صفحة 1 من 1

إشارات داخل الدماغ تمكن من التنبؤ بتطور مرض الزهايمر!

مرسل: الثلاثاء أغسطس 19, 2025 4:48 am
بواسطة إسحق القس افرام
قام باحثون أميركيون بتسجيل إشارات أدمغة 85 شخصا تم تشخيصهم بالضعف الإدراكي البسيط، أثناء الراحة باستخدام تقنية التصوير المغناطيسي للدماغ، وهي طريقة غير جراحية تقيس الذبذبات العصبية. وبدلا من الاعتماد على تحليل البيانات المتوسطة التقليدي، استخدم أفراد الفريق أداة طوّروها خصيصا تُدعى صندوق أدوات الأحداث الطيفية، تتيح لهم عزل النبضات الكهربائية في الدماغ في نطاق بيتا، وهي دفقات قصيرة المدى من النشاط الدماغي تقع ضمن نطاق التردد بين 13 و30 هرتز.
وقد رُبطت هذه النبضات الدماغية النشطة بعمليات الذاكرة والانتباه، إذ يمكن لخصائصها أن تكشف الكثير عن أداء الشبكات العصبية. ووجد الباحثون أن المرضى الذين تطوّر لديهم مرض الزهايمر لاحقا كانت نبضاتهم الدماغية أضعف، وأقل تكرارا، وأقصر من حيث المدة الزمنية. والأهم من ذلك أن هذا النمط غير الطبيعي يظهر بوضوح قبل التشخيص السريري للمرض بحوالي عامين ونصف، مما يجعله مؤشرا حيويا مبكرا للكشف عن الزهايمر.
ويأمل الباحثون أن يُمكّنهم هذا النهج في المستقبل ليس فقط من تشخيص المرض في مراحله المبكرة، بل أيضا من مراقبة فعالية العلاجات. كما يشيرون إلى أن خطوتهم التالية في هذا المجال ستتجه نحو محاكاة آلية عمل هذه الإشارات الدماغية باستخدام نماذج عصبية حاسوبية، والبحث عن علاجات قادرة على تعديل مسار تطور المرض استنادا إلى هذه المؤشرات المبكرة.
ويمكن رصد إشارات مميزة داخل الدماغ للتنبؤ باحتمالية تطور مرض الزهايمر قبل أكثر من عامين على ظهور أعراضه الواضحة، وفق ما كشفته الدراسة المنشورة في مجلة إيماجينغ نوروساينس.
ومرض الزهايمر هو اضطراب دماغي يُدمر الذاكرة ومهارات التفكير تدريجيا مع مرور الوقت، ويؤثر على قدرة الشخص على أداء المهام البسيطة، ويؤدي إلى تدهور إدراكي وجسدي ملحوظ. وهو السبب الأكثر شيوعا للخرف لدى كبار السن. وعادةً ما تتطور الأعراض ببطء وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
المرضى الذين تطور لديهم مرض الزهايمر لاحقا كانت نبضاتهم الدماغية أضعف، وأقل تكرارا، وأقصر من حيث المدة الزمنية
وكما هو الحال مع جميع أنواع الخرف، يُسبب مرض الزهايمر موت خلايا الدماغ. وهو حالة عصبية تنكسية، أي أنه ينطوي على فقدان تدريجي لبنية الخلايا العصبية أو وظيفتها، بما في ذلك موتها.
ويتقلص حجم المخ مع مرور الوقت بسبب فقدان الخلايا العصبية والاتصالات.
ولا يزال السبب الدقيق غير معروف، ولكن يعتقد أن اللويحات والتشابكات في الدماغ، والعوامل الوراثية، والمحفزات البيئية تساهم في ذلك.
ويشير الخبراء إلى أن داء الزهايمر عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.
وتقوم العلاجات الحالية لداء الزهايمر على تحسين الأعراض المتعلِّقة بفقدان الذاكرة والمشكلات التي ترتبط بالتفكير والاستدلال بشكل مؤقت.
وتُعزِّز علاجات داء الزهايمر هذه أداء المواد الكيميائية في الدماغ، التي تحمل المعلومات من خلية إلى أخرى. ومن هذه العلاجات مثبِّطات الكولينستيراز ودواء الميمانتين، غير أن هذه العلاجات لا توقف معدل فقد خلايا الدماغ وموتها، وهي الحالة الكامنة للمرض. وكلما ماتت المزيد من الخلايا، يستمر تفاقُم داء الزهايمر.
ويدرس الخبراء بعناية وتفاؤل إمكانية تطوير علاجات لداء الزهايمر يمكنها وقف تقدّم المرض أو تأخيره. كما يواصل الخبراء سعيهم إلى فهم مدى تأثير المرض على المخ بصورة أوضح. وأدى ذلك إلى بحث العلاجات المحتملة لداء الزهايمر التي قد تؤثر على مسار المرض.
قد تشمل العلاجات المستقبلية لداء الزهايمر مزيجا من الأدوية. وذلك يشبه العلاجات المخصصة للعديد من أنواع السرطان أو فايروس نقص المناعة البشري (الإيدز) التي تشتمل على أكثر من نوع من الأدوية.