قصة روحية حقيقية: (تواضع بطريرك)…
مرسل: الثلاثاء نوفمبر 18, 2025 4:17 pm
كان راهباً فتيّاً حين جاء إلى هذا الدير، وبعد فترةٍ سيّم شمّاساً ثم كاهناً. ومرَّت السنوات بالصلاة والصوم والطاعة. بعدها، وفي الوقت المناسب الذي اختاره الله نُصِّب مطراناً على عرش تسالونيك.
كان يتجنّب تكريم الناس له، مجاهداً لأجل مجد الله فقط، بعد بضعة سنوات سيِّم بطريركاً على مدينة القسطنطينة واستطاع مساعدة وإرشاد الكثير من النفوس إلى طريق الله.
السنوات مرّت وبدأت قواه تضعف، لذلك قرّر البطريرك نيفن، بعد أن أصبح شيخاً مُسنّاً، أن يعود إلى وطنه وإلى ديره المحبوب، كان يرغب بقضاء ما تبقَّى له من السنوات بسلامٍ وتواضع. لذلك قرّر إخفاء اسمه وشخصيّته عن الناس.
_”أُدعى نيقولا”، قال لبوّاب الدير.
طلب بعدها من رئيس للدير أن يقبله راهباً مبتدئاً. كان نظام الدير يفرض على الراهب الجديد أن يخدم في الحظيرة سنواته الثلاث الأولى، وإلى جانب هذا العمل كان عليه أن يقوم بمراقبة البحر كل مساء خشية اقتراب سفن القراصنة الذين كانوا يسرقون وينهبون الأديار آنذاك.
كان البطريرك نيفن يتمِّم كلّ هذه الخدمات بهمّة وتواضع كبيرين. يعمل بيديه أما ذهنه فكان عند الله دائماً. حاول الشيطان مرات عديدة تذكيريه بحياته السابقة.
في إحدى الليالي ظهر القدّيس يوحنا السابق شفيع الدير لرئيس الدير وخاطبه بصوت صارم:
“حتى متى سيبقى البطريرك المسكوني في الحظيرة؟ حتى متى سيخدم الحيوانات ذاك الذي ساعد آلاف النفوس لتجد طريق الخلاص؟ انهض واجمع رهبانك وأخبرهم ما حدث وردّوا له الإكرام الواجب” .
“لكن من هو هذا، قدّيس الله، البطريرك؟” سأله رئيس الدير متعجّباً.
“إنه نيفن، الذي تدعونه نيقولا، المسؤول عن رعاية الحيوانات، يمتلك هذا الإنسان تواضعاً عظيماً حتى أنّ ملائكة السماء يتعجّبون من تواضعه”.
للحال نهض رئيس الدير مسرعاً وقرع الجرس ليجمع الرهبان للقاء البطريرك الذي كان قادماً من الجبل يجرُّ أتاناً محمَّلاً بالأخشاب، وعندما رآهم فهم فوراً أنّ أمره قد انكشف. حاول الابتعاد هارباً لكن الرهبان ركضوا نحوه بأمر رئيس الدير وباحترام شديد أوقفوه. وسجدوا له جميعهم طالبين منه المغفرة.
عاش البطريرك نيفن الثاني في الدير ثلاث عشرة سنة، ورقد في ١١ آب ١٥١٥ عن عمر يناهز ٩٠
في وقت لاحق شُيّد في مكان اللقاء مزاراً صغيراً ليحفظ ذكرى تواضع القديس نيفن.
إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّه.
كان يتجنّب تكريم الناس له، مجاهداً لأجل مجد الله فقط، بعد بضعة سنوات سيِّم بطريركاً على مدينة القسطنطينة واستطاع مساعدة وإرشاد الكثير من النفوس إلى طريق الله.
السنوات مرّت وبدأت قواه تضعف، لذلك قرّر البطريرك نيفن، بعد أن أصبح شيخاً مُسنّاً، أن يعود إلى وطنه وإلى ديره المحبوب، كان يرغب بقضاء ما تبقَّى له من السنوات بسلامٍ وتواضع. لذلك قرّر إخفاء اسمه وشخصيّته عن الناس.
_”أُدعى نيقولا”، قال لبوّاب الدير.
طلب بعدها من رئيس للدير أن يقبله راهباً مبتدئاً. كان نظام الدير يفرض على الراهب الجديد أن يخدم في الحظيرة سنواته الثلاث الأولى، وإلى جانب هذا العمل كان عليه أن يقوم بمراقبة البحر كل مساء خشية اقتراب سفن القراصنة الذين كانوا يسرقون وينهبون الأديار آنذاك.
كان البطريرك نيفن يتمِّم كلّ هذه الخدمات بهمّة وتواضع كبيرين. يعمل بيديه أما ذهنه فكان عند الله دائماً. حاول الشيطان مرات عديدة تذكيريه بحياته السابقة.
في إحدى الليالي ظهر القدّيس يوحنا السابق شفيع الدير لرئيس الدير وخاطبه بصوت صارم:
“حتى متى سيبقى البطريرك المسكوني في الحظيرة؟ حتى متى سيخدم الحيوانات ذاك الذي ساعد آلاف النفوس لتجد طريق الخلاص؟ انهض واجمع رهبانك وأخبرهم ما حدث وردّوا له الإكرام الواجب” .
“لكن من هو هذا، قدّيس الله، البطريرك؟” سأله رئيس الدير متعجّباً.
“إنه نيفن، الذي تدعونه نيقولا، المسؤول عن رعاية الحيوانات، يمتلك هذا الإنسان تواضعاً عظيماً حتى أنّ ملائكة السماء يتعجّبون من تواضعه”.
للحال نهض رئيس الدير مسرعاً وقرع الجرس ليجمع الرهبان للقاء البطريرك الذي كان قادماً من الجبل يجرُّ أتاناً محمَّلاً بالأخشاب، وعندما رآهم فهم فوراً أنّ أمره قد انكشف. حاول الابتعاد هارباً لكن الرهبان ركضوا نحوه بأمر رئيس الدير وباحترام شديد أوقفوه. وسجدوا له جميعهم طالبين منه المغفرة.
عاش البطريرك نيفن الثاني في الدير ثلاث عشرة سنة، ورقد في ١١ آب ١٥١٥ عن عمر يناهز ٩٠
في وقت لاحق شُيّد في مكان اللقاء مزاراً صغيراً ليحفظ ذكرى تواضع القديس نيفن.
إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّه.