أعذر من أنذر بقلم بنت السريان
مرسل: الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 6:11 pm
أعذر من أنذر

بقلم بنت السريان
هناك في ضاحية بعيدة عن مركز المدينة وضوضائه وتزاحم الأضواء,يسود الهدوء وراحة البال .
فالطبيعة ساحرة بجمالها الفتان ,وقدلبست الأرض حلَّتها الخضراء ,ونسيم الصباح الهاديء,يتغلغل في أعماق النفس البشرية,فينعشها لتشعر بسعادة تبعث على النشاط والعمل .
هناك تنعم بمعطيات الطبيعة ,تتراقص أوراق الشجرلتطربك بحفيفها,والطيور تسبح في الجوَمنشرحة بغنائها ,وعلى مقربة تنتشر النواعيرعلى حافة النهر تسقي المزارع القريبة
وخرير مياه النهر ينشد لحن الحياة.
أما بيوت أهل الضاحية رغم بساطتها,صحيَّة مزودة بالأضوية الكهربائية ,تبدو متراصفة ,تجاورها أشجارالزيتون من الجهة القريبة للنهر,ومن الجهة الأخرى محاذية لتلال متفرقة ,تعطي للقرية جمالها الساحر.
والأهالي منشغلين في ممارسة نشاطاتهم وألعابهم,تجمعهم المحبة وحسن المعاملة, فمعظم معيشتهم على ما تنتجه القرية من المحاصيل الزراعية,.
الغذاء صحي والحليب طازج ,الكل يملك أغناماًومواشي
يرعاها ويعيش على منتجاتها .
في القرية تتواجد مدرسة,تهتمّ بتثقيف الأفراد ومواصلة دراستهم ,مزودة بطرق مواصلات تربطها بالمدينة وتفي حاجاتها.
هناك تمنّيتُ أن أقضي حياتي,بصحبة أفراد عائلتي,كي ننعم بحياة هادئة,نتسامر ليلا تحت أضواء القمر
وتلألؤ النجوم, بصحبة العوائل الأخرى,نتجاذب أطراف الحديث,والقصص الغريبة , يقصها علينا كبار السن, نتابع التطورات الأخيرة,التي تبثها لنا أجهزة التلفاز والقنوات ونبقى على اتصال بأحداث العالم. بعيدين عمّا يعكِّر صفو حياتنا.
هناك وفي إحدى الأمسيات ,سرح بصري بعيدا إلى ما وراء الطبيعة , و نفسي تتأمل بهذا الكون العجيب , ذهبت بي إلى جنّة عدن والسعادة التي كان يتمتع بها آدم وامرأته حوّاء
أجمل وأعذب وأروع جنّةٍ أعدّها الرب , قدرته تفوق كلّ قدرةٍ, يدالله الخالق,الذي أعدَّ روائع لوحاته.
أعدّ كل جميل وطيَّبٍ قائلاُ: أثمروا واكثروا واملأوا الارض.(تكوين :1 عدد28 )
لقد أعدّ لهما ما يعدّه الأب لأبنائه,أعدَّ لهما جنّة الفردوس, وأوصى آدم قائلاً:
من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً, وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت.
تكوين( 2: -17 )
لكن ماذا حصل؟؟؟أدم وحواء اتبعا مشورة حاسدٍ أوقعهما في شرِّ البلية, وقلب سعادتهما إلى,,
ملعونة هذه الارض بسببك يا آدم ,وبالأوجاع تحبلين وتلدين حوّاء,وللحيّة (أبليس) أضع عداوة بينك وبين نسل المرأة أنت تلدغين عقبه وهو يسحق رأسك.
ترى أيّ مؤامرة حيكت لك يا آدم ,قوَّضت عرش مجدك بسبب عصيانك لربّك!!!
ندمت ولا ساعة مندم
وبكيت بكاءً مراً والبكاء لا يمحو عقاب معصيةٍ.
ووراء شجرة اختبأت وحوّاء إمرأتك
وراء شجرة يا آدم ؟؟؟؟؟
ما الذي فعلته !!!!!
أتعصي من خلقك وأعدّلك هذا النعيم؟؟؟؟!!!!
ومع هذا لم يدع عورتيكما مكشوفة,أعدَّ الله لكما ستراً أقمصة من جلد., وهنا أعطاكما درساً آخر
وعقاباً لكما طردكما من جنته.
رجعتَ وإمرأتك إلى الأرض التي أخذت منها حزينا ,وعينك تنظر إلى فوق حيث المكان الذي خسرته متحسّرا ,بمرارة وألم.,والموت ينتظركما
يوم تأكلان منها موتاً تموتا..
من ثمّ محبة الله لكما لم تترككما وحدكما,أرسل ابنه الحيد يسوع خاض التجربة لأجل خلاصكما مرفوعا على الصليب
وبذلك أعطى لكما أعظم درس في المحبة...هل نحن نضحّي لأجل من أخطأ إلينا ؟؟؟؟
أم نعد العدة للأنتقام والإيقاع به؟؟؟؟؟
فهل حفظت الدرس هذا ياآدم؟؟؟؟؟.
حبّ الرب لك إحتوى أجر خطيئتك, وتحمل القصاص عنك, ذاق الموت بدلا منك, دفع الصك المكتوب عليك ,وأعادك إلى أمجاده الأبدّية ,وفوق الجلجثة لأجل خلاصك ,وخلاص ذرّيتك, سُمّر على الصليب.
رسم لك الطريق,وطلب منك أن تبدأ الخطوة الاولى وهو يكمل معك المسير , لن يتركك وحدك
قال : ها أنا معكم طول الأيام وحتى أنقضاء الدهر.
فهل ياترى فعلت
إن لم تفعل فما زال هناك وقت يا ابن آدم والكتاب المقدّس يحذّرنا
أن لا نهمل فداء وحباً, هذا مقداره؟
لإنّه آتٍ , وهو على الأبواب يطرق,يريدنا أن نفتح له أبواب قلوبنا
ليسكن معنا , ويرشدنا,
طالما هناك مَن لم يُتعب نفسه ليقرأ ما قاله لنا في كتابه المقدّس , ليقع على ما أوصانا به,
ذاك الكتاب الذي وضعه البعض منّا على رف التهميل,
أو لربما لم يكن قد إقتنى نسخة منه للعلم والمعرفة والبركة
علينا أن نعلم
إن هذا الكتاب فيه حياتنا
قال له المجد فتّشوا الكتب
ترى بأي نوع من الكتب نحن نبحث الآن
لاأحب أن أطيل الكلام سأترك كلٌّ لفحص ذاته
فإنَّ يوم الحساب والعقاب لقريب,
الكتاب يحذّرنا وينذرنا
وقد أعذر من أنذر

بقلم بنت السريان
هناك في ضاحية بعيدة عن مركز المدينة وضوضائه وتزاحم الأضواء,يسود الهدوء وراحة البال .
فالطبيعة ساحرة بجمالها الفتان ,وقدلبست الأرض حلَّتها الخضراء ,ونسيم الصباح الهاديء,يتغلغل في أعماق النفس البشرية,فينعشها لتشعر بسعادة تبعث على النشاط والعمل .
هناك تنعم بمعطيات الطبيعة ,تتراقص أوراق الشجرلتطربك بحفيفها,والطيور تسبح في الجوَمنشرحة بغنائها ,وعلى مقربة تنتشر النواعيرعلى حافة النهر تسقي المزارع القريبة
وخرير مياه النهر ينشد لحن الحياة.
أما بيوت أهل الضاحية رغم بساطتها,صحيَّة مزودة بالأضوية الكهربائية ,تبدو متراصفة ,تجاورها أشجارالزيتون من الجهة القريبة للنهر,ومن الجهة الأخرى محاذية لتلال متفرقة ,تعطي للقرية جمالها الساحر.
والأهالي منشغلين في ممارسة نشاطاتهم وألعابهم,تجمعهم المحبة وحسن المعاملة, فمعظم معيشتهم على ما تنتجه القرية من المحاصيل الزراعية,.
الغذاء صحي والحليب طازج ,الكل يملك أغناماًومواشي
يرعاها ويعيش على منتجاتها .
في القرية تتواجد مدرسة,تهتمّ بتثقيف الأفراد ومواصلة دراستهم ,مزودة بطرق مواصلات تربطها بالمدينة وتفي حاجاتها.
هناك تمنّيتُ أن أقضي حياتي,بصحبة أفراد عائلتي,كي ننعم بحياة هادئة,نتسامر ليلا تحت أضواء القمر
وتلألؤ النجوم, بصحبة العوائل الأخرى,نتجاذب أطراف الحديث,والقصص الغريبة , يقصها علينا كبار السن, نتابع التطورات الأخيرة,التي تبثها لنا أجهزة التلفاز والقنوات ونبقى على اتصال بأحداث العالم. بعيدين عمّا يعكِّر صفو حياتنا.
هناك وفي إحدى الأمسيات ,سرح بصري بعيدا إلى ما وراء الطبيعة , و نفسي تتأمل بهذا الكون العجيب , ذهبت بي إلى جنّة عدن والسعادة التي كان يتمتع بها آدم وامرأته حوّاء
أجمل وأعذب وأروع جنّةٍ أعدّها الرب , قدرته تفوق كلّ قدرةٍ, يدالله الخالق,الذي أعدَّ روائع لوحاته.
أعدّ كل جميل وطيَّبٍ قائلاُ: أثمروا واكثروا واملأوا الارض.(تكوين :1 عدد28 )
لقد أعدّ لهما ما يعدّه الأب لأبنائه,أعدَّ لهما جنّة الفردوس, وأوصى آدم قائلاً:
من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً, وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت.
تكوين( 2: -17 )
لكن ماذا حصل؟؟؟أدم وحواء اتبعا مشورة حاسدٍ أوقعهما في شرِّ البلية, وقلب سعادتهما إلى,,
ملعونة هذه الارض بسببك يا آدم ,وبالأوجاع تحبلين وتلدين حوّاء,وللحيّة (أبليس) أضع عداوة بينك وبين نسل المرأة أنت تلدغين عقبه وهو يسحق رأسك.
ترى أيّ مؤامرة حيكت لك يا آدم ,قوَّضت عرش مجدك بسبب عصيانك لربّك!!!
ندمت ولا ساعة مندم
وبكيت بكاءً مراً والبكاء لا يمحو عقاب معصيةٍ.
ووراء شجرة اختبأت وحوّاء إمرأتك
وراء شجرة يا آدم ؟؟؟؟؟
ما الذي فعلته !!!!!
أتعصي من خلقك وأعدّلك هذا النعيم؟؟؟؟!!!!
ومع هذا لم يدع عورتيكما مكشوفة,أعدَّ الله لكما ستراً أقمصة من جلد., وهنا أعطاكما درساً آخر
وعقاباً لكما طردكما من جنته.
رجعتَ وإمرأتك إلى الأرض التي أخذت منها حزينا ,وعينك تنظر إلى فوق حيث المكان الذي خسرته متحسّرا ,بمرارة وألم.,والموت ينتظركما
يوم تأكلان منها موتاً تموتا..
من ثمّ محبة الله لكما لم تترككما وحدكما,أرسل ابنه الحيد يسوع خاض التجربة لأجل خلاصكما مرفوعا على الصليب
وبذلك أعطى لكما أعظم درس في المحبة...هل نحن نضحّي لأجل من أخطأ إلينا ؟؟؟؟
أم نعد العدة للأنتقام والإيقاع به؟؟؟؟؟
فهل حفظت الدرس هذا ياآدم؟؟؟؟؟.
حبّ الرب لك إحتوى أجر خطيئتك, وتحمل القصاص عنك, ذاق الموت بدلا منك, دفع الصك المكتوب عليك ,وأعادك إلى أمجاده الأبدّية ,وفوق الجلجثة لأجل خلاصك ,وخلاص ذرّيتك, سُمّر على الصليب.
رسم لك الطريق,وطلب منك أن تبدأ الخطوة الاولى وهو يكمل معك المسير , لن يتركك وحدك
قال : ها أنا معكم طول الأيام وحتى أنقضاء الدهر.
فهل ياترى فعلت
إن لم تفعل فما زال هناك وقت يا ابن آدم والكتاب المقدّس يحذّرنا
أن لا نهمل فداء وحباً, هذا مقداره؟
لإنّه آتٍ , وهو على الأبواب يطرق,يريدنا أن نفتح له أبواب قلوبنا
ليسكن معنا , ويرشدنا,
طالما هناك مَن لم يُتعب نفسه ليقرأ ما قاله لنا في كتابه المقدّس , ليقع على ما أوصانا به,
ذاك الكتاب الذي وضعه البعض منّا على رف التهميل,
أو لربما لم يكن قد إقتنى نسخة منه للعلم والمعرفة والبركة
علينا أن نعلم
إن هذا الكتاب فيه حياتنا
قال له المجد فتّشوا الكتب
ترى بأي نوع من الكتب نحن نبحث الآن
لاأحب أن أطيل الكلام سأترك كلٌّ لفحص ذاته
فإنَّ يوم الحساب والعقاب لقريب,
الكتاب يحذّرنا وينذرنا
وقد أعذر من أنذر