صفحة 1 من 1

بوتشيركا تعزز الأمان في المدارس عبر أنظمة المراقبة بالكاميرات!

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 09, 2025 4:04 pm
بواسطة إسحق القس افرام
تشهد مدارس بلدية بوتشيركا في ستوكهولم توسعاً في استخدام أنظمة المراقبة بالكاميرات ضمن جهود البلدية لتعزيز الأمان.
الخطوة، التي أثارت نقاشًا واسعًا حول التوازن بين الأمان وخصوصية الطلاب، جاءت بعد أن أظهرت إحصاءات أن 6 من أصل 10 مدارس بلدية في المنطقة أصبحت مجهّزة بكاميرات مراقبة.
لافتة في إحدى مدارس بوتشيركا تُبلغ الطلاب والزوار بوجود كاميرات مراقبة ضمن إجراءات الأمان المدرسية – تصوير محمد أسعد/ الكومبس
البلدية: الكاميرات وسيلة وقائية لا رقابية
قال رئيس لجنة التعليم في بلدية بوتشيركا، ويلي فييتالا، إن الهدف من استخدام الكاميرات هو خلق بيئة مدرسية أكثر أمانًا للطلاب والعاملين. وأوضح فييتالا أن البلدية لا تنظر إلى الكاميرات كوسيلة رقابية، بل كأداة وقائية تساعد في التحقيق عند وقوع حوادث، وتردع السلوكيات غير المرغوبة داخل المدارس. وأضاف أن جميع المدارس التي جُهّزت بالكاميرات تلتزم بالقوانين الجديدة التي تسهّل عملية التركيب، بشرط احترام قواعد الخصوصية وعدم استخدام التسجيلات إلا في حال وقوع حادث أو بلاغ رسمي.
فيلي فييتالا – رئيس لجنة التعليم في بلدية بوتشيركا- الكومبس.
الأمان مسؤولية مشتركة
من داخل احدى المدارس، يوضح بوري، وهو مربٍ إجتماعي، أن الكاميرات ليست سوى جزء صغير من منظومة الأمان اليومية. وقال: سلامة الأطفال تأتي أولًا. نحن نعمل على أن يتعلم الطلاب الاستماع إلى بعضهم البعض، وأن يشعر الجميع بالاندماج والانتماء. التنمّر ممنوع، وعلى كل طفل أن يشعر أنه جزء من المجموعة. وأشار بوري إلى أن الكاميرات تساعد الكادر التربوي على مراقبة المناطق التي لا يمكن التواجد فيها دائمًا بشكل مباشر، مضيفًا: الكاميرات تمنح الكادر التربوي إمكانية مراقبة المساحات التي لا يمكن ملاحظتها ميدانيًا باستمرار.
كما دعا البلدية إلى الاستثمار أكثر في تقنيات المراقبة، مؤكدًا أن وجودها يعزز شعور الأمان لدى الموظفين والطلاب معًا.
مدرسة في بوتشيركا مزودة بكاميرات مراقبة خارجية لمتابعة الأنشطة في محيطها وتعزيز السلامة – تصوير محمد أسعد
الكاميرات تمنحنا شعورًا بالأمان
يقول أحمد طالب في احدى مدارس بوتشيركا إن الكاميرات تمنحه إحساسًا بالطمأنينة. ويضيف: إذا حدثت مشكلة، فمن الجيد أن تكون هناك كاميرات لتوضيح ما جرى بسهولة. زملائي أيضًا يرون أن وجود الكاميرات أمر جيد لأنها تحمي الطلاب من الإساءات. لكنه يوضح في الوقت نفسه أن الأمان الحقيقي يأتي من وجود المعلّمين. فالتواصل الإنساني هو ما يجعلنا نشعر بالثقة في المدرسة.
ويقترح الطالب أن يتم تعزيز الرقابة على مداخل المدارس عبر التحقق من هويات الداخلين، حتى لا يتمكن أشخاص من خارج المدرسة من الدخول.
الطالب أحمد يتحدث عن شعوره تجاه إجراءات الأمان في المدرسة، من بينها استخدام الكاميرات – تصوير محمد أسعد.
دعم واسع وثقة بالمدارس
من جانبها، تقول نادين، وهي عضو في لجنة أولياء الأمور بإحدى مدارس بوتشيركا، إن النقاش في الاجتماع الأخير للجنة ركّز على أهمية الكاميرات ودورها في التعامل مع المواقف الطارئة. وأضافت: “جرى التأكيد على أن الكاميرات لا تُستخدم إلا عند وقوع حادث أو وجود بلاغ. على سبيل المثال، في إحدى الحالات خَبّأ أحد الطلاب سجائر إلكترونية في السقف، وتمكّنت الإدارة من تحديد الشخص المسؤول بفضل التسجيلات”. وأكدت نادين أن أولياء الأمور لم يعارضوا استخدام الكاميرات، بل “أبدوا تقديرهم للمدرسة على تطبيق هذه الإجراءات التي تعزز الانضباط والأمان”. وأضافت: “نحن لا نرى في الكاميرات وسيلة لمراقبة الأطفال، بل وسيلة لحمايتهم. الأهم هو أن تتعامل المدرسة مع التسجيلات بمسؤولية”.
وتختم بالقول: “الأمان لا يُبنى بالكاميرات فقط، بل بوجود معلمين حاضرين، وبقواعد واضحة، وبثقة متبادلة بين المدرسة والأهل. فالأمان يُصنع معا”.