أين السّلام يا الله ..؟؟؟ وديع القس
مرسل: السبت نوفمبر 30, 2013 4:36 pm
أينَ السّلامُ يا ألله..؟؟ وديع القس
سرُّ الحياة ِ كما كانتْ من الأزلِ
مخلوقةً بيدِ الجبّار ِ بالمُثل ِ
مهما تفنّنَ شخصٌ في طرائقهِ
فهوَ العليمُ بما في القلبِ من عُللِ
لا يستهينُ إلهاً في في عدالتهِ
مهما تصبّرَ عن أمر ٍ بهِ زللِ
إبليسُ يسكنُ في قلبٍ يشاطرهُ
غلُّ النفاقِ وسرُّ القتلِ والدّجل ِ
والكذبُ يطلبُ أعمالاً مخادعةً ً
والصّدقُ يطردُ ما في القلبِ من ضللِ
والسّلمُ ينأى من الشّريرِ مبتعداً
مهما تملّقَ بالأقوالِ والحيل ِ
وابنُ الخطيئةِ لا يهملْ مكاسبهُ
والسلمُ لا يُرتجى من قولِ مُبتذل ِ
والسّلمُ من نيّةِ الجزّارِ منعدمٌ
وصاحبُ السّلمُ طبعٌ فيه ِ بالأصل ِ
والفرقُ بينهمُ ، كالماءِ والّلهبِ
والطّبعُ مُفترِقٌ ، كالذئبِ والحمل ِ
ونحنُ نعلمُ إنّ الغدرَ في دمه ِ
فالسّلمُ من بشرٍ، في جلّهِ فشل ِ
جميعُ أقوالها ، لا تحتوي أملاً
فالقلبُ في جسمها شريانهُ عَطِل ِ
كلٍّ يساقُ على أنغام ِ سيّدهِ
والويلُ من بلدٍ حكّامهُ هُبل ِ
لا تنظرونَ إلى أقوالِ تاجرهِ
فهي الدّعايةُ للأرباحِ بالبخلِ
المرُّ أهونُ من ذلٍّ تمارسهُ
تحتَ الهوانِ من الأغرابِ بالعسل ِ
الجرحُ لا يكتوي من نارِ مغتربٍ
والشّهدُ لا يصطفي إلاّ من النّحل ِ
لحنُ السّلامِ بعيدٌ عن مآربهمْ
كما البعاد من الأصوات ِعن زحل ِ
لا يصنعونّ سلاماً في مجالسهمْ
أبن الشّرورِ على الأموالِ متّكل ِ
عنوانُ أهدافهمْ ، ليستْ بمكرمة ٍ
مادامَ في قلبهمْ ،سرّا ً لمُنفتل ِ
ويزرعونَ بديل القمحِ عوسجهمْ
ويحرقونَ بديل الحصدِ بالمعول ِ
أطفالنا غُصبت تبكي براءتها
سماؤها لهبٌ والارضُ في زلزل ِ
حمامةُ السّلم ِ تشكو وهي باكية ً
أينَ الهديلُ وأينَ الّلحنُ بالغزل ِ
لا نحتملْ وجعاً في غير ِموضعهِ
نحنُ الخطاةُ ولا زِلنا بمنعزلِ
هدِّىءْ من الرّعبِ يا اللهُ والغضب ِ
وارحمْ بقلبكِ مَنْ ضاقتْ بهِ السّبل ِ
تعال أرحم بمن ضاقت ذرائعهُ
قتلُ الشّياطين ِ للإنسان ِ كالهَطَل ِ
فتحتَ أعين َ عُميان ٍ بمغفرة ِ
فافتحْ عيون العمى فالشرُّ مشتمل ِ
فافتحْ عيونَ العمى فالويلُ في دمهمْ
كما فتحتَ عيوناً دونما نصلِ
أنتَ الّذي أسكتَ الإعصارَ في عجب ٍ
ورحّلَ الرّعبَ عن أخوانه ِ الرّسل ِ
عواصفُ الريّحِ طاعتْ وهي هائجةٌ
في نظرة ٍ منكَ والإعصارُ مُرتحل ِ
حتّى الدّفينُ تقوّى بعد َ مدفنه ِ
وصارَ يمشيْ كما الأحياء مرتجلِ
والحلمُ في الكون ِ رهنٌ من إشارته ِ
حتّى الجبال تطيعُ الأمرَ بالنّبل ِ
وأنتَ صرختنا يا مَنْ نطالبهُ
في وسطِ آلامنا نرجوهُ في عجل ِ
أرحمْ بقلبكَ يا الله مقترباً
أنتَ السفينة والمجدافُ والأمل ِ
وافتح ذراعيكَ نحو الشّامِ ملتمساً
ضياعَ أطفالها ، والأمُ في ثَكِل ِ
رسالةُ السّلم ِ في عينيكَ مسكنها
فمِلْ بوجهكَ نحو الويل ِ بالأَفَل ِ
وديع القس ـ 30 . 11 ـ 2015