قاضي الأرامل وأبو الأيتام بقلم بنت السريان
مرسل: الأحد يناير 12, 2014 9:04 pm
قاضي الأرامل وأبو الأيتام
بقلم
بنت السريان
إرتفع إيليا إلى السماء ووصل الخبر مسامع إيزابيل في السامرة فأسرعت وأخبرت الملك يهورام وهي في قمّة سعادتها , لقد فكّت القيود بذهاب ايليا , ولك أن تحكم كما تريد أيّها الملك الصنديد.
إيزابيل ,إيزابيل , حذار يا إيزابيل ,كثرت المظالم في البلاد وتزايد التضييق على الأبرياء, بتأثيرك على الملك.
ترى كيف ستنجين من حكم الله؟
إيليا ذهب لكن الله موجود.,
هل فكرت بهذا يا إيزابيل وهل حسبت حسابا ليوم القضاء؟
لتتابع إيزابيل عالمنا اليوم,هذا الموضوع ولتتعظ.
كان زوجك مديونا لي قبل أن يموت وعليك تسديد الدين, وإلأ فسآخذ أولادك عبيداً ,هكذا قال المرابي,يا لهول المصيبة , إنها فاجعة حلّت بهذه الأرملة,أقضّت مضجعها تلك اللية وأ,شاعت الخوف والرعب بنفوس أطفالها الأبرياء ,ركعت الأرملة تستجدي الرحمة من المرابي دون جدوى,فالمرابي يعلم أنها غير قادرة على تسديد الدين, وأصابع إبليس تحركه لاستعباد ولديها .
ما العمل ؟و كيف الحل؟ إنّها أمام معضلة عضال, لا تملك نزرأ من المال ,لتقيت أطفالها الصغار ,فمن أين لها أن تطفيء جشع المرابي الغدار.
بكت بحرقة تقطعت لها الأوصال ,ونحبت بصوت سمعه الإله الجبّار,وهرعت إلى رجل الله, إلى أليشاع تنبؤه بالأخبار .
وبصوت حزين , بصوت الأم الثكلى , تلهث أنفاسها متقطعة ,وبالكاد صرخت أنجدني يا رجل الله,
غداً سيغدون أولادي عبيداَ يا ويلتي ويا آه,فأنا لا أملك ما أسددبه دين زوجي ,الذي أضحى في عالم الأرواح.
وبصوت حنون , صوت الواثق بقدرة الله القادرة على كل شيء , وعدها بحل يعيد إليها الأمان, ويسدد نقود المرابي, ويجهض مؤامرات الشيطان.
ماذا أصنع لك؟ أخبريني ماذا لك في البيت؟
سألها أليشاع:
قالت ليس لجاريتك شيء في البيت, إلاّ دهنة زيت, فقال لها: اذهبي واستعيري لنفسك أوعية فارغة من جيرانك, لا تقللي , ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بيتك, وصبي في جميع الأوعية ,وما إمتلأ انقليه, فعلت الأرملة كما قال لها النبي أليشاع.
ملأت كل الأوعية زيتاً ,وعندما طلبت من ابنها وعاء آخر قال لها: لا يوجد إنقطع تدفق الزيت , فذهبت إلى أليشاع وأخبرته بما حدث قال لها: اذهبي بيعي الزيت ,وأوفي الدين, وعيشي وبنوك بما تبقى (مل 2 ص4 1 - 7 )
أبو اليتامى وقاضي الأرامل ,الله في قدسه( مز68 :5 )
نظر من عليائه وأعدَّ مخرجاً لضيقة الأرملة وخلَّص ولديها من العبوديَّة,بواسطة أليشاع نبيّه .
إنّه الرب الإله مدبر الكون يُعِدُّ طعاماً لفراخ الغربان ,ولن ينسى طيور السماء وزنابق الحقل,
,أينسى من أحبّهم حتى الموت, وفداهم, واشتراهم بدمه؟
عظيمة وعجيبة هي أعمالك يارب , عادلة وحقٌّ أحكامك يا ملك القديسين ,سبلك وطرقك مستقيمة يا رب الأرباب, ما خاب قط من إتّكل عليك ,وسلّم أمره بين يديك ,إنّك تقوده لمجاري مياه عذبة, وتشبعه من دسم بيتك فلا يجوع ولا يعطش إلى الأبد.
أما إيزابيل يجدر بي أن أخبركم أنها ماتت أشر موتة ,أكلت الكلاب لحمها في حقل يزرَعيل, ولم يبقَ منها سوى الجمجمة والرجلين وكفّي اليدين , وهكذا تحقق بها قول الرب على لسان إيليا النبي قائلأً: هكذا تأكل الكلاب لحم إيزابيل 2ملوك 9 :25 _ 27 ,لنا حديث آخر عنها إن شاء الرب وسمح.
فنحن نعيش في عالم متعب قاسي مملوء من الإيزابيلات وأمثال هذا المرابي, تحيق بنا التجارب والضيقات,
وما أكثر قساة القلوب وصلب الرقاب, والشيطان يتفنن باسلحته في محاربة المؤمنين ,
كثيرة هي الحروب التي تجابهنا وتعددت أصنافها وجيوشها ,فمهما ماأحاطت بنا من كل صوبٍ , لن يتركنا الله
ربنا موجود.
والذي معنا اكثر بكثيرمما في العالم ,معنا جيوش ومركبات نارية تدافع عنّا أعدّها الله لنا, للمؤمنين به والمتكلين عليه, رآهم جحزي بأم عينه ,2ملوك6 :17 -24
ارتعب جحزي خادم أليشاع عندما رأى جيش آرام ,صلّى اليشاع ثم نظر جحزي فرأى مركبات نارية تحيط بالنبي اليشاع , فصرخ قائلاً :
جيش السماء ,جيش الله معنا ,نعم جيش الرب معنا ,أنتم تصمتون والرب يحارب عنكم,فممن نخاف؟! لننتمسّك بالرب وثق به ونحفظ وصاياه ,لنلقي همومنا عليه بإيمان بقدرته , فهو يدبّر ولا يخبر.
هو راعينا ونحن غنم مرعاه والراعي الصالح بذل نفسه عنّا , وأطاع حتى الموت ووعدنا ووعده صادق,قائلاً:
أنا معكم حتّى انقضاء الدهر.
يا لهناءنا وسعادتنا لنا من يحارب عنّا وفي ضيق الأزمنة يحمينا وينقذنا .
تبارك الله القادر على كل شيء.
بنت السريان