جزائريات كسرن قيود السرطان وبعثن الأمل!
مرسل: الخميس نوفمبر 06, 2025 4:32 am
قسنطينة (الجزائر) - سطرت السيدة ذهبية المنحدرة من إحدى ولايات شرق البلاد، على امتداد 12عاما من الكفاح والعزيمة، قصة إنسانية مؤثرة صنعتها الإرادة والأمل بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد بقسنطينة بعد أن تمكنت من التغلب على داء السرطان الذي هدد حياتها ورافقها كظل ثقيل قبل أن يتحول إلى حكاية انتصار تنبض بالأمل والحياة.
فمنذ سنة 2013، بدأت رحلة ذهبية مع العلاج بعد أن اكتشف الأطباء انتشار المرض في جسدها بشكل واسع وأخبروها بصراحة أن الحالة حرجة وأن فرص النجاة محدودة، لكن تلك الكلمات لم تكن نهاية القصة، بل بداية معركة طويلة خاضتها بشجاعة نادرة.
ووفق وكالة الأنباء الجزائرية، لم تكن رحلاتها المتكررة نحو مدينة قسنطينة سهلة، فقد كانت تقطع مسافات طويلة في كل مرة، لكنها كانت تراها طريقا نحو الأمل.
ورغم عناء السفر ومشقة الطريق وآلام الجسد المنهك، كانت ذهبية تحتفظ بابتسامتها الهادئة وكلماتها المطمئنة لكل من حولها: لن أستسلم ما دمت أتنفس.
التطور العلمي الكبير في طرق العلاج، لا سيما العلاجات الموجهة والمناعية جعل من السرطان مرضا يمكن التعايش معه
كان المرض بالنسبة لذهبية بداية مرحلة جديدة من الإيمان والصبر والإرادة وليس نهاية حياة، حيث كانت ترى في كل جلسة علاج كيميائي فرصة جديدة للنجاة رغم ما يرافقها من آثار جانبية قاسية وأوجاع متكررة.
وتروي ذهبية أن العلاجات التي كانت تتلقاها في السنوات الأولى من إصابتها كانت قوية ومؤلمة، إذ كانت تخلف آثارا جانبية مرهقة للجسد، غير أن التطور العلمي في السنوات الأخيرة جعل من العلاج تجربة مختلفة تماما.
وقالت الطبيبة آمال براهمية وهي أستاذة مساعدة وطبيبة مختصة في علاج السرطان بمصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، إن قوة الإرادة والعامل النفسي الإيجابي يعدان عنصرين حاسمين في نجاح أي علاج، خاصة لدى المرضى في مراحل متقدمة من المرض.
وأضافت، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن أول تواصل بين الطبيب والمريض مهم جدا، حيث أن الحضور النفسي والدعم الإنساني من الفريق الطبي يساهمان بشكل كبير في تحسين الاستجابة للعلاج، بالإضافة إلى الطرق الحديثة التي تدمج الذكاء الاصطناعي في البروتوكول الصحي، فضلا عن طرق الجراحة بالمحافظة وكذا العلاج المناعي والهرموني التي أصبحت معتمدة في الجزائر.
بدورها، أوضحت الطبيبة هدى مقلاتي، أستاذة مساعدة وطبيبة مختصة في علاج السرطان بمصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، أن التطور العلمي الكبير في طرق العلاج، لا سيما العلاجات الموجهة والمناعية جعل من السرطان مرضا يمكن التعايش معه، بل والتغلب عليه في كثير من الحالات، مشيرة إلى أن التجربة الإنسانية للمريضة ذهبية تمثل نموذجا مؤثرا لقدرة الإنسان على الانتصار حين يمتزج العلم بالإيمان.
ولم تكن رحلة ذهبية سهلة، فقد جمعت بين معارك متعددة مع المرض والألم ومع نظرة المجتمع التي كانت قاسية أحيانا، لكنها اليوم تنظر إلى تلك السنوات على أنها درسا في الصبر والعزيمة والإرادة.
بدورها روت نصيرة حكايتها، وهي التي عانت الأمرين، بعد وفاة زوجها المصاب بمرض السرطان، لتكتشف خبر إصابتها هي الأخرى بنفس المرض، بفزع كبير.
وقالت نصيرة: أنا لم أخف من المرض، ولكن خفت على أولادي السبعة من بعدي، لذلك قررت أن أصارع المرض، ولم استسلم لليأس.
وبالفعل استطاعت نصيرة، أن تتغلب على السرطان في نهاية المطاف، وقررت بعد شفائها، دعم فئة المصابين بالسرطان، لتقاسمهم تجربتها.
ولا شك بأن الشفاء من مرض السرطان، يتطلب إرادة وعزيمة كبيرة، ومعنويات عالية، ودعم أسري كبير.
أما زهرة فقد أجلت العلاج الكيماويّ لسرطان الحنجرة أربع سنوات، رغم حرص الأطبّاء والأسرة على إجرائه، وكانت مستغنية عن العلاج بتسخير أوقاتها واهتمامها لأجل ورودها.
وتقطن زهرة في الجهة الغربيّة لمدينة مجّانة، التّي تُعدّ من أخصب الأراضي في الشّرق الجزائري، وهي فتاة تجاوزت محنة سرطان الحنجرة بحبّها ورعايتها للورود والنّباتات العطريّة.
وقالت زهرة إنّ الورود كانت كريمة معي، فمنحتني قوّة وإرادة لمواجهة المرض، الذّي اندهش الأطبّاء لزوال أعراضه، وأنه إذا كان للسّرطان من علاج، فهو إيماننا بالحياة وبقوانا الدّاخليّة.
الجزائر توفر 20 مركزاً متخصصاً لعلاج السرطان، ستة منها استثمارات خاصة، و41 مصلحة و77 وحدة تقدم العلاج الكيميائي
وأضافت أن ما يؤسف له أنّ المصاب به في مجتمعنا ينهار سريعًا بسبب أنّ المحيط يملك طريقة بائسة وخاطئة في مواساته، إذ يذكّره بالموت أكثر ممّا يحثّه على الحياة.
وفي العام 2023، قررت الحكومة الجزائرية تخصيص مبلغ 70 مليار دينار جزائري، أي حوالي نصف مليار دولار، لتمويل مبادرة وطنية لمكافحة السرطان، وتوفير الأدوية الضرورية للمرضى، ورقمنة النظام العلاجي وإطلاق خطة للوقاية والكشف المبكر عن المرض.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد تعهد بضخّ نصف مليار دولار تمويلاً مالياً لصالح الصندوق الوطني لمكافحة السرطان، ضمن مبادرة شاملة تستهدف تطوير التكفل بالمرضى، وإطلاق خطط للوقاية والتشخيص المبكر للمرض ومكافحة عوامل الخطر، وتوسيع مشاركة كل الأطراف في مجال الوقاية ومكافحة السرطان، وتشجيع وتطوير البحث العلمي، وتوجيه الاستثمارات الكهرو-نووية للاستعمال الطبي وترقية الإنتاج الوطني لأدوية السرطان.
وتتضمن المبادرة القضاء على أوجه العجز في توزيع مراكز مكافحة السرطان ،خاصة ما يتعلق بالعلاج بالأشعة وأمراض الدم والأطفال، ووضع نظام رقمي لتحديد الاحتياجات من الدواء وتوزيعها مع تقديم كل التسهيلات اللازمة، ورقمنة سجلات مرضى السرطان وربطها بالسجل الوطني للحالة المدنية، بهدف ضبط أعلى مستويات الدقة،والقضاء بشكل نهائي على ندرة أو نقص الأدوية الموجهة لهذه الفئة.
فمنذ سنة 2013، بدأت رحلة ذهبية مع العلاج بعد أن اكتشف الأطباء انتشار المرض في جسدها بشكل واسع وأخبروها بصراحة أن الحالة حرجة وأن فرص النجاة محدودة، لكن تلك الكلمات لم تكن نهاية القصة، بل بداية معركة طويلة خاضتها بشجاعة نادرة.
ووفق وكالة الأنباء الجزائرية، لم تكن رحلاتها المتكررة نحو مدينة قسنطينة سهلة، فقد كانت تقطع مسافات طويلة في كل مرة، لكنها كانت تراها طريقا نحو الأمل.
ورغم عناء السفر ومشقة الطريق وآلام الجسد المنهك، كانت ذهبية تحتفظ بابتسامتها الهادئة وكلماتها المطمئنة لكل من حولها: لن أستسلم ما دمت أتنفس.
التطور العلمي الكبير في طرق العلاج، لا سيما العلاجات الموجهة والمناعية جعل من السرطان مرضا يمكن التعايش معه
كان المرض بالنسبة لذهبية بداية مرحلة جديدة من الإيمان والصبر والإرادة وليس نهاية حياة، حيث كانت ترى في كل جلسة علاج كيميائي فرصة جديدة للنجاة رغم ما يرافقها من آثار جانبية قاسية وأوجاع متكررة.
وتروي ذهبية أن العلاجات التي كانت تتلقاها في السنوات الأولى من إصابتها كانت قوية ومؤلمة، إذ كانت تخلف آثارا جانبية مرهقة للجسد، غير أن التطور العلمي في السنوات الأخيرة جعل من العلاج تجربة مختلفة تماما.
وقالت الطبيبة آمال براهمية وهي أستاذة مساعدة وطبيبة مختصة في علاج السرطان بمصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، إن قوة الإرادة والعامل النفسي الإيجابي يعدان عنصرين حاسمين في نجاح أي علاج، خاصة لدى المرضى في مراحل متقدمة من المرض.
وأضافت، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن أول تواصل بين الطبيب والمريض مهم جدا، حيث أن الحضور النفسي والدعم الإنساني من الفريق الطبي يساهمان بشكل كبير في تحسين الاستجابة للعلاج، بالإضافة إلى الطرق الحديثة التي تدمج الذكاء الاصطناعي في البروتوكول الصحي، فضلا عن طرق الجراحة بالمحافظة وكذا العلاج المناعي والهرموني التي أصبحت معتمدة في الجزائر.
بدورها، أوضحت الطبيبة هدى مقلاتي، أستاذة مساعدة وطبيبة مختصة في علاج السرطان بمصلحة طب الأورام بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، أن التطور العلمي الكبير في طرق العلاج، لا سيما العلاجات الموجهة والمناعية جعل من السرطان مرضا يمكن التعايش معه، بل والتغلب عليه في كثير من الحالات، مشيرة إلى أن التجربة الإنسانية للمريضة ذهبية تمثل نموذجا مؤثرا لقدرة الإنسان على الانتصار حين يمتزج العلم بالإيمان.
ولم تكن رحلة ذهبية سهلة، فقد جمعت بين معارك متعددة مع المرض والألم ومع نظرة المجتمع التي كانت قاسية أحيانا، لكنها اليوم تنظر إلى تلك السنوات على أنها درسا في الصبر والعزيمة والإرادة.
بدورها روت نصيرة حكايتها، وهي التي عانت الأمرين، بعد وفاة زوجها المصاب بمرض السرطان، لتكتشف خبر إصابتها هي الأخرى بنفس المرض، بفزع كبير.
وقالت نصيرة: أنا لم أخف من المرض، ولكن خفت على أولادي السبعة من بعدي، لذلك قررت أن أصارع المرض، ولم استسلم لليأس.
وبالفعل استطاعت نصيرة، أن تتغلب على السرطان في نهاية المطاف، وقررت بعد شفائها، دعم فئة المصابين بالسرطان، لتقاسمهم تجربتها.
ولا شك بأن الشفاء من مرض السرطان، يتطلب إرادة وعزيمة كبيرة، ومعنويات عالية، ودعم أسري كبير.
أما زهرة فقد أجلت العلاج الكيماويّ لسرطان الحنجرة أربع سنوات، رغم حرص الأطبّاء والأسرة على إجرائه، وكانت مستغنية عن العلاج بتسخير أوقاتها واهتمامها لأجل ورودها.
وتقطن زهرة في الجهة الغربيّة لمدينة مجّانة، التّي تُعدّ من أخصب الأراضي في الشّرق الجزائري، وهي فتاة تجاوزت محنة سرطان الحنجرة بحبّها ورعايتها للورود والنّباتات العطريّة.
وقالت زهرة إنّ الورود كانت كريمة معي، فمنحتني قوّة وإرادة لمواجهة المرض، الذّي اندهش الأطبّاء لزوال أعراضه، وأنه إذا كان للسّرطان من علاج، فهو إيماننا بالحياة وبقوانا الدّاخليّة.
الجزائر توفر 20 مركزاً متخصصاً لعلاج السرطان، ستة منها استثمارات خاصة، و41 مصلحة و77 وحدة تقدم العلاج الكيميائي
وأضافت أن ما يؤسف له أنّ المصاب به في مجتمعنا ينهار سريعًا بسبب أنّ المحيط يملك طريقة بائسة وخاطئة في مواساته، إذ يذكّره بالموت أكثر ممّا يحثّه على الحياة.
وفي العام 2023، قررت الحكومة الجزائرية تخصيص مبلغ 70 مليار دينار جزائري، أي حوالي نصف مليار دولار، لتمويل مبادرة وطنية لمكافحة السرطان، وتوفير الأدوية الضرورية للمرضى، ورقمنة النظام العلاجي وإطلاق خطة للوقاية والكشف المبكر عن المرض.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد تعهد بضخّ نصف مليار دولار تمويلاً مالياً لصالح الصندوق الوطني لمكافحة السرطان، ضمن مبادرة شاملة تستهدف تطوير التكفل بالمرضى، وإطلاق خطط للوقاية والتشخيص المبكر للمرض ومكافحة عوامل الخطر، وتوسيع مشاركة كل الأطراف في مجال الوقاية ومكافحة السرطان، وتشجيع وتطوير البحث العلمي، وتوجيه الاستثمارات الكهرو-نووية للاستعمال الطبي وترقية الإنتاج الوطني لأدوية السرطان.
وتتضمن المبادرة القضاء على أوجه العجز في توزيع مراكز مكافحة السرطان ،خاصة ما يتعلق بالعلاج بالأشعة وأمراض الدم والأطفال، ووضع نظام رقمي لتحديد الاحتياجات من الدواء وتوزيعها مع تقديم كل التسهيلات اللازمة، ورقمنة سجلات مرضى السرطان وربطها بالسجل الوطني للحالة المدنية، بهدف ضبط أعلى مستويات الدقة،والقضاء بشكل نهائي على ندرة أو نقص الأدوية الموجهة لهذه الفئة.