صفحة 1 من 1

حوار الدّموع في الخيام ..؟؟ وديع القس

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 10:38 am
بواسطة وديع القس

حوار الدموع في الخيام ..؟؟ وديع القس

نظرتْ إليه بحسرةٍ
وحبٍّ وحنان وهيام ..
تتردّدُ حيناً
ثمّ تتقوّى وتتشجّع
وتقتربُ إليه أكثر
لتقول له :
يا ولدي .. الضّائع
بين الغربةِ الصفراء
وأعمدة الخيام ..
ألم تفكّر يا ولدي
في تكميل دراستك
الإعداديّة ..؟
فيكفينا قسوة الزمن
ومرارة الغربة والتشرّد
وكوابيس الأحلام ..
فنظر إلى أمّه
بعينين دامعتين
وحسرات متقطّعة عميقة
يتجرّعها صامتا ً دون
ردٍّ أوكلام ..
وكرّرت عليه السؤال
ثانيةً
بكلّ لطفٍ وحنان
ووئام ..
فردّ عليها
وتسبقة حشرجات الصوت
المبحوح ِ بين الأنين
والحزن و الآلالم ..
قائلاً :
ما نفعُ دراستي
وشهادتي ..؟
وما مصير حياتي
ومستقبلي ..؟
سامحيني يا أمّي
وإن تماديت قليلا
وقلّلتُ الإحترام ..
أمّاه :
لا يهمّني حذائي الممزّق
ولا تهمّني ثيابي الرثّة
البالية
ولا الحرَ
ولا القرَ
ولا قلّة النوم
ولاندرة الطّعام ..
لا تهمّني غربتي الرمداء
ولا شكل الغرباء
ولا همس الغرباء
ولا العيش في
في ذلِّ الخيام ..
ولا العتمة
ولا الأصوات
ولا قلّة المنام ..
**
دعيني في جهلي ..
دعيني في جهلي كيلا
أفرقّ مابين موتي
وقتلي ..
دعيني في غبائي
كيلا أميّز مابين
ظالم ٍ ومعتدل ِ..
دعيني في عتمتي
كيلا أرى الفارق مزهوّا ً
بين
الغصب و الغزل ِ..
دعيني في وجعي
دعيني في ألمي
كيلا أفرّق ما بين
طعم الحلاوة
ومرارة الحنظل ِ..
دعيني بلا إحساس
كيلا أميّز في النّاس
مجرمها من أمثل ِ ..
دعيني ضريراً
كيلا أميّز ما بين
الذئبِ والحمل ..
دعيني أصمّاً
كيلا أفسّر
صوت البوم
من طائر ِالحجل ..
دعيني نائما ً ولا توقظيني
كيلا أفرّقَ بين
لسعة الشوك المدمّي
وحصد السنبل ..
دعيني في غرقي
دعيني في خيمتي
دعيني في غربتي
انا غريقٌ
وغريبٌ
ومنذ ولادتي
أنا في خيمتي وبيتي
ووطني
غريبا ً مُرحّل ِ..!
أمّي : سأجيب
قبل ان تسألي..كيف ولماذا ..؟
أتذكرينَ يا أمّي ..؟
وعندما كنت ُ طفلا رضيعا
أحتلّ أجدادي وأسلافي
بلاد أسبانيا ثمانمائة عام
ورجعنا متوّجين
بكتابة أسم قائدنا
( طارقاً ) ملمّعا
في زوايا الجبل ..
أتذكرين نكبتنا مع صهيون ..؟
أتذكرين خيانتنا ونكستنا
في حزيران ..؟
أتذكرين حربنا
المزيّفة في تشرين
بلعبة ِ الكذب
والهزل ..؟
أتذكرين حرب لبنان
وتقسيمها إلى
دويلاتٍ لا بل
وحارات
وبارات
وعصابات
من الرّعب والوجل ..؟
أتذكرين تلّ الزعتر
وراجمات الصواريخ
كوابل من
المطر الهاطل .. ؟
أتذكرين مساعدتنا
لأمريكا المسكينة
وحلف الناتو البار
في حرب
العراق
واستقبال جنودها الحمام
ومسح أحذيتهم
وبالأحضان والقبل ..؟
أ تعلمين لماذا وكيف
تحوّلَ شرقنا
من تحفةِ الكون
إلى ركام
المزبل ..؟
أتعلمين كيف ولماذا
تحوّلت أوطاننا إلى
نعاق البوم
بعد أن كانت طريق
الحمام الزاجل ..؟
ماذا أقول ُ لأقول ..؟
وتريدين منّي بعد هذا
وغيره
أن أخون عروبتي
وأوطاني
وأنقض عهدي
مع الجهل ..؟؟!!
**
دعيني يا أمّي في جهلي ..
دون دراسة
وعلم
فكلّ عروبتي
ومن المحيط إلى الخليج
اجتمعت منذ آلاف السّنين
وفي الإجتماع الأوّل ِ..
أجمعتْ
وأقسمتْ
وقرّرتْ
ونطقتْ
باللّات والعزّة
دون خوف ولاحسَ
ولاخجل ..
نحنُ العرب أمّة
لاتقبلُ النّقاش والجّدل ..
ليس للعاقلِ بيننا
مستقبل
أو أمل ....؟؟
ولازالت ربع
خيانتنا
لم تُكمل ..؟؟؟!!!
والسّلامُ عليكم ورحمة الله
وبركاته
على أمّة العربان
وأصلها الجاهل
المُفضَّل ..؟؟؟؟

وديع القس
ـ 26 . 11 . 2013[/size]

Re: حوار الدّموع في الخيام ..؟؟ وديع القس

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 1:08 pm
بواسطة بنت السريان
لمن تقرع الطبول يا أخي وديع ولمن تدق الأجراس ؟؟؟؟؟؟
إسأل كم يهوذا مبعوث بيننا وكم عدد الطابور الخامس الذي يشلُّ حركتنا؟؟؟؟؟؟
أتذكر !!!!! منذ زمن بعيد هذه هي حالنا
بدأت على الخدود تلطم الرجال لما حلَّ بنا
ذاك بالمئذنة يصيح هؤلاء كفرة
ونحن نجاهر نطعم عدوّنا
صميم الواقع بيّنت لنا
ببلاغة الأدب وحرّ الشعركلّمتنا
أصابع خفيّة تهيمن على ديارنا
ونحن لا حول ولا قوّة لنا
إهدأ عزيزي لن يتغّر وضعنا
مهما طبّلت طبولنا


بوركتم أخي وديع القس

أختكم بنت السريان

Re: حوار الدّموع في الخيام ..؟؟ وديع القس

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 1:43 pm
بواسطة وديع القس
بوركت يمينك يا اختنا الغالية بنت السريان
وشكرا لتعقيبك وإطراءاتك .
إمّا بالنسبة للهدوء يجب ألّا نهدأ
مادام يولد لنا طفلا كل يوم
ويموت طفلا كل يوم
ويتيتّم طفلا كل يوم
ويتألّم طفلا كل يوم
ومن دموع الاطفال يُرسم المستقبل وإن كان بعيدا
وبعيدا جدا .. لا يهم والاهم أنّك ترفض الباطل
وتقول الحقيقة ..وكما أكّد روح الرب (( السكوت على الحق شيطان أخرس ))
روح الرب يغمرك بحنانه أبدا يا أختاه .
[/b]

Re: حوار الدّموع في الخيام ..؟؟ وديع القس

مرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 2:14 pm
بواسطة بنت السريان
أخي وديع المبارك

إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البنّاؤؤن

علينا أن نهدأ ونوجه صرختنا لله كي يتدخّل
صرختنا هذه تكون للرب فقط وهو كفيل بأن يعمل
فعندما قلت إهدأ, إنّما قصدت الهدوء الذي يسبق العاصفة
الهدوء الي يضعه سلام الرب في قلبك
لن أقل أصمت
نعم إهدأ وسترى ما يفعل الله ... ونعم بالله
شكرا جزيلاً لردّكم
يرعاكم الرب
بنت السريان