صفحة 1 من 1

ارتفاع مقلق لمعدلات السمنة في ليبيا!

مرسل: الجمعة أكتوبر 24, 2025 3:30 am
بواسطة إسحق القس افرام
بنغازي - طرابلس ـ يعاني المجتمع الليبي من ارتفاع معدلات السمنة ما جعل البلد يحتل المرتبة 38 عالميا من ضمن 200 دولة في العالم، بسبب نوعية الطعام الذي يتناوله السكان أو من حيث عدم ممارسة الرياضة.
وقالت خبيرة التغذية العلاجية الدكتورة عليا عبد المطلب الزوي إن الدراسات التي أجرتها حول النمط الغذائي الليبي أظهرت اعتمادًا مفرطًا على الأغذية عالية السعرات منخفضة القيمة، مثل المعجنات والخبز، مما ساهم في ارتفاع معدلات السمنة وانتشار الأمراض المزمنة.
وشددت الزوي، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية على أهمية مراجعة العادات الغذائية السائدة في المجتمع الليبي، مبينة أن المشكلة لا تتعلق بكمية الطعام فحسب، بل بنوعيّته ومدى توازنه من حيث القيمة الغذائية.
وجاءت تصريحات الزوي بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، الذي يصادف السادس عشر من أكتوبر من كل عام، ويهدف إلى رفع الوعي بقضايا الأمن الغذائي والتغذية السليمة، وتعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدام..وأضافت أن قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، إلى جانب الاستخدام اليومي للزيوت المكرّرة في الطبخ، يُعد من أبرز العوامل المؤثرة سلبًا على الصحة العامة، حيث تؤدي هذه الزيوت إلى زيادة الالتهابات داخل الجسم وتراجع الأداء الصحي العام.
الاعتماد المفرط على الأغذية عالية السعرات منخفضة القيمة، مثل المعجنات والخبز، ساهم في ارتفاع معدلات السمنة وانتشار الأمراض المزمنة
ودعت الزوي إلى العودة إلى استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، والدهن الحيواني، مع الاعتدال في الكمية، إلى جانب تقليل الاعتماد على السكريات الصناعية والمخبوزات الجاهزة التي تُؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي والطاقة والمزاج.
ويأتي اليوم العالمي للغذاء كتذكير بأهمية الوعي الغذائي كركيزة أساسية للصحة العامة، ودعوة لتبنّي سلوك غذائي متوازن ومستدام، يسهم في تحسين جودة حياة الأفراد وبناء مجتمع أكثر صحة ومرونة في مواجهة التحديات الصحية، وفق الوكالة.
وفي تقرير لمرصد السمنة العالمي أنجز في عام 2022 ، جاءت ليبيا في المرتبة 38 عالميا والتاسعة عربيا بنسبة 25في المئة، إذ جاءت مباشرة بعد دول أغلبها خليجية تشهد ارتفاعا كبيرا في معدلات البدانة الزائدة وأولها الكويت بـ34.28في المئة، ثم قطر بـ33.46في المئة، والسعودية بنسبة 31.73في المئة والأردن بنسبة 29.17في المئة والإمارات بنسبة 28.44في المئة.
وبسبب النظام الغذائي غير الصحي يعاني الكثير من الليبيين من السمنة المفرطة أو المتوسطة الأمر الذي يدفعهم للجوء إما إلى إتباع الحمية الغذائية أو إلى إجراء عمليات شفط الدهون أو تكثيف ممارسة الرياضة.
أكثر من مليار شخص على مستوى العالم يعتبرون الآن مصابين بالسمنة، وهي حالة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة
وكان البنك الدولي قد حذر في العام 2020 من السمنة في ليبيا وتبعاته الصحية والاقتصادية، مؤكدا أن ثلثي النساء بالبلاد مصابات بهذا المرض، وقدم في تقريره الذي حمل عنوان السمنة: التبعات الصحية والاقتصادية للتحدي العالمي الوشيك معطيات رقمية بشأن انتشار السمنة بين النساء في عدد من الدول لتتصدر ليبيا دول المنطقة.
وحسب التقرير، تعاني نسبة 72 في المئة من الليبيات من تلك الظاهرة، تليها الجزائر بـ68.1في المئة، وتونس بـ67.8في المئة، ثم المغرب بـ66في الئمة، وأخيرا موريتانيا حيث تعاني 43.8في المئة من الوزن الزائد.
وصنفت منظمة الصحة العالمية ثلاثة من كل عشرة أطفال في ليبيا، دون سن الخامسة، على أنهم يعانون من زيادة الوزن.
وتصدرت ليبيا قائمة العشرة الأوائل، من حيث الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في عام 2022، وهو ما أرجعته منظمة الصحة العالمية إلى النظام الغذائي غير الصحي.
كما كشفت تقديرات محدثة لمنظمة الصحة العالمية ومجموعة من الباحثين الدوليين أن أكثر من مليار شخص على مستوى العالم يعتبرون الآن مصابين بالسمنة، وهي حالة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة.
وقد انتشرت السمنة إلى درجة أنها أصبحت أكثر شيوعا من النحافة في معظم البلدان، ومن بينها دول عديدة منخفضة ومتوسطة الدخل واجهت صعوبات في السابق مع سوء التغذية.
وقال ماجد عزتي، كبير الباحثين في دراسة نشرت في مجلة “ذا لانسيت” والأستاذ بكلية إمبريال كوليدج لندن إن عددا مذهلا من الأشخاص مصابون بالسمنة.
وتستند هذه النتائج، التي تعتبر من أكثر التقديرات المستقلة موثوقية، إلى بيانات من أكثر من 220 مليون شخص في أكثر من 190 دولة. :manqol: