صفحة 1 من 1

تحقيق: حسابات مزيفة تجمع تبرعات لغزة وتروّج للكراهية من خارج السويد!

مرسل: الأحد نوفمبر 30, 2025 12:35 pm
بواسطة إسحق القس افرام
كشفت صحيفة إكسبريسن عن شبكة من الحسابات المزيفة على منصة إكس (تويتر سابقاً) تدّعي أنها سويدية، بينما تُدار فعلياً من دول أخرى، بعضها يروّج لمحتوى سياسي مضلل، والبعض الآخر يجمع تبرعات باسم غزة دون أي صلة فعلية بالمنطقة.
من أبرز الأمثلة حساب Emelia Bernadotte الذي يدّعي أن صاحبته قريبة من العائلة الملكية السويدية، وُلدت عام 2004، واعتنقت الإسلام بعد زيارة للسعودية، وتعمل حالياً كجراحة – رغم أن التعليم الطبي يتطلب أكثر من عشر سنوات بعد المرحلة الثانوية.
الحساب موثّق على منصة إكس وينشر محتوى واسع الانتشار حول غزة والإسلام، ويطلب التبرعات من متابعيه البالغ عددهم نحو 300 ألف شخص. وقد تم جمع أكثر من 50 ألف كرون عبر موقع Gofundme، حيث يعتقد المانحون أن الأموال تذهب إلى فتاة عالقة في غزة.
لكن Emelia Bernadotte ليست شخصية حقيقية. فالتحقيقات كشفت أن الحساب وهمي، يستخدم صورة مسروقة ويهدف إلى جمع التبرعات وتحقيق الأرباح عبر جذب التفاعل والمشاهدات.
حسابات من عدة دول
بفضل أداة جديدة أطلقتها منصة “إكس”، أصبح بالإمكان تتبّع البلد الذي يُدار منه الحساب. وكشف التحقيق أن حساب Emelia Bernadotte متصل من الولايات المتحدة باستخدام شبكة VPN، ما يجعل تحديد الموقع الحقيقي أمراً صعباً. وقد ظهر في منشوراته السابقة محتوى من السعودية والنمسا والسويد.
ومن بين الأمثلة الأخرى، حساب يدّعي أنه تابع لفتاة مسيحية عادية من شمال السويد تُدعى Jonna، لكنه في الحقيقة يُدار من إسرائيل أو آسيا، بحسب أداة تتبّع الموقع. الحساب يروّج لمحتوى نازي ومعادٍ للسامية وينشر نظريات مؤامرة دينية. أما الصورة المستخدمة فهي مسروقة من حساب مؤثرة تشيكية على إنستغرام.
كما كشف التحقيق أن حساباً آخر، يُصنف بين أقوى 200 حساب في السويد وفق مقياس Maktbarometern، يُدار حالياً من روسيا رغم أنه يزعم الانتماء إلى رجل سويدي-ألماني يعيش في البلاد منذ خمسينيات القرن الماضي. الحساب يهاجم السياسيين السويديين وينشر دعايات مؤيدة لروسيا ومعادية للاتحاد الأوروبي.
ووفق التقرير، تعمل حسابات إضافية من الولايات المتحدة وفيتنام على نشر معلومات مضللة عن اللقاحات والهجرة في السويد، وتتبنّى شعارات مثل “لنجعل السويد عظيمة مجدداً.”
استغلال هويات نساء سويديات
في مثال آخر، استُخدمت صورة شهيرة لمؤثرة سويدية من سكان سكونا في حساب وهمي ينشر محتوى عنصرياً وفوقياً، بما في ذلك مقاطع إباحية ذات طابع عنصري. الحساب، الذي يضم أكثر من 22 ألف متابع، يُدار من الهند.
وأكدت المؤثرة الحقيقية للصحيفة أنها ليست وراء الحساب، وانتقدت بشدة منصة إكس بسبب سهولة شراء التوثيق وانتحال الهوية دون رقابة حقيقية. وكتبت “أعتقد أن هذا لن يكون المرة الأولى أو الأخيرة التي يحدث فيها مثل هذا الشيء.
باحثون: السويد هدف رغم صغرها
قال الصحفي الكندي المتخصص في التضليل المعلوماتي كريغ سيلفرمان إن إمكانية الربح المباشر من منصة إكس عبر المحتوى المنتشر جعلت هذه الظاهرة مربحة في بلدان ذات دخول منخفضة، حيث يمكن لحساب واحد أن يدر مئات الدولارات شهرياً.
وأضاف أن السويد، رغم كونها سوقاً صغيرة، تبقى هدفاً مغرياً لأنها دولة غنية ويمكن التأثير فيها بجهد بسيط.
أما الباحثة في معهد أبحاث الدفاع السويدي هانا بوللاك سارنيتسكي، فقالت إن مثل هذه الحملات قد تكون فردية أو مدفوعة من جماعات متطرفة أو جهات أجنبية تسعى لزعزعة الثقة في الديمقراطيات الليبرالية وإثارة الانقسام السياسي.
وأضافت يجب أن نسأل أنفسنا دائماً: من يستفيد من التفاعل مع هذا المحتوى؟ لأننا قد نُستخدم دون أن نعلم كأداة لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية لأطراف مجهولة.