جدالات محتدمة حول الأدوية الجديدة لمرض الزهايمر!
مرسل: السبت سبتمبر 27, 2025 4:49 am
باريس - يتمحور الجدل في ما يخص مرض الزهايمر، أكثر أشكال الخرف شيوعا والذي يُصيب عشرات الملايين في العالم، على فاعلية الأدوية الجديدة.
ورغم استمرار الجهود البحثية لمكافحة مرض الزهايمر الذي يصادف الأحد يومه العالمي، خصوصا في مجال التشخيص، لا تزال الأوساط العلمية بعيدة عن إيجاد علاج فاعل للمرض، ولا تزال النقاشات محتدمة بشدة.
وبعد عقود من الأبحاث غير المُثمرة، يُعدّ دواءا كيسونلا (دونانيماب) من شركة إيلاي ليلي وليكيمبي (ليكانماب) من شركتي بايوجين وإيساي، أول الأدوية التي أثبتت تأثيرا واضحا في إبطاء أعراض مرض الزهايمر.
لكن هذه الفوائد التي تُلاحَظ فقط لدى المرضى في بداية المرض، لا تزال متواضعة جدا، بحسب بعض الخبراء، ولا تُحدث فرقا يُذكر. مع ذلك، يُمكن أن يُسبب هذان الدواءان نزفا دماغيا خطرا.
في مختلف أنحاء العالم، اتخذت السلطات الصحية قرارات متباينة بشأن هذين الدواءين. وكانت فرنسا آخر الدول التي أعلنت موقفها، إذ قررت في بداية سبتمبر عدم تغطية تكلفتهما بواسطة الضمان الاجتماعي في الوقت الراهن.
تقدم كبير سجل في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدد المؤشرات البيولوجية لآليات الدماغ المرتبطة بالمرض
في حين تسعى بعض الجمعيات التي تكافح المرض، لاسيما في المملكة المتحدة، للحصول على ترخيص لهذين الدواءين، تتخذ جمعيات أخرى موقفا أكثر تحفظا وتوازنا.
في الربيع، أشارت منظمة فرانس الزهايمر الفرنسية الرائدة في هذا المجال إلى أنّ ليكيمبي يشكل ابتكارا علاجيا، لكن من المهم مراعاة القيود الجوهرية له.
يجري نقاش آخر بين المتخصصين، مع اتساع الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة حول كيفية تشخيص مرض الزهايمر، حيث سُجّل تقدم كبير في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدّد المؤشرات البيولوجية لآليات الدماغ المُرتبطة بالمرض.
ويُمثّل ذلك ثورة مقارنة بالاختبارات الحالية التي تُعدّ متعبة ومُكلفة لعدد كبير من المرضى، مثل البزل القطني.
وقد أجيز أول فحص دم في الولايات المتحدة في مايو، لكن الحال ليس نفسه في أوروبا، في وقت يجري العمل على برنامج واسع النطاق في المملكة المتحدة لتقييم ما إذا كانت هذه الاختبارات تُحدث تغييرا جذريا، وقد أُطلقت حديثا تجربة سريرية.
ويتساءل الخبراء هل ستكون هذه الاختبارات كافية بحدّ ذاتها يوما ما، وتختلف المواقف في هذا الخصوص.
في نهاية عام 2024، غيّرت جمعية الزهايمر، المنظمة المرجعية في الولايات المتحدة، معاييرها لاعتبار المؤشرات الحيوية وحدها كافية للتشخيص. وفي أوروبا، لا يزال المتخصصون يعتقدون أن الفحص السريري الشامل سيظل ضروريا لتأكيد خسارة القدرات المعرفية والوظيفية.
ويقول طبيب الأعصاب الهولندي إيدو ريتشارد الذي يبدي تشكيكا في العلاجات الجديدة، في حديث عبر وكالة فرانس برس، إنّ عددا كبيرا من المرضى يظهرون مؤشرات حيوية غير طبيعية لكنهم لا يُصابون بالخرف مطلقا.
وتتقاطع المسألتان لأنّ مؤيدي ليكيمبي وكيسونلا يعتقدون أن التشخيص المبكر، قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، يمكن أن يُضاعف فاعلية هذه العلاجات.
وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف، وهو عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.
وتشمل المؤشرات المبكرة لداء الزهايمر نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، يؤدي داء الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
في الربيع، أشارت منظمة فرانس الزهايمر الفرنسية الرائدة في هذا المجال إلى أنّ ليكيمبي يشكل ابتكارا علاجيا لكن من المهم مراعاة القيود الجوهرية له
ويُجمع الخبراء على عوامل الخطر المتعددة المرتبطة بمرض الزهايمر وبالخرف بشكل أكثر عموما. وأشار تقرير نشرته مجلة لانسيت عام 2024 إلى أن نحو نصف الحالات تعود إلى أسباب يمكن تحديدها، مثل ضعف السمع، والتدخين، والبدانة.
لكن الخبراء يختلفون بشأن مدى إمكانية ترجمة هذه الملاحظة إلى إجراءات ملموسة وفاعلة.
ويختبر المزيد من الدراسات فاعلية برامج الدعم التي تشجع المرضى على ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. لكن هذه التجارب، بحسب ريتشارد، لم يكن لها تأثير يُذكر على التدهور المعرفي أو ظهور الخرف.
وأجرت أحدث دراسة، نُشرت هذا الصيف في مجلة جاما، قياسا للقدرات المعرفية لمرضى في الولايات المتحدة خضعوا لعامين من الدعم المكثف. تباطأ تدهور وضعهم إلى حد ما، لكن التأثير بقي محدودا.
يعتبر بعض المراقبين أنّ التأثير ليس كبيرا، وهو ما رأته عالمة الأوبئة الفرنسية سيسيليا ساميري في منتصف سبتمبر خلال مؤتمر نظمته مؤسسة فانكر الفرنسية لمرض الزهايمر.
ترى الباحثة أنّ ما تحقق يُعدّ أصلا إنجازا كبيرا، مشيرة إلى أنّ الفاعلية الكبيرة للتدخلات ضد اضطرابات تطورية طويلة الأمد، لا يمكن تقييمها إلا من خلال تجارب سريرية تستمر لعشر إلى خمس عشرة سنة.
ورغم استمرار الجهود البحثية لمكافحة مرض الزهايمر الذي يصادف الأحد يومه العالمي، خصوصا في مجال التشخيص، لا تزال الأوساط العلمية بعيدة عن إيجاد علاج فاعل للمرض، ولا تزال النقاشات محتدمة بشدة.
وبعد عقود من الأبحاث غير المُثمرة، يُعدّ دواءا كيسونلا (دونانيماب) من شركة إيلاي ليلي وليكيمبي (ليكانماب) من شركتي بايوجين وإيساي، أول الأدوية التي أثبتت تأثيرا واضحا في إبطاء أعراض مرض الزهايمر.
لكن هذه الفوائد التي تُلاحَظ فقط لدى المرضى في بداية المرض، لا تزال متواضعة جدا، بحسب بعض الخبراء، ولا تُحدث فرقا يُذكر. مع ذلك، يُمكن أن يُسبب هذان الدواءان نزفا دماغيا خطرا.
في مختلف أنحاء العالم، اتخذت السلطات الصحية قرارات متباينة بشأن هذين الدواءين. وكانت فرنسا آخر الدول التي أعلنت موقفها، إذ قررت في بداية سبتمبر عدم تغطية تكلفتهما بواسطة الضمان الاجتماعي في الوقت الراهن.
تقدم كبير سجل في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدد المؤشرات البيولوجية لآليات الدماغ المرتبطة بالمرض
في حين تسعى بعض الجمعيات التي تكافح المرض، لاسيما في المملكة المتحدة، للحصول على ترخيص لهذين الدواءين، تتخذ جمعيات أخرى موقفا أكثر تحفظا وتوازنا.
في الربيع، أشارت منظمة فرانس الزهايمر الفرنسية الرائدة في هذا المجال إلى أنّ ليكيمبي يشكل ابتكارا علاجيا، لكن من المهم مراعاة القيود الجوهرية له.
يجري نقاش آخر بين المتخصصين، مع اتساع الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة حول كيفية تشخيص مرض الزهايمر، حيث سُجّل تقدم كبير في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدّد المؤشرات البيولوجية لآليات الدماغ المُرتبطة بالمرض.
ويُمثّل ذلك ثورة مقارنة بالاختبارات الحالية التي تُعدّ متعبة ومُكلفة لعدد كبير من المرضى، مثل البزل القطني.
وقد أجيز أول فحص دم في الولايات المتحدة في مايو، لكن الحال ليس نفسه في أوروبا، في وقت يجري العمل على برنامج واسع النطاق في المملكة المتحدة لتقييم ما إذا كانت هذه الاختبارات تُحدث تغييرا جذريا، وقد أُطلقت حديثا تجربة سريرية.
ويتساءل الخبراء هل ستكون هذه الاختبارات كافية بحدّ ذاتها يوما ما، وتختلف المواقف في هذا الخصوص.
في نهاية عام 2024، غيّرت جمعية الزهايمر، المنظمة المرجعية في الولايات المتحدة، معاييرها لاعتبار المؤشرات الحيوية وحدها كافية للتشخيص. وفي أوروبا، لا يزال المتخصصون يعتقدون أن الفحص السريري الشامل سيظل ضروريا لتأكيد خسارة القدرات المعرفية والوظيفية.
ويقول طبيب الأعصاب الهولندي إيدو ريتشارد الذي يبدي تشكيكا في العلاجات الجديدة، في حديث عبر وكالة فرانس برس، إنّ عددا كبيرا من المرضى يظهرون مؤشرات حيوية غير طبيعية لكنهم لا يُصابون بالخرف مطلقا.
وتتقاطع المسألتان لأنّ مؤيدي ليكيمبي وكيسونلا يعتقدون أن التشخيص المبكر، قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، يمكن أن يُضاعف فاعلية هذه العلاجات.
وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف، وهو عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.
وتشمل المؤشرات المبكرة لداء الزهايمر نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، يؤدي داء الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
في الربيع، أشارت منظمة فرانس الزهايمر الفرنسية الرائدة في هذا المجال إلى أنّ ليكيمبي يشكل ابتكارا علاجيا لكن من المهم مراعاة القيود الجوهرية له
ويُجمع الخبراء على عوامل الخطر المتعددة المرتبطة بمرض الزهايمر وبالخرف بشكل أكثر عموما. وأشار تقرير نشرته مجلة لانسيت عام 2024 إلى أن نحو نصف الحالات تعود إلى أسباب يمكن تحديدها، مثل ضعف السمع، والتدخين، والبدانة.
لكن الخبراء يختلفون بشأن مدى إمكانية ترجمة هذه الملاحظة إلى إجراءات ملموسة وفاعلة.
ويختبر المزيد من الدراسات فاعلية برامج الدعم التي تشجع المرضى على ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. لكن هذه التجارب، بحسب ريتشارد، لم يكن لها تأثير يُذكر على التدهور المعرفي أو ظهور الخرف.
وأجرت أحدث دراسة، نُشرت هذا الصيف في مجلة جاما، قياسا للقدرات المعرفية لمرضى في الولايات المتحدة خضعوا لعامين من الدعم المكثف. تباطأ تدهور وضعهم إلى حد ما، لكن التأثير بقي محدودا.
يعتبر بعض المراقبين أنّ التأثير ليس كبيرا، وهو ما رأته عالمة الأوبئة الفرنسية سيسيليا ساميري في منتصف سبتمبر خلال مؤتمر نظمته مؤسسة فانكر الفرنسية لمرض الزهايمر.
ترى الباحثة أنّ ما تحقق يُعدّ أصلا إنجازا كبيرا، مشيرة إلى أنّ الفاعلية الكبيرة للتدخلات ضد اضطرابات تطورية طويلة الأمد، لا يمكن تقييمها إلا من خلال تجارب سريرية تستمر لعشر إلى خمس عشرة سنة.