حفظ التراث الثقافي السرياني في قرية حاح – مديات!
مرسل: الأحد أكتوبر 26, 2025 1:57 pm
				
				 حفظ التراث الثقافي السرياني في قرية حاح – مديات 
وأهمية الاعتراف القانوني وفق القانون الدولي
بقلم: الملفونو دنحو بارموراود-أوزمن
الملخّص
تتناول هذه المقالة قرية حاح (أنطلي) السريانية في مديات – تركيا، التي حصلت مؤخرًا على لقب أفضل قرية سياحية من قِبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة (UN Tourism).
ويستند هذا التقدير إلى العمارة السريانية الفريدة في القرية، ومعالمها الدينية، ولا سيما كنيسة العذراء مريم (يولدة ألّوهو) التاريخية، التي تُعد رمزًا للحضور المسيحي المتواصل في منطقة طور عبدين منذ العصور القديمة.
تُظهر هذه الجائزة أن التراث الثقافي السرياني يشكّل جزءًا جوهريًا من الهوية التاريخية والثقافية لتركيا، كما يشكّل في الوقت نفسه أساسًا للتنمية الاقتصادية والسياحية المعاصرة في المنطقة.
وتُعبّر المقالة عن التقدير الخاص لرئيس بلدية مديات فيسي شاهين، الذي يعكس حضوره وتمثيله خلال حفل التكريم في الصين التزامًا صادقًا بتعزيز التراث المشترك والتنوّع الثقافي في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، تُبرز المقالة أهمية أن يتبع هذا الاعتراف خطوات قانونية ملموسة، إذ إن الحفاظ المستدام على التراث السرياني يتطلّب من تركيا الاعتراف رسميًا بالآشوريين/السريان بوصفهم شعبًا أصليًا أو أقلية وطنية، وفق أحكام القانون الدولي.
فهذا الاعتراف ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو أيضًا مساهمة في التطوّر الديمقراطي لتركيا، وفي سمعتها الدولية ونموها الاقتصادي طويل الأمد.
حاح (أنطلي) – تراثٌ عالمي حيّ
تقع قرية حاح في منطقة طور عبدين التاريخية، وهي من القُرى القليلة المتبقية في جنوب شرق تركيا التي ما زالت تحتضن مجتمعًا سريانيًا محافظًا على تقاليده الدينية والثقافية.
وتعكس عمارة القرية المميّزة – من منازلها الحجرية وأديرتها وكنائسها – حضارةً تمتدّ جذورها إلى أكثر من ألفي عام.
تُعتبر كنيسة العذراء مريم، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، من أقدم الكنائس المسيحية العاملة في العالم، وتمثّل رمزًا للصمود الروحي والقوة الثقافية للشعب الآشوري/السرياني عبر القرون.
إن إدراج حاح ضمن قائمة أفضل القرى السياحية في العالم يؤكد قيمتها الفريدة بوصفها جزءًا من التراث الإنساني المشترك. كما ينبغي النظر إلى هذا الاعتراف على أنه تكريم لمساهمة الشعب الآشوري/السرياني التي لا يمكن إنكارها في التطوّر الثقافي والاقتصادي للمنطقة.
لقد أدّى رئيس البلدية فيسي شاهين دورًا محوريًا في الترويج لتراث مديات على الساحة الدولية. وباعتباره من شعب المحلمي الذي يتقاسم الجذور التاريخية والثقافية ذاتها مع الآشوريين/السريان في طور عبدين، فقد أبدى احترامًا عميقًا للتنوّع الثقافي في المنطقة، ومهّد الطريق لتعاون مستقبلي بين مختلف المكوّنات المحلية.
السياحة: الفرص والتحدّيات
يمكن للسياحة أن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات، وأداةً للتفاهم والسلام والتنمية. إن الاعتراف بقرية حاح يحمل إمكانية إحياء الاقتصاد الريفي، وتوفير فرص العمل، وزيادة الاهتمام الدولي بالسياحة الثقافية في جنوب شرق تركيا.
غير أن ثمة خطرًا يتمثّل في الاستخدام الأداتي للتراث – أي التعامل معه كوسيلة للربح الاقتصادي فحسب، لا كقيمة أصيلة يجب الحفاظ عليها.
وإن غياب ممثلين عن المجتمع الآشوري/السرياني المحلي خلال حفل التكريم في الصين يثير تساؤلات مشروعة حول قضايا المشاركة والتمثيل.
إن الشراكة الحقيقية والمستدامة تتطلّب إشراك حملة التراث الأصليين – أي المجتمع السرياني المحلي – في عمليات صنع القرار، وتمكينهم من الاستفادة العادلة من العوائد الثقافية والاقتصادية التي تولدها السياحة.
فالأمر لا يقتصر على العدالة، بل يتعلّق أيضًا بضمان أصالة واستمرارية التطوّر الثقافي في المنطقة.
لقد اتخذت تركيا بعض الخطوات الإيجابية، مثل إعادة ممتلكات كنسية ودعم مشاريع ترميم الأديرة، غير أن هذه المبادرات ينبغي أن تُستكمل بإجراءات مؤسسية وقانونية تضمن حماية التراث بالتعاون مع حامليه الشرعيين.
الحاجة إلى الاعتراف القانوني الدولي
لحماية التراث السرياني بصورة دائمة، من الضروري أن تعترف تركيا رسميًا بوضع هذا الشعب بوصفه شعبًا أصليًا و/أو أقلية وطنية وفقًا للقانون الدولي.
أولاً: الشعوب الأصلية
بحسب اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP)، تُعرّف الشعوب الأصلية بأنها الجماعات التي تنحدر من شعوب سكنت أراضيها قبل قيام الدول الحديثة، والتي حافظت على مؤسساتها ولغاتها وثقافتها المتميّزة.
تنطبق هذه المعايير بوضوح على المجتمعات الآشورية/السريانية في طور عبدين ومديات، إذ حافظت على لغتها (الطورويو) ومؤسساتها الكنسية وهويتها الجماعية رغم قرونٍ من التحوّلات والتحديات.
وتؤكد المادة (11) من إعلان الأمم المتحدة على حق الشعوب الأصلية في ممارسة تقاليدها الثقافية والحفاظ عليها وإحيائها. إن اعتراف تركيا بهذا الحق سيُضفي شرعيةً على جهود الحفظ المحلية، ويبرهن على التزامها بمبادئ التنوع الثقافي وحقوق الإنسان.
ثانيًا: الأقلية الوطنية
يمكن أن يتم الاعتراف أيضًا – أو بالتوازي – من خلال الاتفاقية الإطارية لمجلس أوروبا بشأن حماية الأقليات القومية، التي تُلزم الدول الأعضاء بحماية لغات الأقليات وثقافاتها وأديانها وضمان مشاركتها الفعالة في الحياة العامة.
إن مثل هذا الاعتراف بالآشوريين/السريان سيكفل حماية قانونية للغتين الطورويو والسريانية، ودعمًا للمؤسسات الثقافية، وتمثيلًا في القرارات المحلية والوطنية المتعلقة بالتراث الثقافي.
ثالثًا: اعترافٌ لمصلحة تركيا
إلى جانب أبعاده الأخلاقية والقانونية، سيُعزز هذا الاعتراف مكانة تركيا الدولية بوصفها دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما سيساهم في تنمية السياحة المستدامة، وتعزيز الحوار الثقافي، وإنعاش الاقتصاد في المناطق التي طالما عانت من نقص الاستثمارات.
ومن خلال الاعتراف الرسمي بالآشوريين/السريان كجزء أصيل من تاريخ الأمة، يمكن لتركيا أن تُقوّي قوتها الناعمة، وتقدّم نفسها نموذجًا إقليميًا للتعايش والاحترام الثقافي في الشرق الأوسط.
الخاتمة
إن الاعتراف بقرية حاح كواحدة من أفضل القرى السياحية في العالم هو تكريم مستحق لمساهمة الشعب السرياني في التراث الإنساني المشترك.
ويُظهر هذا الاعتراف كيف يمكن للتاريخ والإيمان والثقافة أن تُصبح منابع للتنمية الحديثة والازدهار.
غير أن تجسيد هذه الرمزية على أرض الواقع يتطلّب من السلطات التركية والقادة المحليين الانتقال من الرمزية إلى الاعتراف القانوني الفعلي.
فمن خلال الاعتراف الرسمي بالآشوريين/السريان كشعب أصلي أو كأقلية وطنية، وإشراكهم في القرارات المتعلقة بتراثهم، تستطيع تركيا أن تفتح صفحة جديدة من المصالحة والاحترام والمستقبل المشترك.
إن مثل هذه الخطوة لن تُعزّز الوحدة الوطنية فحسب، بل ستجعل من قرية حاح رمزًا حيًّا للتعايش السلمي والتنوّع الثقافي – نموذجًا يُحتذى به في العالم أجمع.
معجم المصطلحات
الشعوب الأصلية:
جماعات تربطها استمرارية تاريخية بالمجتمعات السابقة لتكوين الدول الحديثة، وقد حافظت على مؤسساتها وثقافتها ولغاتها، وتُعرّف نفسها على هذا الأساس.
الأقلية الوطنية:
جماعة من مواطني الدولة يقل عددها عن الأغلبية، ولها ارتباط تاريخي طويل بالدولة، وتسعى للحفاظ على هويتها اللغوية والدينية والثقافية.
اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169:
اتفاقية دولية (1989) تعترف بحقوق الشعوب الأصلية والقبلية في تقرير المصير والمشاركة والحفاظ على ثقافتها (صادرة عن منظمة العمل الدولية).
إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP):
اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007، ويؤكد حق الشعوب الأصلية في الثقافة والهوية واللغة وتقرير المصير.
الاتفاقية الإطارية لمجلس أوروبا لحماية الأقليات القومية:
اعتمدت عام 1995، وتهدف إلى حماية حقوق الأقليات، ومنع التمييز، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
شعب المحلمي (المهلمي):
جماعة سكانية أصلية في منطقة طور عبدين، تربطها روابط لغوية وثقافية وتاريخية بالشعب الآشوري/السرياني.
التميّز الثقافي:
السمات الثقافية واللغوية والدينية الفريدة التي تميّز جماعة معينة عن الأغلبية السكانية.
الاستخدام الأداتي:
توظيف الثقافة أو التقاليد كوسيلة لتحقيق أغراض غير ثقافية – مثل الربح المادي – بدلاً من الحفاظ الأصيل عليها.
			وأهمية الاعتراف القانوني وفق القانون الدولي
بقلم: الملفونو دنحو بارموراود-أوزمن
الملخّص
تتناول هذه المقالة قرية حاح (أنطلي) السريانية في مديات – تركيا، التي حصلت مؤخرًا على لقب أفضل قرية سياحية من قِبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة (UN Tourism).
ويستند هذا التقدير إلى العمارة السريانية الفريدة في القرية، ومعالمها الدينية، ولا سيما كنيسة العذراء مريم (يولدة ألّوهو) التاريخية، التي تُعد رمزًا للحضور المسيحي المتواصل في منطقة طور عبدين منذ العصور القديمة.
تُظهر هذه الجائزة أن التراث الثقافي السرياني يشكّل جزءًا جوهريًا من الهوية التاريخية والثقافية لتركيا، كما يشكّل في الوقت نفسه أساسًا للتنمية الاقتصادية والسياحية المعاصرة في المنطقة.
وتُعبّر المقالة عن التقدير الخاص لرئيس بلدية مديات فيسي شاهين، الذي يعكس حضوره وتمثيله خلال حفل التكريم في الصين التزامًا صادقًا بتعزيز التراث المشترك والتنوّع الثقافي في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، تُبرز المقالة أهمية أن يتبع هذا الاعتراف خطوات قانونية ملموسة، إذ إن الحفاظ المستدام على التراث السرياني يتطلّب من تركيا الاعتراف رسميًا بالآشوريين/السريان بوصفهم شعبًا أصليًا أو أقلية وطنية، وفق أحكام القانون الدولي.
فهذا الاعتراف ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو أيضًا مساهمة في التطوّر الديمقراطي لتركيا، وفي سمعتها الدولية ونموها الاقتصادي طويل الأمد.
حاح (أنطلي) – تراثٌ عالمي حيّ
تقع قرية حاح في منطقة طور عبدين التاريخية، وهي من القُرى القليلة المتبقية في جنوب شرق تركيا التي ما زالت تحتضن مجتمعًا سريانيًا محافظًا على تقاليده الدينية والثقافية.
وتعكس عمارة القرية المميّزة – من منازلها الحجرية وأديرتها وكنائسها – حضارةً تمتدّ جذورها إلى أكثر من ألفي عام.
تُعتبر كنيسة العذراء مريم، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، من أقدم الكنائس المسيحية العاملة في العالم، وتمثّل رمزًا للصمود الروحي والقوة الثقافية للشعب الآشوري/السرياني عبر القرون.
إن إدراج حاح ضمن قائمة أفضل القرى السياحية في العالم يؤكد قيمتها الفريدة بوصفها جزءًا من التراث الإنساني المشترك. كما ينبغي النظر إلى هذا الاعتراف على أنه تكريم لمساهمة الشعب الآشوري/السرياني التي لا يمكن إنكارها في التطوّر الثقافي والاقتصادي للمنطقة.
لقد أدّى رئيس البلدية فيسي شاهين دورًا محوريًا في الترويج لتراث مديات على الساحة الدولية. وباعتباره من شعب المحلمي الذي يتقاسم الجذور التاريخية والثقافية ذاتها مع الآشوريين/السريان في طور عبدين، فقد أبدى احترامًا عميقًا للتنوّع الثقافي في المنطقة، ومهّد الطريق لتعاون مستقبلي بين مختلف المكوّنات المحلية.
السياحة: الفرص والتحدّيات
يمكن للسياحة أن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات، وأداةً للتفاهم والسلام والتنمية. إن الاعتراف بقرية حاح يحمل إمكانية إحياء الاقتصاد الريفي، وتوفير فرص العمل، وزيادة الاهتمام الدولي بالسياحة الثقافية في جنوب شرق تركيا.
غير أن ثمة خطرًا يتمثّل في الاستخدام الأداتي للتراث – أي التعامل معه كوسيلة للربح الاقتصادي فحسب، لا كقيمة أصيلة يجب الحفاظ عليها.
وإن غياب ممثلين عن المجتمع الآشوري/السرياني المحلي خلال حفل التكريم في الصين يثير تساؤلات مشروعة حول قضايا المشاركة والتمثيل.
إن الشراكة الحقيقية والمستدامة تتطلّب إشراك حملة التراث الأصليين – أي المجتمع السرياني المحلي – في عمليات صنع القرار، وتمكينهم من الاستفادة العادلة من العوائد الثقافية والاقتصادية التي تولدها السياحة.
فالأمر لا يقتصر على العدالة، بل يتعلّق أيضًا بضمان أصالة واستمرارية التطوّر الثقافي في المنطقة.
لقد اتخذت تركيا بعض الخطوات الإيجابية، مثل إعادة ممتلكات كنسية ودعم مشاريع ترميم الأديرة، غير أن هذه المبادرات ينبغي أن تُستكمل بإجراءات مؤسسية وقانونية تضمن حماية التراث بالتعاون مع حامليه الشرعيين.
الحاجة إلى الاعتراف القانوني الدولي
لحماية التراث السرياني بصورة دائمة، من الضروري أن تعترف تركيا رسميًا بوضع هذا الشعب بوصفه شعبًا أصليًا و/أو أقلية وطنية وفقًا للقانون الدولي.
أولاً: الشعوب الأصلية
بحسب اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP)، تُعرّف الشعوب الأصلية بأنها الجماعات التي تنحدر من شعوب سكنت أراضيها قبل قيام الدول الحديثة، والتي حافظت على مؤسساتها ولغاتها وثقافتها المتميّزة.
تنطبق هذه المعايير بوضوح على المجتمعات الآشورية/السريانية في طور عبدين ومديات، إذ حافظت على لغتها (الطورويو) ومؤسساتها الكنسية وهويتها الجماعية رغم قرونٍ من التحوّلات والتحديات.
وتؤكد المادة (11) من إعلان الأمم المتحدة على حق الشعوب الأصلية في ممارسة تقاليدها الثقافية والحفاظ عليها وإحيائها. إن اعتراف تركيا بهذا الحق سيُضفي شرعيةً على جهود الحفظ المحلية، ويبرهن على التزامها بمبادئ التنوع الثقافي وحقوق الإنسان.
ثانيًا: الأقلية الوطنية
يمكن أن يتم الاعتراف أيضًا – أو بالتوازي – من خلال الاتفاقية الإطارية لمجلس أوروبا بشأن حماية الأقليات القومية، التي تُلزم الدول الأعضاء بحماية لغات الأقليات وثقافاتها وأديانها وضمان مشاركتها الفعالة في الحياة العامة.
إن مثل هذا الاعتراف بالآشوريين/السريان سيكفل حماية قانونية للغتين الطورويو والسريانية، ودعمًا للمؤسسات الثقافية، وتمثيلًا في القرارات المحلية والوطنية المتعلقة بالتراث الثقافي.
ثالثًا: اعترافٌ لمصلحة تركيا
إلى جانب أبعاده الأخلاقية والقانونية، سيُعزز هذا الاعتراف مكانة تركيا الدولية بوصفها دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما سيساهم في تنمية السياحة المستدامة، وتعزيز الحوار الثقافي، وإنعاش الاقتصاد في المناطق التي طالما عانت من نقص الاستثمارات.
ومن خلال الاعتراف الرسمي بالآشوريين/السريان كجزء أصيل من تاريخ الأمة، يمكن لتركيا أن تُقوّي قوتها الناعمة، وتقدّم نفسها نموذجًا إقليميًا للتعايش والاحترام الثقافي في الشرق الأوسط.
الخاتمة
إن الاعتراف بقرية حاح كواحدة من أفضل القرى السياحية في العالم هو تكريم مستحق لمساهمة الشعب السرياني في التراث الإنساني المشترك.
ويُظهر هذا الاعتراف كيف يمكن للتاريخ والإيمان والثقافة أن تُصبح منابع للتنمية الحديثة والازدهار.
غير أن تجسيد هذه الرمزية على أرض الواقع يتطلّب من السلطات التركية والقادة المحليين الانتقال من الرمزية إلى الاعتراف القانوني الفعلي.
فمن خلال الاعتراف الرسمي بالآشوريين/السريان كشعب أصلي أو كأقلية وطنية، وإشراكهم في القرارات المتعلقة بتراثهم، تستطيع تركيا أن تفتح صفحة جديدة من المصالحة والاحترام والمستقبل المشترك.
إن مثل هذه الخطوة لن تُعزّز الوحدة الوطنية فحسب، بل ستجعل من قرية حاح رمزًا حيًّا للتعايش السلمي والتنوّع الثقافي – نموذجًا يُحتذى به في العالم أجمع.
معجم المصطلحات
الشعوب الأصلية:
جماعات تربطها استمرارية تاريخية بالمجتمعات السابقة لتكوين الدول الحديثة، وقد حافظت على مؤسساتها وثقافتها ولغاتها، وتُعرّف نفسها على هذا الأساس.
الأقلية الوطنية:
جماعة من مواطني الدولة يقل عددها عن الأغلبية، ولها ارتباط تاريخي طويل بالدولة، وتسعى للحفاظ على هويتها اللغوية والدينية والثقافية.
اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169:
اتفاقية دولية (1989) تعترف بحقوق الشعوب الأصلية والقبلية في تقرير المصير والمشاركة والحفاظ على ثقافتها (صادرة عن منظمة العمل الدولية).
إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP):
اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007، ويؤكد حق الشعوب الأصلية في الثقافة والهوية واللغة وتقرير المصير.
الاتفاقية الإطارية لمجلس أوروبا لحماية الأقليات القومية:
اعتمدت عام 1995، وتهدف إلى حماية حقوق الأقليات، ومنع التمييز، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
شعب المحلمي (المهلمي):
جماعة سكانية أصلية في منطقة طور عبدين، تربطها روابط لغوية وثقافية وتاريخية بالشعب الآشوري/السرياني.
التميّز الثقافي:
السمات الثقافية واللغوية والدينية الفريدة التي تميّز جماعة معينة عن الأغلبية السكانية.
الاستخدام الأداتي:
توظيف الثقافة أو التقاليد كوسيلة لتحقيق أغراض غير ثقافية – مثل الربح المادي – بدلاً من الحفاظ الأصيل عليها.