نينوى ..نينوى ى ى ..! شعر وديع القس
مرسل: الثلاثاء أغسطس 12, 2014 9:54 am
نينوى . .نينوى ى ى ..! شعر وديع القس
نينوى مهدُ الكراماتِ النّبيلهْ
نينوى عهدُ المقامَاتِ الأصيلهْ
نينوى رمزٌ سليلُ الأنبياء ِ
نينوى عزٌّ وتاريخٌ جليلا
نينوى جرحُ الأسى للأوفياءِ
والنّبيْ يونانُ يشكو باعتلالا
شعبكِ المقدامَ صامَ ، والبهائمْ
في عيونِ الله ِ أصبحتِ المثالَ
نينوى أسمٌ يردّدهُ الزّمانَا
نينوى كلُّ الزّهورِ ،والفصولا
حاولوا أنْ يسحبوها للخطايا
إنّما عندَ الإلهِ ..في جلال َ
تحفةُ التّاريخِ أمستْ في قروح ٍ
لا يداوي جرحها إلاّ الرّجالا
كيفَ من نقشِ العلومِ والإباءِ
أنْ تدنّسها نجاساتُ الفُضولَ..؟
خيّروها بينَ أنوارِ العلومِ
أمْ خنوعٍ تحتَ راياتِ العميل َ
إنّها نورٌ ولا تخشى الدّبيبَ
أنّهمْ ديدانُ سفلٍ في سحولا
إنّها موروثُ حكم ِ الأنقياءِ
أنّهمْ أحفادُ عبدٍ في سفولا
إنّها وجدانُ إكرامُ النّبيلِ
إنّهمْ أضغانُ حقد ٍ في ضلالا
إنّها عرسُ العذارى والهيام ِ
أنّهمْ قبرُ النّساءِ ..في الرّمالا
إنّها صدقُ الصّداقاتِ الوفيّةْ
أنّهمْ كذبُ العلاقاتِ الوبيلا
إنّها حبٌّ ورمزٌ للسّلامِ
أنّهمْ أمراضُ غلّ ٍ واغتيالا
بدّلوا سحرَ الزّهورِ.. بالضّمورِ
ثمّ خلّوها عطاشى في ذبولا
أقسموا للجّهل ِ عهدا ً أنْ يكونوا
ندَّ علم ٍ تحتَ أكوامِ الزبالةْ
أقسموا للهِ عهدَ الكاذبين َ
أنْ يخونوا عزّةَ اللهِ الجليلا
أقسموا للموبقاتِ ، في فتاوى
أنْ يكونَ العهرُ تاجٌ بالحلالا
أقسموا للأرضِ عهدا ً أنْ يكونوا
سفلَ خوّان ٍ وللأعداءِ ذيلا
إنظروا للنّقشِ في صدرِ الجبال ِ
وهي تحكيْ قصّةَ الأصلِ النبيلَ ..!
راقِبوا سيرَ الدّماءِ .. بالعِروقِ
تعرفونَ الوصمَ منْ إرثِ الحلالا..!
ميِّزوا صوتَ الحقوقِ ، بالضّمائرْ
وافرزوا الإنسانَ في حكم ٍ عدولا
أمّةٌ جرباءَ لا تهوى الضّياءَ
أمّةٌ خرقاءَ صوَّانُ العقولا
أمّةٌ تجّارُ عهرٍ في هداها
أمّةٌ أنسابها سحلٌ نغولة ْ
أمّة ُ الأمواتِ فيْ حكمِ الوجودِ
أنّها بالأرضِ أمراضٌ عضالا
ليسَ في قلبِ اللّئيمِ .. رحمة ً
حينَ يغدوْ ضائعا ً حكمُ العدالةْ
ليس في عرفِ العبيدِ ..عزّة ً
فهو يبقى دائماً ظلّ ٌ ذليلا
والهُدى في فكرهمْ غصبٌ وقتلُ
والحيا عهرٌ ونهبٌ بالحلالا
ليسَ في فهمِ الخؤونِ أنْ يحرّرْ
شعبهُ المظلومُ من نِيرِ الغلالَ
فاستبان َ النورُ يهديْ بالحقيقة ْ
بينَ أنصارِ الحياةِ .. والدُّمولا
كيفَ ترضى نينوى الإبداعُ جهلا ً
وهيَ ميلادُ العلومِ ..والمثالَ ..؟
كيفَ ترضى نينوى التّاريخُ عبدا ً
وهي ميراثُ التواريخِ النّبيله ْ ..؟
كيفَ ترضى نينوى الخلّابُ قُبحا ً
وهي جنّاتُ الفتونِ ..والجمالا..؟
كيفَ ترضى نينوى الاحرارُ ذلّا ً
وهيَ ينبوعُ الكراماتِ الأصيله ْ..؟
كيفَ ترضى نينوى بالغاصبينَ
وهي َ كانت رمزُ آياتِ الرّجوله ْ..؟
كيفَ ترضى نينوى غدرُ الأفاعيْ
وهيَ صقرٌ مرعبٌ يعلو الجبالا..؟
فانهضيْ يا جبهة َ الشّمسِ العليّهْ
إنّكِ.. رمزٌ لآياتِ البطوله ْ
نينوى حبٌّ لعشّاقِ النجومِ
نينوى لحنٌ بأفواهِ الطّفولهْ
لا تذلّلها أياديْ الخانعاتِ
لا تذمّمها سفالاتُ الضّلالا
والأسودُ .. لا تباليْ بالذّئابِ
كيفما كانَ العواءُ والعويل َ
هكذا تبقى ويبقى في ثراها
ذكرياتُ النّورِ برهانُ الرّجوله ْ
نينوى قلبٌ وبحرٌ سرمديٌّ
لا تغيرهُ الجراثيمُ الحثالى