلى يافا يقول سفر يونان، وهناك وجد سفينةً ذاهبةً إلى ترشيش الواقعة على ساحل البحر في ضواحي أسبانيا. أخذ السّفينة ومخرت به عباب اليم بهدوء متجهة إلى ترشيش، وإذا بعاصفة شديدة وأمواج عاتية تلاقيها، كادت تحطِّم السّفينة. صلّى النّاس إلى آلهتهم. أمّا يونان فمثّل الخاطئ الذي يموت ضميره وييأس من رحمة الله، فقد نزل إلى قاع السّفينة، هناك نام. ناداه الآخرون ليقوم ويصلّي إلى إلهه وهم لا يعرفون ماذا يعبد ومَنْ يعبد. فنهض وهو يائس وبحسب عادة ذلك الزمان ألقوا القرعة بينهم ليكتشفوا بسبب من منهم يا ترى حصلت هذه الشدة، فوقعت على يونان فانفضح أمره وانكشف سره وأقرّ واعترف أنّ ما يجري هو بسبب خطيّته لأنه تمرّد على أمر إلهه. ألقوني في البحر قال لهم. خافوا من أن يفعلوا ذلك: كيف نلقي رجلاً حيّاً في البحر ونقتله؟ إنّ هؤلاء الذين كانوا يعبدون الأوثان خافوا الله أن يهلكوا نفساً واحدة ويونان الذي كان يعبد الله لم يشأ أن تخلص نفوس أهل نينوى وقد أرسله الله لينذرهم فيتوبوا ويخلصوا، بل تمنّى هلاكهم.

هذه المقارنة بين من يعبد الله في الظّاهر فقط ولكن قلبه مملوء حقداً وبغضاً للبشرية، وبين من كان ناموسه ناموس الضّمير ولم يشأ أن يقتل نفساً واحدة.

لم يكن هناك خيار لركاب السفينة من أن يبقوا يونان في السفينة فالبحر كان هائجاً فألقوا يونان في البحر، فسكنت العاصفة الهوجاء وهدأت أمواج البحر العاتية. أما يونان الذي كان في قلب البحر يدعو الله فقد أرسل إليه الله تعالى حوتاً عظيماً ابتلعه، لكن لم ينل منه أي أذى بقوّة إلهية فائقة الطبيعة. بقي ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ في جوف الحوت، هناك صلّى، عندما كانت العاصفة شديدة والبحر هائجاً، عندما كادت السفينة تتحطم ويغرق كل ركّابها.

في قاع السفينة نام يونان لأنه يئس من رحمة الله، ولكنه في قلب الحوت صلّى إلى إلهه، علم الآن أن الله موجود في كل مكان ليس هو في هيكله اليهوديّ فقط ولا معهم. صلّى فاستجاب الرب صلاته وألقى به الحوت على السّاحل. جاء صوت الله ثانيةً إليه: قم اذهب إلى نينوى وأنذرها ونادي عليها لأن شرورهم قد صعدت أمامي. ذهب ونادى على الناس، توبوا قال لهم، مدينتكم ستهلك وستبيدوا جميعاً بعد أربعين يوماً. ملك البلاد والكبير والصّغير والغني والفقير من سكان المدينة جميعهم تابوا. لبسوا المسوح، رقدوا على الرّماد، بكوا ولم يأكلوا ولم يشربوا. ترحّم الله عليهم وعفا عنهم وقَبِل توبتهم، ولكن يونان تألّم كثيراً وذهب يقول السِّفر إلى شرقي المدينة. هناك صنع له مظلّة ثم أشفق الله عليه فأنبت يقطينة حمتهُ من حرارة الشّمس الحارقة، ثم بعدئذ أرسل دودة فنخرت اليقطينة فيبست وضربته الشّمس، فانزعج وغضب. كان غضباناً لأن الله أشفق على أولئك الناس لأن الله قَبِل توبتهم، وزاد غضبه لأنه قد تألّم جسديّاً أيضاً. ألم أقل لك – يقول للرب – أنّك إله رؤوف رحيم. هذا هو مفتاح سفر يونان كلّه أن الله هو رؤوف ورحيم، الله يقبل توبة التّائبين لذلك كأنّ يونان دافع عن كرامته لأنّ الناس كذّبوه، نينوى لم تسقط. لم يعلم يونان ولم يؤمن أن نينوى قد خلُصَت بتوبة أبنائها، الكبير والصّغير وعلّمت النّاس التّوبة حتّى أن الرب يسوع يقول لأهل جيله: رجال نينوى يقومون في الدِّين ويحكمون على هذا الجّيل لأنهم تابوا بكرازة يونان، وههنا أعظم من يونان، أجل إن الرب يسوع المسيح الإله الذي خلّصنا وأنقذنا ينادينا دائماً: توبوا فقد اقترب منكم ملكوت الله. ألا يحقّ لرجال نينوى أن يحكموا علينا وعلى ذلك الجِّيل إن لم نسمع الذي هو أعظم من يونان، ما لم نُطِع أمره ونتوب ونعود إليه له المجد وهو لا يزال ينادينا قائلاً: توبوا فقد اقترب منكم ملكوت الله. يونان أنهى رسالته ولكن تلك الرّسالة ستبقى إلى الأبد قدوةً وعبرةً للمؤمنين، فقد فرض علينا صوم نينوى عندما أصاب الشّعب مصيبة كبرى، أصيبوا بوباء وبيل في تلك المنطقة، في نينوى. كان ذلك في القرن السادس للميلاد، كان هناك المسيحيون الأتقياء دعاهم رؤساؤهم الروحيّون أن يقتدوا بآبائهم عندما تابوا، وفرضوا عليهم الصوم وأفعال التوبة والعودة إلى الله، فقبل الرب توبتهم وأبعد عنهم الوباء والبلاء.

ولابدّ أن نعلم أن نينوى قد خَرُبَت بعدئذ لأنها رجعت إلى غيِّها وشرورها فأبادها الرب، ولكن أحفادها الذين سكنوا في تلك الأرض عندما آمنوا بالمسيح وأصابتهم التّجارب العديدة دعاهم رؤساؤهم الرّوحيّون ليتوبوا، فصاموا صوم نينوى قبل القرن الرابع، ويذكر لنا القديس مار أفرام في ميامره ومداريشه أموراً عديدة تدعونا لنقتدي بأهل نينوى، ولكن في غضون القرن السادس أصبح صوم نينوى صوماً رسميّاً، وبعد ذلك أي في القرن السابع فرضه القديس ماروثا التكريتي على كنيستنا السريانية الأرثوذكسية، وحدّد أن يصومه المؤمنون فقط ثلاثة أيّام، كان سابقاً أكثر من أسبوع وصامه آباؤنا منذ ذلك التّاريخ وحتّى اليوم هو صوم مُحبَّب على الجميع.

ويونان دُعِي نبيّاً مع أنه لم يتنبّأ، إنما كان رمزاً لموت المسيح وقيامته، المسيح قال عنه: إن ذلك الجّيل الذي يطلب آية لا تُعطى له إلاّ آية يونان النّبي، فكما كان يونان في قلب الحوت ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الإنسان أيضاً في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. يونان كان حيّاً وكان كأنه في قبر، والمسيح الذي دُفِن بعد أن مات بالجسد كان حيّاً بلاهوته لأن لاهوته لم يفارق جسده ولا نفسه لحظة واحدة كما كان يونان حيّاً في جوف الحوت. وقام المسيح في اليوم الثالث وأقامنا معه، وفي اليوم الثالث أيضاً ألقى الحوت يونان حيّاً على السّاحل لينادي بالتوبة لأهل نينوى ولينادي بالتوبة لنا، وليكون عِبرةً لكل من يتمرّد على أمر الله، فمتى يدعونا الله لننادي بالتوبة، وندعو الخطاة ليتوبوا فيخلصوا علينا أن نفعل بالإيمان.

يونان استاء جدّاً لأن أهل نينوى قد تابوا ورجعوا إلى الله، فهو عبرة لنا أيضاً عندما نرى الآخرين قد رجعوا إلى إلهنا مهما كانت علاقتنا سيّئة – لا سمح الله – بالناس نفرح لأنّهم عادوا إلى الله، ألم يقُل الله: أن ملائكة السّماء أيضاً تفرح بخاطئ واحد يتوب. فلنفرح بتوبتنا أوّلاً أحبّائي ولنثبت على حالة النّعمة التي ننالها عندما نتوب إلى الله ونصوم ونصلّي ونتناول القربان المقدس لنثبت في المسيح بعد أن لبينا دعوته إيانا لنتوب وليثبت المسيح فينا.

تقبّل الله توبتنا جميعاً أحبائي، ومنحنا مغفرة الخطايا وأهّلنا أن نكون في حالة النّعمة دائماً لنستحق بعد العمر الطويل أن نرث ملكوت الله مع ربنا يسوع المسيح في السّماء ونعمته تشملكم دائماً أبداً آمين.