فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
مرسل: الاثنين يناير 13, 2014 10:05 am
فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
قديماً كان فصل الشتاء أشد برداً وإيلاماً على الناس، وكانت الثلوج تندف معظم أيام شهري كانون الأول والثاني
وتستمر أحياناً لأيام متواصلة حتى تصل في بعض الأيام إلى أكثر من متر، وكان معظم كبار السن يقوموا بإزالة الثلج عن سطح المنزل وأرض الدار حتى لا تهبط سقوف البيت على اصحابه
وكانت قناديل المياه المجمدة من شدة البرد تتدلى من (المزاريب) بطول أكثر من متر، وكانت أغصان الأشجار تتجمد من رذاذ الأمطار حتى تخالها أغصاناً زجاجية من شدة البرد ولهذا عندما نريد أن نعبر من البيت إلى المطبخ كنا نفتح ممراً بين الثلوج ونركض بسرعة البرق لتجنب صرير الرياح وعواصف الثلج لنتحلق حول المدفأة ولسان حالنا يقول المثل: (النار فاكهة الشتاء واللي ما بصدق يصطلي والجوخ ملبوس الإمارة واللي ما بصدق يشتري)،
وفي فصل الشتاء يتذكر أجدادنا الطقس القارس الذي كان يسيطر على الثلاثة أشهر المهمة في هذا الفصل، الكوانين وشباط الذين يخافهم المسنون حيث كانوا يقولون: (في كانون حضّر الفحم والكانون وشباط ما عليه رباط)،
كما يتذكرون الثلوج التي كانت تتساقط في هذا الفصل على عكس ما يجري حالياً ورغم انتشار الدخان في أرجاء الغرفة التي أدت إلى الكثير من حوادث الاختناق لساكني الدار ومع ذلك كان لسان حالهم يقول: (دخان يعمي ولا برد يضني)، وفي الشتاء كان أصحاب البيت يقومون بأعمال الصيانة من زريقة وتبليط الدار والدهان بالكلس الأبيض وتنظيف (الحاصل) المكان الذي يخزن فيه الماء لأيام الصيف وتحضير الفحم والحطب والبيرين، ورغم هذه الأعباء المالية على الفقير كانت تقام سهرات الشتاء التي يقضونها برواية الحكايات واللعب لتمضية شطر من وقت الليل الطويل والاستماع إلى قصص البطولة والأشعار وتناول المكسرات والحلويات، وفي فصل الشتاء تكثر العلل والأمراض والوفيات لأسباب عدة منها: أنّ الطب قديماً كان بدائياً قبل قرن من الزمن وعلاج الأمراض بالوصفات الشعبية أو الاعتماد على نصائح الدجالين والمشعوذين إلى جانب عدم توفر الحطب والفحم عند أكثر الناس باستثناء بيوت الأغنياء و الأعيان
حتى أنّه يذكر في الكتب التاريخية أنّه في عام /1911/م عام الثلجة كما اصطلح على تسميتها أصبح الفحم أغلى من الذهب وأثمن هدية تقدم للأصحاب والأهل ، وكان الفقراء يذهبون إلى الأفران لأخذ كمية من البيرين والدق ليضعوها في الشقف أو المنصب أو المنقل حيث يتحلق أفراد الأسرة حوله كي يتدفؤوا من شدة برد أطرافهم حيث يتجمد الدم في عروقهم أو كما كانوا يسمون ذلك (الأمطلس)، وعند اختراع المدفأة التي تعمل على الحطب كانوا يرمون فيها كل مخلفات البيت حتى إنّهم كانوا يجففون قشور البطيخ والجبس ونادراً ما كان يتوفر الفحم أو الحطب، ولهذا كانوا يقولون: (الرجل في البيت رحمة ولو جاب فحمة)، أي أنّ وجود الرجل في البيت خير وبركة مهما كانت صفاته أو أفعاله أفضل من أن تظل المرأة عزباء أو أرملة لأنّ الزوج إذا جلب معه للبيت الفحم فقط فذلك رحمة للمرأة وأطفالها، وكان حرق الفحم يسبب الكثير من حوادث الاختناق كما ذكرنا عند إغلاق منافذ البيت ويتهكمون على الرجل الفقير بقولهم:
بلبق على بردو وجوعو العصاي تكسرلو ضلوعو
ومن أهازيج الأطفال:
حوحو حوحو يا بردي قشة وحطب ما عندي
عندي بنية غندورة بتضرب لي بالطنبورة
قديماً كان فصل الشتاء أشد برداً وإيلاماً على الناس، وكانت الثلوج تندف معظم أيام شهري كانون الأول والثاني
وتستمر أحياناً لأيام متواصلة حتى تصل في بعض الأيام إلى أكثر من متر، وكان معظم كبار السن يقوموا بإزالة الثلج عن سطح المنزل وأرض الدار حتى لا تهبط سقوف البيت على اصحابه
وكانت قناديل المياه المجمدة من شدة البرد تتدلى من (المزاريب) بطول أكثر من متر، وكانت أغصان الأشجار تتجمد من رذاذ الأمطار حتى تخالها أغصاناً زجاجية من شدة البرد ولهذا عندما نريد أن نعبر من البيت إلى المطبخ كنا نفتح ممراً بين الثلوج ونركض بسرعة البرق لتجنب صرير الرياح وعواصف الثلج لنتحلق حول المدفأة ولسان حالنا يقول المثل: (النار فاكهة الشتاء واللي ما بصدق يصطلي والجوخ ملبوس الإمارة واللي ما بصدق يشتري)،
وفي فصل الشتاء يتذكر أجدادنا الطقس القارس الذي كان يسيطر على الثلاثة أشهر المهمة في هذا الفصل، الكوانين وشباط الذين يخافهم المسنون حيث كانوا يقولون: (في كانون حضّر الفحم والكانون وشباط ما عليه رباط)،
كما يتذكرون الثلوج التي كانت تتساقط في هذا الفصل على عكس ما يجري حالياً ورغم انتشار الدخان في أرجاء الغرفة التي أدت إلى الكثير من حوادث الاختناق لساكني الدار ومع ذلك كان لسان حالهم يقول: (دخان يعمي ولا برد يضني)، وفي الشتاء كان أصحاب البيت يقومون بأعمال الصيانة من زريقة وتبليط الدار والدهان بالكلس الأبيض وتنظيف (الحاصل) المكان الذي يخزن فيه الماء لأيام الصيف وتحضير الفحم والحطب والبيرين، ورغم هذه الأعباء المالية على الفقير كانت تقام سهرات الشتاء التي يقضونها برواية الحكايات واللعب لتمضية شطر من وقت الليل الطويل والاستماع إلى قصص البطولة والأشعار وتناول المكسرات والحلويات، وفي فصل الشتاء تكثر العلل والأمراض والوفيات لأسباب عدة منها: أنّ الطب قديماً كان بدائياً قبل قرن من الزمن وعلاج الأمراض بالوصفات الشعبية أو الاعتماد على نصائح الدجالين والمشعوذين إلى جانب عدم توفر الحطب والفحم عند أكثر الناس باستثناء بيوت الأغنياء و الأعيان
حتى أنّه يذكر في الكتب التاريخية أنّه في عام /1911/م عام الثلجة كما اصطلح على تسميتها أصبح الفحم أغلى من الذهب وأثمن هدية تقدم للأصحاب والأهل ، وكان الفقراء يذهبون إلى الأفران لأخذ كمية من البيرين والدق ليضعوها في الشقف أو المنصب أو المنقل حيث يتحلق أفراد الأسرة حوله كي يتدفؤوا من شدة برد أطرافهم حيث يتجمد الدم في عروقهم أو كما كانوا يسمون ذلك (الأمطلس)، وعند اختراع المدفأة التي تعمل على الحطب كانوا يرمون فيها كل مخلفات البيت حتى إنّهم كانوا يجففون قشور البطيخ والجبس ونادراً ما كان يتوفر الفحم أو الحطب، ولهذا كانوا يقولون: (الرجل في البيت رحمة ولو جاب فحمة)، أي أنّ وجود الرجل في البيت خير وبركة مهما كانت صفاته أو أفعاله أفضل من أن تظل المرأة عزباء أو أرملة لأنّ الزوج إذا جلب معه للبيت الفحم فقط فذلك رحمة للمرأة وأطفالها، وكان حرق الفحم يسبب الكثير من حوادث الاختناق كما ذكرنا عند إغلاق منافذ البيت ويتهكمون على الرجل الفقير بقولهم:
بلبق على بردو وجوعو العصاي تكسرلو ضلوعو
ومن أهازيج الأطفال:
حوحو حوحو يا بردي قشة وحطب ما عندي
عندي بنية غندورة بتضرب لي بالطنبورة