إنّها حبِّيْ ..؟؟ شعر وديع القس
مرسل: الأربعاء إبريل 09, 2014 9:34 pm
إنَّها حُبِّيْ ...؟؟
إنّها حبِّيْ وعهديْ فيْ الوعيد ِ
إنّها نبضيْ ودمِّيْ فيْ الوريد ِ
إنّها مهدُ الطّفولةْ ، والوليدِ
إنّها إكليلُ عزِّيْ فيْ رشَاديْ
إنّها حبّيْ ودمعيْ والدّماءِ
إنّها تُرْبيْ ومائيْ والورود ِ
إنّها روحيْ وقلبيْ وانتسابيْ
إنّها سوريّتيْ قلبُ الوجود ِ
ضوؤها من شمسِنا والحسنُ فيها
منْ جمالاتِ الإباءِ والجهود ِ
إنّها حلمُ العذارى والشّبابِ
إنّها حبٌّ لميراثِ الجّدود ِ
منْ طريقٍ مائلٍ نحو المطامعْ
خطّهُ الغربُ ، لغزوٍ من بعيد ِ..!
منذُ آلافِ السّنينِ ، خطّطوا
خطّةَ النّهبِ لخيراتِ الجدود ِ
فاستعانوا بالثعالبْ والذّئابِ
والبليدِ ، منْ صعاليكِ العبيد ِ
واستعانوا بالجّهالاتِ الرّعاةِ
يستبيحوا شرقِنا مثلُ الجّراد ِ
لمْ يروا إلّا نفاياتٍ حُثالى
ينتقونَ العُرْبَ منها بالشّريد ِ
ثمَّ ربّوها على فكرٍ عميل ِ
ثمَّ جرّوها لغاياتِ المُراد ِ
أمّةٌ والجهلُ فيها بالأصيلِ
أقسمتْ للجّهلِ عهدا ً والعناد ِ
أمّةٌ والكذبُ فيها بالدّماءِ
أقسمتْ للكذبِ تاجاً للخلود ِ
أمّةٌ والعهرُ فيها كالرّموز ِ
أقسمتْ للعهرِ نبراسَ الجدود ِ
أمّةٌ في خلقها فسقٌ وقتل ٌ
لا توازيها سفالاتُ القرود ِ
كيفما تبدوْ ستبقى كالغلام ِ
تحتَ توجيهِ الغريبِ ، كالعبيد ِ
ثمَّ خلّوها عروبات ٍ ذليلةْ
يسجنوهَا تحتَ آياتِ السجود ِ
حقّقوا الغاياتَ فيها بالتّمام ِ
بالدّمارِ ، والقتال ، والجّهاد ِ
في ْ نهارِ اليومِ يحشوها قنابلْ
فيْ سدولِ الّليلِ يغروها فساد ِ
عندَ أوطانيْ جراحاتٌ تناديْ
قدْ سئِمنا منْ رياءاتِ العبادِ
قدْ وُلِدنا مرّة ً فوقَ الأديم ِ
ثمَّ متْنا ألفَ مرّةْ بالعهود ِ
فرّغوا في رأسِها حشوَ الرّصاصِ
واستباحوا عذرها رغمَ العِناد ِ
فرّقوها عنوةً مثل القطيع ِ
فرّقوها كالوحوشِ، فيْ حقود ِ
كيفَ تنساكِ الرّجولةْ، وهيَ تبكيْ
هجرها مثلُ الغزالِ كالطّريد ِ..؟
كيفَ تنساكِ العذارى وهيَ تحنوْ
لابتساماتِ العشيقِ ، بالوداد ِ.؟
كيفَ ينساك ِ ،عشيقُ الياسمين ِ
وهوَ مبتورُ اليدينِ ،في جحود ِ .؟
كيفَ تنساكِ الأراملْ وهيَ تحبوْ
تحتَ أثقالِ الحمولةْ بالحصيد ِ.؟
كيفَ تنساكِ الثّكالى وهيَ تشكوْ
من فراقٍ لابتساماتِ الوحيد ِ.؟
دجلةُ الوافيْ يعزّيهِ الفراتُ
من دماءٍ غيّرتْ لونَ الزّباد ِ
سيّدُ الأكوانِ كانتْ دونَ نازعْ
جنّةُ الأكوانِ كانتْ والرّغيدِ
كانتِ الألحانُ فيْ قلبِ الشّعوبِ
فيْ جُسيم ٍ واحدٍ معنى الوجود ِ
شامُنا والحبُّ فيها في شمول ٍ
تجمعُ الأهلونَ روحاً كالعِضَاد ِ
والأغانيْ لحنها عذبٌ أصيلٌ
لا فروقا ً بينَ شيخ ٍ أوْ وليد ِ
لاغنيّا ً لا فقيرا ً بالعطاءِ
لا أميرا ً لا خدوما ً لا شريد ِ
هكذا في شامِنا فخرُ الأوائِلْ
تمنحُ الأعمى عيونا ً والفقيد ِ
منْ علوم ٍ ترسلُ الآثارُ فيها
بصمةُ الفخرِ الأصيل ِ، للحفيد ِ
هكذا فيْ جِلّقَ الشّامِ ،تراثا ً
يمنحُ الإحساسَ للعقلِ البليد ِ
هكذا في جِلّقَ الشّام ِ ،علوما ً
يفتحُ الآذانَ للسّمعِ الفقيد ِ
هكذا في شامنا روحٌ وعلمٌ
تبعثُ الأرواحَ منْ صخرٍ جماد ِ
والجّماداتُ، تحاكيْ بالنّقوشِ
عزّةُ التّاريخِ في وجهِ الحقود ِ
سوفَ تبقى فخرُنا رغمَ العواديْ
لنْ يزولَ الفخرَ والمجدِ التليد ِ
إنّها مجدٌ وتاريخٌ وأصلُ
إنّها أرضُ الطّهارةْ والوجود ِ
منْ يديها بلسمُ الإكرامِ يحلوْ
منْ هواها نسمةُ الحبِّ الودود ِ
يألفُ الرّاعيْ بواديها الجميلةْ
ثمّ يحنوْ نايهُ ، لحنَ القدود ِ
إنّها مهدُ الحضارةْ والعلوم ِ
إنّها مهدُ القداساتِ المجيد ِ
من شقوقِ النّورِ أسفارُ الحياة ِ
وثَّقتْ ميلادُ ربِّيْ للوجود ِ
يا إلهي: كيفَ تنظرْ للمآسيْ
في عرين ٍ من هداياكَ البعيد ِ.؟
يا إلهيْ. كيفَ ترضى منْ جبان ٍ
يقتلُ الجبّارَ فيْ غدرٍحقود ِ .؟
يا إلهيْ: كيفَ تبقى في سكوت ٍ
عن فظاعاتِ الغريبِ ، للعبادِ .؟
يا إلهيْ : كيفَ تبقينا جياعا ً
أو عراةً تحتَ أرحامِ الجحود ِ.؟
يا إلهي: كيفَ تسمحْ للجفاءِ
أنْ يزيلَ العطرَ من روحِ الورود ِ.؟
يا وطنْ: أنتَ الدّماءُ ،والهواءُ
أنتَ في أرواحِنا نبضُ الفؤاد ِ
يا وطنْ: أنتَ العلومُ ، والضّياءُ
أنتَ آثارُ الحضاراتِ العتيد ِ
أنتَ إبداعُ الثقافاتِ الأوابدْ
أنتَ أحكامٌ وقانونُ السّديدِ
أنتَ أقلامٌ للوحاتِ الفنونِ
أنتَ أشعارٌ لألحانِ القصيد ِ
أنتَ في القيظِ ، هواءٌ بالعليلِ
أنتَ فيْ القرِّ ، غطاءٌ للجّمود ِ
أنتَ للرّوحِ ، حياة ٌ وانتعاشٌ
أنتَ فيْ الموتِ ، ترابٌ للخلود ِ
إنّها سوريّتيْ : حبّيْ وروحيْ
إنّها لحميْ ودمِّيْ والجدود ِ
عزُّها فضلٌ لآرامِ الشّموسِ
والصُّرُوحُ ، قدْ تعالتْ بالزّنود ِ
زندُ كلدانٍ وآشورُ الجّنودِ
زندُ سريانٍ وآرامُ الخلودِ
إنّها سوريّتيْ : أصليْ وفصليْ
إنّها أمجادُ أسلافيْ البعيد ِ
سوفَ تبقى حرّة ً رغمَ العواديْ
سوفَ تأتينا بتاريخ ٍ جديد ِ
سوفَ نمنحها لباسا ً كالسّماءِ
سوفَ نعلنها وليدا ً بالعِماد ِ..!!!
وديع القس ـ 9 . 4 . 2014-