بحث علمي جديد: معنى آشور بالأكدية والسومرية هو مرافق صحية، مع ملحق: خرافة اشتقاق أو تقارب اسم سوريا وسريان مع اسم أشور

إضافة رد


هذا السؤال هو طريقة لمنع إرسال المعلومات آليا وللتأكد من أنك إنسان.
ابتسامات
:ang1: :ang2: :ang3: :bay: :brith: :cloc: :heee: :hiH: :jesse: :mary: :thank1: :croes1: :croes2: :manqol: :olaf: :oooh: :phr11: :phroon: :ros1: :ros2: :ros3: :ros4: :ros5: :ros6: :ros7: star :tawdee: :D :arrow: :) ;) :( :o :shock: :? 8-) :lol: :x :P :oops: :cry: :evil: :twisted: :roll: :!: :?: :idea: :arrow: :| :mrgreen: :geek: :ugeek:

BBCode متاح
[img] متاح
[url] متاح
الابتسامات متاحة

مراجعة الموضوع
   

عرض موسع مراجعة الموضوع: بحث علمي جديد: معنى آشور بالأكدية والسومرية هو مرافق صحية، مع ملحق: خرافة اشتقاق أو تقارب اسم سوريا وسريان مع اسم أشور

بحث علمي جديد: معنى آشور بالأكدية والسومرية هو مرافق صحية، مع ملحق: خرافة اشتقاق أو تقارب اسم سوريا وسريان مع اسم أشور

بواسطة موفق نيسكو » الاثنين إبريل 05, 2021 2:27 pm

بحث علمي جديد لجامعة كامبريدج، قسم الآشوريات، العالم أندرو جورج: معنى آشور بالأكدية والسومرية هو مرافق صحية، مع ملحق: خرافة اشتقاق أو تقارب اسم سريان وسوريا مع اسم أشور

صورة

العراق، مجلة دورية أكاديمية تأسست عام 1934م، تصدرها جامعة كامبريدج، بريطانيا، وينشرها المعهد البريطاني لدراسة العراق، وتهتم بتاريخ وآثار العراق منها علم الآشوريات، فضلاً عن الفن والدين والحياة الاقتصادية والاجتماعية للعراق، وتهتم بدرجة أقل بالبلدان المجاورة للعراق وترتبط به من الأزمنة الأولى إلى حوالي عام 1750م، تتخللها جوانب من تاريخه من بديات الإسلام والعصور الوسطى والعصر العثماني المبكر.

المعروف أنَّ الآشوريين القدماء أقوام أكدية نزحت من بابل بين (2500-2000 ق.م.) واحتلت شمال العراق الحالي الذي كان اسمه بلاد سوبارتو، وسقطت سنة 612 ق.م، وقد تطرقت في كتابي (اسمهم سريان، لا آشوريون ولا كلدان)، بالتفصيل لمعنى كلمة آشور بالسومرية والأكدية، حيث قيل كثير من الآراء في أصلها ومعناها شأنها شأن أي اسم آخر، منها أنها تعني: المتوحشون، الهمج، الطغاة، البداية، خطوة أو مشية، أثر وموقع، أو أنها كلمة أرمنية معناها: الجبل، أو أن الاسم مرتبط ومشتق من عشتار رمز الخصب والزراعة والماء، أو يعني: سكان المستنقعات أو البقعة المسقية بالمياه، وهناك كلمات سومرية وأكدية قريبة من صيغة آشور مثل (Issur وSeru) مرتبطة بالهور والماء أيضاً، والمهم أن معنى المستنقعات والمياه الأخير، له علاقة بمقالنا هذا عن دراسة عالم الآشوريات الأستاذ في جامعة لندن أندرو جورج Andrew R. George، مستنداً على عشرات المصادر والكتابات التاريخية القديمة كالسومرية والأكدية والآشورية، نشرته مجلة العراق عدد 77 في 1 /12/ 2015م، ص75-106، على الرابط أدناه، بعنوان:
المراحيض ومجاري المياه القذرة في بابل On Babylonian Lavatories And Sewers
Published online by Cambridge University Press: 05 January 2016
وعلى الرابط أدناه، علماً إني أدرجت ملف البحث اسفل المقال أيضاً
file:///C:/Users/Toshiba/Downloads/IRAQ77George.pdf

وهذه ص106 علماً أن الترجمة العربية أسفل الصفحة هي من الأصل
صورة

جاء فيه ما مختصره: إن اسم آشور، آسور Asurrû في الكتابات الأكدية العراقية المسمارية القديمة يعني: بالوعة المياه الثقيلة القذرة sewer (مراحيض)، ويقول في ص95 إنها تقابل كلمة (Mṭwl ܡܬܦܠ) الآرامية (السريانية)، (انظر ܡܬܦܠ في قاموس أوجين منا، دليل الراغبين في لغة الآراميين ص293، وبنيامين حداد، قاموس عربي سرياني، روض الكلم، ص 1233-1234).
وتبدأ الدراسة بذكر الأدلة الأثرية والوثائقية ومجاري المياه الكريهة في مساكن العراق القديم، ويمضي التحقيق في استخدام أصول وتاريخ الكلمة الأكدية Asurrû في الفترة البابلية القديمة، حيث كان الاسم يستخدم أساساً كمصطلح لنوع من مجاري المياه الكريهة "بالوعة القذارة، المراحيض، الصرف الصحي"، وبدأ استعمال كلمة آشور، آسور مع استعمال سكان جنوب بلاد الرافدين المرافق الصحية حوالي منتصف الألف الثالث ق.م، (وهو نفس وقت ظهور الآشوريين القدماء)، ومن ص90 بدأ التحدث عن ورود كلمة آشور، آشوري في المعاجم السومرية والأكدية بذلك المعنى، ثم تطور استعمال الكلمة في منتصف الألف الأول قبل الميلاد في عصر سرجون الثاني وسنحاريب وآشور بانيبال ونبوخذ نصر ليعطي معناً آخر هو "أساس الجدار السفلي أو الجوفي للمنزل"، لمقاومة المياه الجوفية والفيضانات، وأصبح لكلمة آشوري معنيان: (أ) المجاري، (ب) قِدم الحائط أو ما شابه ذلك، والسؤال: كيف حدث ذلك؟ والجواب: إن التطور الدلالي لكلمة آشوري الأكدية هو أن أصل الكلمة سومري، آ-سور-را، وتعني "بالوعة، بئر، تصريف المياه"، وتُطبَّق على المجاري التي يتم تصريفها في العراء، وبالتالي تطورها الدلالي يعني أيضاً "أسس الجدار"، وهو تطور ثانوي ناشئ عن الموقع المشترك في البنية التحتية للمبنى، وهذا الأمر مدعوم بأدلة وثائقية من غالبية الشهادات البابلية القديمة للكلمة التي تعني "المجاري"، كما اقترن أو استعمل أحياناً مصطلح آشوري للتخلص من شيء كريه، نتن، نمس أو شعوذة، ثعابين، خنازير..إلخ.

ملحق: مختصر خرافة اشتقاق أو تقارب اسمي سوريا/ سريان، وأشور

السريان المتأشورون قسمان: القسم الرئيس والأكبر والحقيقي هم النساطرة الذين هم والكلدان ليسوا من سكان العراق الأصليين، بل من أسباط إسرائيل العشرة التائهة الذين سباهم الآشوريون ونبوخذ نصر، ومنذ القرن 8 ق.م. تركوا لغتهم العبرية واستعملوا الآرامية، وعند مجي المسيحية ولأن السيد المسيح يهودي من الناصرة، والمبشرين الذين جاؤوا من فلسطين وأنطاكية هم يهود أيضاً من جلدتهم، ولغتهم آرامية مثلهم، فاعتنق أغلبهم المسيحية من منطلق قومي أكثر من ديني، لكن شعورهم القومي العبري بقي قوياً، فهم الوحيدون الذين سَمَّوا بطريركهم، بطريرك الناصرة، وخضعوا لكنيسة أنطاكية السريانية لأن لغتهم آرامية (سريانية)، ثم اعتنقوا مذهب نسطور وانفصلوا عن أنطاكية 497م، وسنة 1553م تكثلك أغلبهم فسمتهم روما كلداناً، وَسمَّى الإنكليز بقية النساطرة آشوريين، أمَّا القسم الثاني من المتأشورين فهم قلة من السريان، أرثوذكس وكاثوليك وكلدان، تأثروا بإحلام الآشوريين النساطرة السياسية بإقامة دولة آشور، وانخدعوا باشخاص مثل نعوم فائق +1930م، وهو معلم بسيط كان يفتخر بآراميته، ثم تأشور، فوصفه البطريرك أفرام برصوم بالمنافق.

إنَّ الآشورين الحاليين في كل كتاباتهم إلى سنة 1876م عندما سَمَّاهم الإنكليز آشوريين لا يستطيعون إثبات وجودهم وتاريخهم بصورة واضحة بدون مدلول جغرافي أو وصفي لكلمة أشور التي تأتي كاسم جغرافي لمدينة الموصل وأحيانا لأربيل، أو تأتي كصفة بمعنى عدو، والمفروض يذكرون أخبار آشوريين مثل: غرق قرية، اغتصاب وترميم كنيسة، حروب أو مشاكل معينة، بطريرك، شعراء، أطباء، لغويون، قواميس، احتفال بعيد أكيتو، العثور على رمز ثور مجنح صغير، ميدالية، خاتم في أحد دورهم أو كنائسهم، فرمان: ساساني، إسلامي، عثماني..إلخ، ولأن ليس لهم وجود، فهم بدل ذلك يتحدثون عن مفردتي آشوريين وسريان وتقاربهما أو اشتقاقهما من بعضهما لغوياً، وهذا يُسمَّى اشتقاقات لغوية بين الأسماء، معتقدين انهم يثبتون وجودهم بهذه الطريقة التي لا علاقة لها بالتاريخ، فالآشوريون الحاليون (المتأشورون) لا علاقة لهم بالقدماء، إنما هم آراميون سريان سرق لهم الإنكليز الاسم الآشوري القديم سنة 1876م وأطلقوه عليهم لأغراض سياسية، عبرية، وبما أن اسمهم الحقيقي (السريان) مرتبط باسم سوريا ولغتها، ولكي يبرروا اسمهم الآشوري الجديد المسروق، اخترعوا سنة 1897م نظرية طريفة هي: إنَّ اسم سوريا مشتق من آشور أو مختصر له منذ احتلال الآشوريين القدماء بلاد سوريا، أو أن اليونان اشتقوا كلمة سوريا من آشور وأطلقوها على سوريا..إلخ، ولهذا حسب نظريتهم فسوريا بالحقيقة هي بلاد آشور، والسوريون والسريان هم آشوريون..إلخ من هذه التخريجات والخرافات، والطريف أنهم لم يعتمدوا على مصادرهم وأقوال آبائهم بل ذهبوا إلى غربيين ولغوين تحدثوا عن الآشوريين القدماء فقط، ولم يتحدث أحداً منهم عن وجود آشوريين معروفين في التاريخ من حوالي القرن الخامس ق.م.إلى 1900م، وهؤلاء الغرباء تحدثوا عن علاقات لغوية لأسماء ببعضها، من ضمنها رأي أنَّ اسم سوريا مشتق من آشور، ولم يقل أحداً منهم أنَّ السريان هم آشوريون بل أكَّدَ جميعهم أن السريان هم الآراميون، وأنَّ السريان والآشوريون القدماء شعبان مختلفان، بل عدوان، والأطرف أن المتأشورين تركوا لغتهم الأم، واعتمدوا على الإنكليزية وهي لغة حديثة منذ حوالي 400 سنة، قائلين أن اسم سوريا الأصلي بالإنكليزي هو (Assyria)، وقد سقط حرفا As، وأصبحت (Syria)، والحيلة الأخرى التي يعتمدونها، أنهم شجعان وأذكياء مع بني جلدتهم من الناس البسطاء فقط، فهم يطبقون نظريتهم على السريان، ويُسمُّونهم آشوريين، لكنهم يهربون من تطبيق نظريتهم على دولة سوريا، والسؤال المحرج لهم: إذا كان اسم سوريا مشتق من آشور، فلماذا في مقالاتهم وقنواتهم الإخبارية لا يُسمُّون سوريا، الجمهورية الآشورية، ودمشق عاصمة بلاد آشور، ومثلاً زار الرئيس الآشوري بشار الأسد حمص؟، والحيلة الأخرى أنهم يستعملون قاعدة، تعطيني غزال أعطيك غزال، تعطيني أرنب أعطيك غزال أيضاً، فهم يترجمون كلمة (ܣܘܪܝܝܐ سرياني) من السريانية إلى اللغات الغربية كالإنكليزية إلى (Assyrian لتعني آشوري)، أمَّا إذا كان العكس وترجموا عبارة الملك سنحاريب الآشوري من الإنكليزية إلى السريانية، فيبقى سنحاريب (ܐܬܘܪܝܐ الآشوري، وليس ܣܘܪܝܝܐ السرياني)، ويترجمون متحف Assyrian في لندن بالعربية والسريانية أيضاً، متحف آشوري وليس سرياني، ويطبِّقون هذه القاعدة أيضاً عندما يترجمون من العربية كلمة سرياني إلى الإنكليزية لتصبح (Assyrian)، أمَّا العكس إذا ترجموا (Assyrian) للعربية، فتبقى آشوري، وأحياناً يستعملون طرق رياضية، لكن باتجاه واحد فقط، فيكتبون كلمة (سريان ܣܘܪܝܝܐ=Assyrian)، لكن عندما تُعكس المعادلة، فكلمة (Assyrian=ܐܬܘܪܝܐ آشوري)، وقد نسي هؤلاء:

أولاُ: إن أصل اسم القوم هو كيف يُسمُّون أنفسهم وهويتهم بلغتهم، وليس كما يسميهم الآخرون كالإنكليز بلغتهم التي عمرها حوالي 400 سنة، بل على العكس، المفروض أن الإنكليز وغيرهم من حديثي العهد يسألون عن أصلهم وفصلهم الآشوريين الذين يدَّعون أن تاريخهم يمتد 8000 سنة، فكلمة سريان في قواميس لغة المتـأشورين الأصلية هي (ܣܘܪܝܝܐ سوريَيا)، وتختلف جذراً واشتقاقاً وحروفاً ونطقاً ومعنىً، مع كلمة (أثوريين أو آشوريين ܐܬܘܪܝܐ) مثلما تختلف كلمة هندي عن صيني، ياباني عن ألباني، ولأن اللغة هي هوية القوم، فالخرافة الأخرى للمتأشورين اليوم الذين لغتهم هي الآرامية أو السريانية، هي أن الاشوريين القدماء منذ قرن 8 ق.م. تركوا لغتهم القديمة وكان اسمها سوريت واستعملوا الآرامية واسماها سورث، لذلك لغة السورث يعني آشورية، والأمر الطريف 1: أن الآشوريين القدماء لم يكن لديهم لغة أصلاً، بل كانت اسم لغتهم هو الأكدية بلهجة آشور الجغرافية، لذلك علماء الآشوريات كما يقول راولنصون اننا بعدما اكتشفنا ان لغة دولة آشور هي الأكدية علمنا أن قومية الآشوريين هي الأكدية، والأكدية هي لهجتان جغرافيتان بابل وآشور، والأكدية تختلف عن الآرامية كاختلاف الإنكليزية عن اليونانية، فالأكدية قريبة من السومرية وكثير من علماء اللغات يريدون إخراج الأكدية من عائلة اللغات السامية واعتبارها سومرية، 2: كلمة سورث ليس لها علاقة بكلمة آرام، بل بكلمة لغة سريانية المستعملة بعد الآف السنين من سقوط دولة آشور، 3: أصلاً سورث ليست فصحى بل كلمة عامية بصيغة مؤنثة معناها سريانياً، بحسب السريانية، مثل قردث كردية، وتركث تركية، 4: لا توجد باللغة السريانية مفردة لغة المونثة، بل بصيغة مذكر، اللسان السرياني، مثل العربية لسان عربي، والخدعة الأخرى أن الاشوريين القدماء تركوا الحرف المسماري واستعلوا الآرامي، وهذا غير صحيح، فاللغة الأكدية وخصائصها وقواعدها واشتقاقاتها وأصواتها..إلخ، تختلف عن خصائص الآرامية كليَّاً، ولا علاقة للحرف باسم اللغة، فالفرس والأكراد يستعملون حرف عربي لكن لغتهم ليست عربية، والعرب يستعملون حرف سرياني وقبلهم الأرمن، لكن لغتهم ليست سريانية، والخرافة الاخرى أن المتأشورين يدرجون ألفاظ أكدية وآرامية متشابهة، وهذا لا علاقة له باسم اللغة أيضاً، فالعربية فيها حوالي 3000 لفظة سريانية، والسريانية فيها حوالي 4000 لفظة يونانية، والأنكليزية فيها ألفاظ يونانية وحتى عربية، لكن كل لغة مستقلة باسمها وخصائصها.

ثانياً: مع أنه كما ذكرنا لا علاقة لتقارب او اشتقاق او تطابق اسمين، بهوية الشعب، وكلمتا سوريا وآشور تختلفان في السريانية لغة القوم الأصلية وهو المهم، وعدا ذلك فهي تختلف في اللغات القديمة كاليونانية والعبرية، ففي اللغة اليونانية القديمة كلمة سوريا وسريان Σύρου، Συρίας، Σύριο، بينما آشور Ασσυρίους، ويؤكد عالم الآشوريات جورج راولنصون سنة 1860م، وبالذات في تعليقه على المؤرخ هيرودتس، أن كلمة سوريا لا علاقة لها بآشور، بل مشتقة من صور اللبنانية التي كانت مرفأ مهماً، ولشهرتها قديماً، عَمَّ اسمها شيئاً فشيئاً على كل سوريا وبلاد الشام، وكلمة سوريا تختلف عن آشور في كل اللغات القديمة، علماً أن هيرودتس كان جالساً في قبرص وكتب أحداث ماضية قبل عصره، وقد ميَّز بين الآشوريين والسريان بشكل واضح عشرات المرات، وفي نفس الجملة، ولأن هيرودتس يعتمد على اللغة في تحديد القوم فقد فاعتبر شعب كبادوكية وغيرهم سريان، لذلك في كتاب 7 فقرة 63، قَسَّم الجيوش حسب لغاتهم وتحدث عن المقاتلين من بلاد آشور الجغرافية أنهم سريان، لأن جميع ذلك الجيش كانت لغته سريانية، ويقول روالنصون في شرحه فقرة 63: إن جذر كلمة سوريا بالعبرية (צור)، وهو مطابق لجذر صور اللبنانية التي المرجح أن اسم سوريا والسريان منها، بينما جذر آشور بالعبرية (אשור)، علماً أن كلمة آشور بالعبرية هي آششور، بتشديد الشين (Asshur)، ومن العبرية أخذها اليونان ثم اللاتين فكتبوها دبل (ss) Assyria لعدم وجود الشدة في اليونانية واللاتينية، أي صيغة أشور هي عبرية، والعرب أخذو من السريان ܐܬܘܪ، فكتبوا، أثور، كالمسعودي والطبري وابن خلدون والحموي، ولم ترد عنهم صيغة آشور مطلقاً، مثلما لم ترد عند السريان الذين كتبوا بالسريانية والعربية صيغة آشور مطلقاً، بل ܐܬܘܪ وأثور، كما في المجدل والسعردي والصوباوي وبرشينايا، وأيضاً كل التاريخ المدني والديني كالكتاب المقدس ذكر بالسرياني والعربي اسمها سوريا بالواو والإلف، وليس آسيريا أو سيريا كما كتبها اليونان والرومان لتعني بلاد آشور، وحتى اللغة الأرمنية التي من الغريب أن يتشدق بها المتـأشورون أحياناً، فالأرمن استعملوا اللغة والحروف السريانية إلى سنة 410م، ومع ذلك فقد ميَّزت اللغة الأرمنية دائماً بوضوح تام بين سرياني وآشوري، فالسرياني Asoric واللغة السريانية Asoreren، وسوريا Asorik، بينما بلاد آشور وآشوريين (Asorestan)، (Asorestants'i).


صورة


ويختم راولنصون خرافة نظرية الاشتقاق بالقول: إن براعة علماء الاشتقاق عرَّضت نفسها في اقتراح واشتقاق الكلمات لأسئلة، فكانت الاشتقاقات أحياناً سخيفة، وأحياناً معقولة، لكنها لم تكن مطلقاً أكثر من تخمينات مشكوك فيها جداً، لأن أصوات نفس الكلمات لا يمكنها أن تعطي للباحث مضموناً لإرساء وجهة نظر إيجابية في مثل هذا الأمور غير الثابتة، لذلك لا يوجد شيء يُحدد الجدل حول هذه الأمور، سوى أنها مسائل لغوية (Five Great Monarchies On The Ancient Eastern World, History, Geography And Antiquities of Chald, Assyria, Babylon, Media, And Persia، لندن 1862م، ج1 ص295)، ويقصد راولنصون: لو تقاربت أو حتى تطابقت بعض الأسماء في الحروف الشكل، فلا يعني أنها كانت تُنطق صوتياً بنفس النطق، وكمثال اللغة العربية قبل التنقيط والحركات، كانت كلمة شريعة وسريعة تُكتب سريعة، خال وحال تكتب حال، عم وغم، تُكتب عم، وقبيلة جبور تختلف عن جبُّور، وشمَّر عم شَمر، واسم دولة رومانيا التي عاصمتها بخارست، مطابق لاسم رومان إيطاليا، لكن شعب دولة رومانيا واسمه التاريخي داجيا، يلفظون اسمهم بلغتهم (رومْن)، ودولتهم (رُومَنيَّا)، وليس رومان، فما بالك أن كلمة السريان والآشوريين تختلف حروفاً وكتابةً ونطقاً.

صورة


ومنذ بداية القرن العشرين بدء المتأشورون استعمال كلمة آسور بالعربية أو السريانية في مطبوعاتهم ومقالاتهم وبعض دوائرهم لتعني آشوريين، علماً أن كلمة آسور ܐܣܘܪ، ܐܣܘܪܝܐ بالسريانية في قواميسهم لا تعني آشوريين، بل معناها: خشبة تُعلَّق في عنق الكلب (قاموس أوجين منا ص34)، وقد ذكرتُ في كتابي المذكور وبالوثائق الأصلية كيف بدأت محاولة تزوير اسم سوريا إلى آشور بإقحام قول عالم اللغات رينان+1892م الذي كان يناقش آراء غيره عن علاقات لغوية لأسماء أمم ببعضها، ثم اقتباس ميرزا مصروف خان كرم في أروميا-إيران عنوان من كتاب ابنة القس الإنكليزي الرحَّالة إيزابيلا بيشوب التي زارت السريان النساطرة في أروميا سنة 1889م، ونشره في جريدة زهريرا دبهرا في أورميا 1897م، بعدها تم تزوير قاموس توما أودو الذي صدر في نفس السنة، ثم استعمل أوجين منا التزوير في قاموسه 1900م، وذكرتُ في فصل (لا علاقة لاسم سوريا والسريان بآشور): إن مصدر أغلب أسماء شعوب العالم فيه عدة آراء، منها لغوية، جيرة، احتلال، جغرافية، آلهة، صناعة، اسم عائلة..إلخ، وأنَّ تقارب اسمين لشعبين أو اشتقاق اسم من آخر، لا يعني أن الشعب الثاني ينحدر من الأول، وأن هوية وقومية الشعبان هي واحدة، فاسما العراق وإيران من مصدر كلمة واحدة (إيراك الفارسية)، لكن العراقيين ليسوا فرساً، أو اسم العراق من اورك السومرية، لكن سكان الناصرية عرباً (وللعلم إلى اليوم كثير من الأوربيين ومنهم الإنكليز لا يُفرقون بين اسمي العراق وإيران)، واسم الحبشة نسبةً لقبيلة حبشت العربية، لكن الأحباش ليسوا عرباً، واسم الكورد أرمني Korduth، كوردجيخ، لكن الكورد ليسوا أرمناً، واسم أرمينيا نسبة لملكهم آرام حارم، والبعض سَمَّاهم خطأً آراميين، لكن الأرمن ليسوا آراميين، وكلمتا عبري وعربي ترتبطان لغوياً وهما من أصل واحد يدل على البداوة والصحراء، أو حتى لو تطابق اسم مشتق مع اسم آخر 100 بالمئة، فذاك لا يعني أن هوية الشعبان واحدة، مثلما يختلف الدرهم اليوناني والإماراتي، والدينار البيزنطي أو الصربي عن العراقي، والجنية الإسترليني عن المصري، بل أن بعض أسماء الشعوب مشتقة ومتطابقة، لكنهم أعداء، فكلمة الروم مطابقة ومشتقة من مدينة روما اللاتينية وأُطلقت على البيزنطيين عندما نقل قسطنطين+337م عاصمته إلى القسطنطينية، لكن الروم البيزنطيين يوناناً وليسوا روماناً، وهما شعبان عدوان تقليدياً، ولتطابق اسميهما اضطر مؤرخين مثل طه باقر وضع كلمة روم (لاتين ويونان) بين قوسين، ليوضِّح أنها تعني شعبان مختلفان، والعرب أطلقوا اسم الإفرنج على الأوربيين، لكنه حرفياً يعني الفرنسيين، وثلاث دول باسم غينيا، وجارتها غينيا بيساو، وغينيا الجديدة، لكنهم مختلفون لغوياً وثقافياً، واسم أمريكا كان كولومبيا (حالياً مقاطعة في واشنطن)، لكن أمريكا ليست كولمبيا، وحسن الكردي لا يعني أنه عربي، وفاروق التركي لا يعني أنه من نسل عمر بن الخطاب لأن لقب عمر هو الفاروق أي المنقذ، كما ليس لمعنى الاسم علاقة بهوية الشعب فشخص اسمه وسيم، لا يعني أنه وسيم.

الخلاصة: إن المــتأشورين أي السريان النساطرة الذين سمَّاهم الإنكليز آشوريين عندما يزوِّرون التاريخ، يذكرون عبارة على شاكلة، لا تقربوا الصلاة ويسكتون، فيقولون: إن اسم سوريا مصدره آشور، لكنهم لا يذكرون: ماذا كان اسم سوريا وشعبها قبل أن تُسمَّى سوريا؟، لأنهم يعرفون أن اسم سوريا كان بلاد آرام وشعبها آرامي، ثم أليس هذا اعترفاً صارخاً أن سوريا ليست آشور؟، فلماذا يُطلق اسم آشور على سوريا إذا كانت هي آشورية أصلاً؟، علماً أن اسم سوريا ليس مشتقاً من آشور، وهذا هو أحد الآراء اللغوية من حوالي 15 رأياً، والرأي الصحيح أنه من مدينة صور، لكن ولكي يقتنع المتأشورون، نقول: إذا افترضنا أن الرأي الصحيح والوحيد فقط هو أن اسم سوريا من آشور، فذاك لا يعني أن سوريا هي بلاد آشور، والسوريون أو السريان هم آشوريون، فتقارب او تطابق اسمين مشتق احدهما من الآخر لا يعني أن هويتهما وقوميتهما ولغتهما وثقافتهما هي واحدة، واسم سوريا أُطلق على قوم لهم اسم وثقافة وحضارة هو الآراميين الذين يختلفون حسباً ونسباً، تاريخاً وجغرافيةً، لغةً وثقافةً ملوكاً وآلهةً..إلخ، عن الآشوريين، بل أنهما شعبان عدوان تقليديان في كل التاريخ المدني، وراجع زينفون وغيره، وكذلك الكتابي في العهد القديم وانظر (سفر الملوك 2/ 16: 7) كيف يقاتل ملك آشور ملك سوريا، علماً أن كلمة آشوري في قواميس مؤلفي أسلاف من يُسمُّون اليوم أنفسهم زوراً آشوريين، معناها الأعداء، ويقول مار أفرام السرياني: الجحيم مليئ بالاشوريين والسدوميين (أهل سدوم اللوطيين)، وآشور الدنسة هي مصدر العهر، وإلى اليوم يصلي السريان عصر الأحد في الأشحيم: يا رب انقذنا من الشيطان والآشوريين، وفي جمعة صلب المسيح يُشبَِّه السريان صالبي المسيح اليهود بالآشوريين، طالبين من الملاك جبرائيل سحقهم، ويُشَبَّه البرفسور الأمريكي جون جوزيف إدعاء الآشوريين الحاليين انحدارهم من القدماء بقول أستاذ تاريخ الشرق القديم في جامعة كاليفورنيا ميخائيل موروني إنه شاهد متسولاً إيرانياً شيعياً جالساً في كرمنشاه يدَّعي بصوت عال أنه سليل الإمام الحسين وحفيد الرسول محمد لكي يكسب عطف الناس. (ملاحظة 1: جون جوزيف هو عراقي سرياني نسطوري، أي من ملِّة من يُسمُّون أنفسهم آشوريين، لكنه ينكر التسمية الآشورية).


صورة

فإذا كانت نظرية اشتقاق المتأشورين بأن اسم سوريا من آشور، فعدا أنهم يجب ان يُسمُّوا سوريا، جمهورية آشور، لكن السؤال الآخر: أليس من المنطق والعدل أيضاً تطبيق نظريتهم الاشتقاقية على هذه الدراسة العلمية الأكاديمية لعالم آشوريات عن مصدر اسم آشور الذي يعني: مرافق صحية أو بالوعة المياه القذرة، فيكون اسم الآشوريين هو: القذرين، النتنين، الكريهين، المراحيضيين، علماً أن اسم آشور غير سامي وليس له معنى في الكتاب المقدس، وهناك رأياً أنه اسم أرمني معناها الجبل، فهل الآشوريين أرمن؟.

ملاحظة: عدا رابط البحث الذي اشرت إليه، أُرفق ملف البحث أيضاَ، وشكراً/ موفق نيسكو

أعلى