إليكم أقدم إعتذاري...توما بيطار
مرسل: الخميس أغسطس 07, 2014 11:26 am
إليكم أقدّم إعتذاري
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لم يعد خافٍ على أحد , مانحن عليه الآن , فنحن في وضع لانُحسد عليه, وضع من الانقسام والتشرزم والسقوط , لم نصل إليه حتى في أيام (سفربرلك) .
في تلك الأيام لم تكن هناك تقنيات إعلاميه تنقل الأحداث, كان اهلنا يُساقون إلى الذبح كالقطعان, كانوا يقاومون أحيانا" , وأحيانا" كانوا يستسلمون لسكين الجزّار, واليوم تطوّر العالم , بحيث استطيع وأنا جالس هنا , أن احدد بيتي في أقصى شمال سوريا, والأخبار تصلني وانا جالس ومسترخٍ على الأريكة .
الجرائم التي تحصل في بلادنا .... للمسلمين المعتدلين أولا" ثم للمسيحيين , الدمار والخراب الهائلين , قتل من نوع جديد للجسد والنفس من دون شفقة ولارحمه ولاإنسانية , أطفال كالزهور يتساقطون هنا وهناك, إغتصابات بالجملة للجسد والنفس للكبار والصغار للنساء والرجال, مطارنة ورهبان وشيوخ في الأسر منذ سنوات, ونحن جالسون على الأريكة , نستمع إلى الأخبار مع فنجان القهوة , ولازلنا نُقلّب في صفحات الأنجيل لنقرأ : لاتقتل , أحبّوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم , ونقول وسنقول صدّقنا وآمنّا .
أخوة لنا في المسيح ساعدوا ويساعدون المجرمين على إجرامهم بالقول وبالفعل, المثقفون منهم يذهبون إلى تركيا ليحاضروا في الديمقراطيه والحريه , ولينوروا عقول المساكين في داعش والمسلحين , وداعش تدك الكنائس والجوامع في الموصل ومعلولا وتغتصب النساء والأطفال , ولازلنا نحترم القادمين من تركيا ...؟؟؟
أصبحت الأنانية فينا كتابا" مقدّسا" , فيامرحى للنار إذا كانت في بيت جارنا , ولن نثور إلا إذا دخلت بيتنا ...وستدخل .
فمتى سيتحرك لساننا في فمنا ليصرخ: لا..للخونة من شعبنا , الموت للداعشيون من قومنا .
ونقول : أيها القابعون في الزنزانات , صلّوا من أجلنا , فلسنا بحال أفضل من حالكم , فأنتم تشعرون بكل شيْ ونحن لانشعر, أنتم تتلمسون حيطان زنزاناتكم , والفراغ من حولنا يقتلنا , أنتم تشعرون بقيمة نسمة الهواء وبصيص الضوء , ونحن نلعن الهواء والشمس الحارقة ,نحن بالمايوهات على شاطئ البحيرة و ورائحة المقالي والكباب تزعجنا.
أيها القابعون في الزنزانات : أنتم تشعرون بألم وثقل القيود في أيديكم وأرجلكم , ونحن لانشعر حتى بثقل رؤوسنا حين نمارس الجنس , ولابثقل حقائب النقود , ولابثقل ألفاظنا عندما نشتم بعضنا البعض ,ونتعارك كل يوم , وقتيل من هنا , وقتيل من هناك .
أيها القابعون في الزنزانات الصغيرة , أما نحن ففي الزنزانة الكبيرة , أنتم تشعرون بطعم الخبز المحروق المقدّم إليكم , والمياه الملوثة, ونحن كل يوم نرمي أطنانا" من المأكولات في القمامة.
أيها المغتَصَبون , والمتعَبون ,والراحلون , والخائفون : إليكم أقدّم إعتذاري
أجثوا على ركبتي وأصرخ بأعلى صوتي في برية هذا العالم
أبكي ملء دمي وأسقي صحراء نفوسنا
أصرخ بملء فمي وأقول: ياإلهي طال مجيئك الثاني
وإليكم أيها المُغتَصَبون : أقدم إعتذاري .
توما بيطار
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لم يعد خافٍ على أحد , مانحن عليه الآن , فنحن في وضع لانُحسد عليه, وضع من الانقسام والتشرزم والسقوط , لم نصل إليه حتى في أيام (سفربرلك) .
في تلك الأيام لم تكن هناك تقنيات إعلاميه تنقل الأحداث, كان اهلنا يُساقون إلى الذبح كالقطعان, كانوا يقاومون أحيانا" , وأحيانا" كانوا يستسلمون لسكين الجزّار, واليوم تطوّر العالم , بحيث استطيع وأنا جالس هنا , أن احدد بيتي في أقصى شمال سوريا, والأخبار تصلني وانا جالس ومسترخٍ على الأريكة .
الجرائم التي تحصل في بلادنا .... للمسلمين المعتدلين أولا" ثم للمسيحيين , الدمار والخراب الهائلين , قتل من نوع جديد للجسد والنفس من دون شفقة ولارحمه ولاإنسانية , أطفال كالزهور يتساقطون هنا وهناك, إغتصابات بالجملة للجسد والنفس للكبار والصغار للنساء والرجال, مطارنة ورهبان وشيوخ في الأسر منذ سنوات, ونحن جالسون على الأريكة , نستمع إلى الأخبار مع فنجان القهوة , ولازلنا نُقلّب في صفحات الأنجيل لنقرأ : لاتقتل , أحبّوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم , ونقول وسنقول صدّقنا وآمنّا .
أخوة لنا في المسيح ساعدوا ويساعدون المجرمين على إجرامهم بالقول وبالفعل, المثقفون منهم يذهبون إلى تركيا ليحاضروا في الديمقراطيه والحريه , ولينوروا عقول المساكين في داعش والمسلحين , وداعش تدك الكنائس والجوامع في الموصل ومعلولا وتغتصب النساء والأطفال , ولازلنا نحترم القادمين من تركيا ...؟؟؟
أصبحت الأنانية فينا كتابا" مقدّسا" , فيامرحى للنار إذا كانت في بيت جارنا , ولن نثور إلا إذا دخلت بيتنا ...وستدخل .
فمتى سيتحرك لساننا في فمنا ليصرخ: لا..للخونة من شعبنا , الموت للداعشيون من قومنا .
ونقول : أيها القابعون في الزنزانات , صلّوا من أجلنا , فلسنا بحال أفضل من حالكم , فأنتم تشعرون بكل شيْ ونحن لانشعر, أنتم تتلمسون حيطان زنزاناتكم , والفراغ من حولنا يقتلنا , أنتم تشعرون بقيمة نسمة الهواء وبصيص الضوء , ونحن نلعن الهواء والشمس الحارقة ,نحن بالمايوهات على شاطئ البحيرة و ورائحة المقالي والكباب تزعجنا.
أيها القابعون في الزنزانات : أنتم تشعرون بألم وثقل القيود في أيديكم وأرجلكم , ونحن لانشعر حتى بثقل رؤوسنا حين نمارس الجنس , ولابثقل حقائب النقود , ولابثقل ألفاظنا عندما نشتم بعضنا البعض ,ونتعارك كل يوم , وقتيل من هنا , وقتيل من هناك .
أيها القابعون في الزنزانات الصغيرة , أما نحن ففي الزنزانة الكبيرة , أنتم تشعرون بطعم الخبز المحروق المقدّم إليكم , والمياه الملوثة, ونحن كل يوم نرمي أطنانا" من المأكولات في القمامة.
أيها المغتَصَبون , والمتعَبون ,والراحلون , والخائفون : إليكم أقدّم إعتذاري
أجثوا على ركبتي وأصرخ بأعلى صوتي في برية هذا العالم
أبكي ملء دمي وأسقي صحراء نفوسنا
أصرخ بملء فمي وأقول: ياإلهي طال مجيئك الثاني
وإليكم أيها المُغتَصَبون : أقدم إعتذاري .
توما بيطار