التيتانيك في لحظاتها الأخيرة ؟! .. حسيب يعقوب !
مرسل: السبت سبتمبر 06, 2014 11:27 am
التيتانيك في لحظاتها الأخيرة ؟!
[/b]


- شهدت سماء نيسان الصافية تألقاً للنجوم وقد أبحرت من تحتها أكبر وأروع باخرة في العالم وهي تجوب مسرعة المياه الهادئة لشمال الأطلسي الجليدي .
أخلد مُعظم الركاب إلى النوم ، وأمضى مَن بقى منهم صاحياً الوقت في غرف الجلوس والصالات مستمتعاً بجمال التيتانيك الفاخرة .
لم يتوقع أحد ما سينجم من خطر عن الصدمة الطفيفةالتي شعروا بها في حوالي الساعة الحادية عشرة والربع ، ولم يلاحظوا الأمر إلا بعدما توقفوا عن الشعور بارتجاج المُحركات .
تجاهلت التيتانيك مخاطر الجبل الجليدي الضخم في البحر وانطلقت بأقصى سرعة لتصطدم به فجأةً وينشق جانبها .
أدرك القبطان في غضون خمسة عشرة دقيقة خطورة الوضع ، وطلب المساعدة عبر الجهاز اللاسلكي . جهّز البحّار قوارب النجاة وطلبوا من النساء والأولاد النزول إليها أولاً .
( لقد طبعت الثقافة المسيحية فكرة الشهامة في الرجال فباتوا على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل النساء والأولاد بوصفهم حُماة لهم ، وهذا أمرٌ قلما نراهُ في الحضارات الأخرى ) .
كان هناك أثنا عشر ثنائياً في رحلة شهر العسل على متن السفينة ، ونجت العرائس جميعهن ، فيما لم يبقَ إلا عريساً واحداً على قيد الحياة .
طلب الربان من الفرقة الموسيقية أن تعزف لتُهدىء نفوس الركاب المُضطربة . فبدأت بعزف لحن موسيقى زنجية ولكنها سرعان ما انتقلت إلى الترانيم الروحية . واحتوت السفينة على عشرين قارب نجاة فقط وهي بالكاد تتسع لثلث ركابها وطاقمها . واستمر المهندسون الخمسة والثمانون في العمل على إبقاء السفينة عائمة لأطول وقت ممكن . وفي النهاية انحنى كثيرون معاً للصلاة إلى أن غمرتهم المياه .
استمرت الفرقة في العزف رغم الخسائر الفادحة في أرواح الأحبة . ويدور جدال حول ما كان يُعزف في تلك الليلة إلا أن عدداً هائلاً من الناس الذين كانوا على متن قوارب النجاة سمعوا nearer my god to thee . وكان المُبشر جون هاربر قد وضع ابنته البالغة من العمر ست سنوات في قارب النجاة ثم راح يركض في كل مكان من السفينة يحذر الآخرين من الخطر المُحدَق ويحثهم عن مصيرهم الأبدي ، وعندا أُجبر على القفز في المياه المُثلجة ويحدثهم عن مصير أنفسهم آل في تمسّك بقطعة من حطام السفينة وسأل أحدهم ما إذا كان مخلِّصاً ؛ وعندما أجابه هذا الأخير بالنفي قال له : آمن بالرب يسوع المسيح قتخلُص .
غرقت التيتانيك في الصباح الباكر من 15 نيسان 1912 ، وكان جون هاربر من بين الألف والخمس مائة والأثنين والعشرين شخصاً الذين توفوا .
غرقت الفرقة مع السفينة وكانت {{ الخريف }} آخر ترنيمة تُعزَف وتنتهي بالصلاة الآتية :
إدعمني في المياه الغامرة ------ إجعل عينيَّ مُسمّرتين نحو الأعلى ----- حيث البرّ والكفارة الإلهية ----- والسلام والمحبة الأبدية ؟!
***
[/b]أخلد مُعظم الركاب إلى النوم ، وأمضى مَن بقى منهم صاحياً الوقت في غرف الجلوس والصالات مستمتعاً بجمال التيتانيك الفاخرة .
لم يتوقع أحد ما سينجم من خطر عن الصدمة الطفيفةالتي شعروا بها في حوالي الساعة الحادية عشرة والربع ، ولم يلاحظوا الأمر إلا بعدما توقفوا عن الشعور بارتجاج المُحركات .
تجاهلت التيتانيك مخاطر الجبل الجليدي الضخم في البحر وانطلقت بأقصى سرعة لتصطدم به فجأةً وينشق جانبها .
أدرك القبطان في غضون خمسة عشرة دقيقة خطورة الوضع ، وطلب المساعدة عبر الجهاز اللاسلكي . جهّز البحّار قوارب النجاة وطلبوا من النساء والأولاد النزول إليها أولاً .
( لقد طبعت الثقافة المسيحية فكرة الشهامة في الرجال فباتوا على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل النساء والأولاد بوصفهم حُماة لهم ، وهذا أمرٌ قلما نراهُ في الحضارات الأخرى ) .
كان هناك أثنا عشر ثنائياً في رحلة شهر العسل على متن السفينة ، ونجت العرائس جميعهن ، فيما لم يبقَ إلا عريساً واحداً على قيد الحياة .
طلب الربان من الفرقة الموسيقية أن تعزف لتُهدىء نفوس الركاب المُضطربة . فبدأت بعزف لحن موسيقى زنجية ولكنها سرعان ما انتقلت إلى الترانيم الروحية . واحتوت السفينة على عشرين قارب نجاة فقط وهي بالكاد تتسع لثلث ركابها وطاقمها . واستمر المهندسون الخمسة والثمانون في العمل على إبقاء السفينة عائمة لأطول وقت ممكن . وفي النهاية انحنى كثيرون معاً للصلاة إلى أن غمرتهم المياه .
استمرت الفرقة في العزف رغم الخسائر الفادحة في أرواح الأحبة . ويدور جدال حول ما كان يُعزف في تلك الليلة إلا أن عدداً هائلاً من الناس الذين كانوا على متن قوارب النجاة سمعوا nearer my god to thee . وكان المُبشر جون هاربر قد وضع ابنته البالغة من العمر ست سنوات في قارب النجاة ثم راح يركض في كل مكان من السفينة يحذر الآخرين من الخطر المُحدَق ويحثهم عن مصيرهم الأبدي ، وعندا أُجبر على القفز في المياه المُثلجة ويحدثهم عن مصير أنفسهم آل في تمسّك بقطعة من حطام السفينة وسأل أحدهم ما إذا كان مخلِّصاً ؛ وعندما أجابه هذا الأخير بالنفي قال له : آمن بالرب يسوع المسيح قتخلُص .
غرقت التيتانيك في الصباح الباكر من 15 نيسان 1912 ، وكان جون هاربر من بين الألف والخمس مائة والأثنين والعشرين شخصاً الذين توفوا .
غرقت الفرقة مع السفينة وكانت {{ الخريف }} آخر ترنيمة تُعزَف وتنتهي بالصلاة الآتية :
إدعمني في المياه الغامرة ------ إجعل عينيَّ مُسمّرتين نحو الأعلى ----- حيث البرّ والكفارة الإلهية ----- والسلام والمحبة الأبدية ؟!
***